المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاحمق /منقول/


الوافي
06-02-2020, 01:45 PM
دائماً ما كانت ابتسامة السخرية ترافقها في مثل هذه المواقف
عندما ترى عاشقين أو گما يسميهم البعض
طائري كناري
الاستهزاء و النفور هو ما كان يسيطر عليها في مثل هذه اللحظات
حتى أنها لم تأبه لذلك الأحمق كما تحبذ أن تسميه
ذلك الأحمق الواقف أمام شرفتها و منزلها ليلا نهارا
لعله يرى ثغرها يبتسم ...... لعله يذيب جليد قلبها
أو حتى تلتقي عيناه المفعمة بالعشق والهوى بعيناها الجامدة
تمر الآن أمام عاشقين وقد انتابتها نغزة في قلبها و ألم عميق
احتل جسدها بأكمله حتى كاد يفتك به گأنه يخبرها بمكروه قد حدث
لقد مر أسبوع من آخر مرة رأته فيها يقف أمام منزلها
عند ذهابها للعمل وقد غامت عيناه بنظرة لم تدري كيف تفسرها
عندما استرقت النظر له نظرة داعبت ثنايا روحها
دائما ما كان يسهر أسفل شرفتها عله يلمحها
بل وغير ذلك والذي أطلق جنونها وجوده بالقرب منها عند تعبها عند قلقها
و سهادها و گأنه يستشعر دقات قلبها فتخبره بحالها

لا تعلم ما حل بها لقد باتت تدعي عدم الاكتراث والتجاهل
و لكن حقيقةً جوفها يشتعل قلقاً و ذعراً عليه
تخشى فقدانه گكل الأشياء الجميلة في حياتها

فور وصولها للمنزل أسرعت إلى درج قد خبأت فيه رقمه و قد كانت قطعّته
أمامه ولكنها جمعت أجزاءه فور رحيله
وقفت لدقائق مرت عليها گ دهور تحدق به و تخشى ما نتيجة تهورها هذا
و ما لبثت أن طلبت الرقم ولم يعد بوسعها الانتظار
كانت مع ارتفاع رنين الهاتف تعلو دقات قلبها وتكاد تجزم أنها طغت حتى
على صوت الرنين............ ما هي إلا ثوان و قد علا صوت أنثوي يرد عليها
لم تشعر بلسانها إلا وهو ينطق باسمه المدون على الورقة ذاتها التي تحمل الرقم وسرعان ما انفجر ذلك الصوت بالبكاء وبشهقات مزقتها
وقد انقبض قلبها و دوار بات يلفها لم تعلم حتى كيف سألت عن العنوان
أو حتى كيف باتت تقود سيارتها في اللاوعي و قد أسرعت نحو ذلك
العنوان
ما إن وصلت حتى ارتجف سائر جسدها و قد غزت القشعريرة بدنها
رأت أطواف من الناس يلتفون بالأسود
ساقتها قدماها إلى داخل المنزل وقد رأت أطواف نساء تدخل
التفت على صوت ما انها صاحبة ذلك الصوت الأنثوي الذي حادثها قبل قليل
وجدت شابة في ريعان شبابها ولكن هيئتها توحي بامرأة عجوز قطعت عقدها السابع و أكثر ...... الغريب أن الفتاة قد عرفتها فورا و کأنها تحفظ صورتها عن ظهر قلب ولم تدري بها الا و قد اصطحبتها إلى غرفة ما
وهناك وجدت صور تحتل جدران تلك الغرفة لمن سرق نومها لأيام وليال
وقد غزت رائحة عطر ثقيلة المكان حتى أزكمتها
رائحة عرفتها بل وعششت في قلبها و روحها قبل ذاكرتها
ولم تدرك أن الفتاة قد دست في يديها ظرف ما وتركتها وخرجت
الا. بعد وقت مر عليها گأنه لحظات من الجنة وهي تشبع عينيها من النظر إليه دون عائق
نظرت إلى يديها الممسكة بالظرف وقد ارتجف جسدها مما هو قادم
حتى أنها أسقطته عدة مرات ولم تعي بذاتها الا وقد فتحته
وباتت تقرأ ما فيه وسيل دموع يرافقها
لا تعلم بعدها سوى أنها قد أُغمي عليها لتستيقظ بعد فترة ليست بالقليلة
ومازلت كلماته التي خطها تمر أمام عينيها
وقد صعقت بما وجدت فما كان ذلك الظرف الا وصية يخبرها به بمرضه بالقلب
و أنه يعلم أن قصة حبهما قد وأدت قبل أن تحيا
ولكنه يتمنى بأن يكون قد زرع في داخلها ولو بذرة حب وعشق له
قبل أن يرحل
ولا يدري بأنه قد احتل كيانها بأكمله قلبها و روحها وجسدها


طرفت دمعة من عينيها وهي تقف الآن أمام قبره
وقد مضى على موته ما يتخطى ست سنوات
ولم تدري متى خانتها قدماها و قد انهار جسدها
ليعلن قلبها عن توقف دقاته
بأمل لقاء الحبيب في الآخرة.

معزوفه
06-02-2020, 06:32 PM
موضوع في قمة الروعه
لطالما كانت مواضيعك متميزة
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
دمت لنا ودام تالقك الدائم
آرق التحايا

السنونوه
06-03-2020, 09:45 AM
يسلمو على نقلك المميز
موضوع حلو كثير

الجنرال
06-03-2020, 01:12 PM
سلمت الايادي على الطرح
والموضوع
ننتظر جديدك بشوق
ودي واحترامي

دموع القمر
06-08-2020, 03:11 AM
تسلم الايادي على روعة الطرح
لا عدمنا حضورك الراقي