غربة مشاعر
10-28-2018, 02:42 AM
ربان وسيدة –
———–
وأخيرا اكتمل العقد ، المحرك يضج فجأة ليعلن عن وجوده هنا ، بينما الربان
بدأ يشمر عن زنود سمر ، طويل القامة ، عضلاته بين بين ، لكن
ابتسامته الدائمة جعلت منه رجلا مختلفا ، – استعدوا فنحن
على وشك الانهيار … عفوا عفوا هل قلت الانهيار !!! لا إننا على وشك الاقلاع …
ابتسم من خطأه اللامقصود ، أمسك المقود بين كلتا يديه ثم غادرت السفينة
المرسى ، تصفيق حاد داخل البيت الكبير ، مزاح هنا ، وضحك هناك ، وفي
زاوية مهملة عناق وقبلات مثيرة ، استقبلت المياه المالحة لتوها السفينة الخضراء القادمة من
الشرق ، ساعات العصر تمضي مسرعة ، لم يعد للبر من تواجد ،
اللون السماوي يعتنق شغف العيون …
– متى نصل أيها الربان ؟
– الرحلة ماتزال تقاوم البداية سيدتي ، لكن تأكدي بأننا سنصل ، ساعات فقط …
– إذن لا تأخير على الموعد …
– الجو يوحي بالخير ، سنصل في الموعد إن شاء الله ، لا تخشي التأخير …
– لكني أخشى البحر ، فكم سمعت ورأيت من أناس ابتلعهم ، ولم يصلوا …
صمت الربان الشاب هنيهة ، تنفس بهدوء ، في تلك اللحظة كانت
عيناه تتعلقان بالسماء ، بينما الريح تداعب شعره الأسود …
– إنه البحر سيدتي ، إنه البحر …
ومالبث أن توارى عن ناظريها ، فلم يعد بمقدوره النظر إلى وجهها الشاحب الجميل .
ساعات الفجر تفجر قنبلة موقوتة ، السكون الذي أحبه معظم الركاب
امتطى صهوة الرحيل ، الأمواج تتغلغل في قلب السفينة الخضراء
، الربان كان يكتب شيئا ما …
عندما أتى الصباح شاهد بعض البحارة ، خشبة وبقايا ثياب ، وطفلة لم تبلغ عامها الخامس …
………..
وليد.ع.العايش
———–
وأخيرا اكتمل العقد ، المحرك يضج فجأة ليعلن عن وجوده هنا ، بينما الربان
بدأ يشمر عن زنود سمر ، طويل القامة ، عضلاته بين بين ، لكن
ابتسامته الدائمة جعلت منه رجلا مختلفا ، – استعدوا فنحن
على وشك الانهيار … عفوا عفوا هل قلت الانهيار !!! لا إننا على وشك الاقلاع …
ابتسم من خطأه اللامقصود ، أمسك المقود بين كلتا يديه ثم غادرت السفينة
المرسى ، تصفيق حاد داخل البيت الكبير ، مزاح هنا ، وضحك هناك ، وفي
زاوية مهملة عناق وقبلات مثيرة ، استقبلت المياه المالحة لتوها السفينة الخضراء القادمة من
الشرق ، ساعات العصر تمضي مسرعة ، لم يعد للبر من تواجد ،
اللون السماوي يعتنق شغف العيون …
– متى نصل أيها الربان ؟
– الرحلة ماتزال تقاوم البداية سيدتي ، لكن تأكدي بأننا سنصل ، ساعات فقط …
– إذن لا تأخير على الموعد …
– الجو يوحي بالخير ، سنصل في الموعد إن شاء الله ، لا تخشي التأخير …
– لكني أخشى البحر ، فكم سمعت ورأيت من أناس ابتلعهم ، ولم يصلوا …
صمت الربان الشاب هنيهة ، تنفس بهدوء ، في تلك اللحظة كانت
عيناه تتعلقان بالسماء ، بينما الريح تداعب شعره الأسود …
– إنه البحر سيدتي ، إنه البحر …
ومالبث أن توارى عن ناظريها ، فلم يعد بمقدوره النظر إلى وجهها الشاحب الجميل .
ساعات الفجر تفجر قنبلة موقوتة ، السكون الذي أحبه معظم الركاب
امتطى صهوة الرحيل ، الأمواج تتغلغل في قلب السفينة الخضراء
، الربان كان يكتب شيئا ما …
عندما أتى الصباح شاهد بعض البحارة ، خشبة وبقايا ثياب ، وطفلة لم تبلغ عامها الخامس …
………..
وليد.ع.العايش