زهراء دياب
09-02-2020, 11:17 AM
أترككم مع باقة مختارة
من روائع الشاعر الماجن أبي نواس .
قال أبو نواس في قصيدة ” دع عنك لومي ” وهي القصيدة الخمرية المشهورة ، مخاطبا إبراهيم النظام رئيس إحدى فرق المعتزلة وكان قد لامه على شرب الخمر . ويقصد أنه أنفق دراهمه في شرب الخمر ورهن ملاءته وحذاءه :
دَع عَنكَ لَومي فَإِنَّ اللَومَ إِغراءُ * وَداوِني بِالَّتي كانَت هِيَ الداءُ
صَفراءُ لا تَنزَلُ الأَحزانُ ساحَتَها * لَو مَسَّها حَجَرٌ مَسَّتهُ سَرّاءُ
مِن كَفِّ ذاتِ حِرٍ في زِيِّ ذي ذَكَرٍ * لَها مُحِبّانِ لوطِيٌّ وَزَنّاءُ
قامَت بِإِبريقِها وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ * فَلاحَ مِن وَجهِها في البَيتِ لَألأُ
فَأَرسَلَت مِن فَمِ الإِبريقِ صافِيَةً * كَأَنَّما أَخذُها بِالعَينِ إِغفاءُ
َرقَّتْ عَنِ الماء حتى ما يلائمُها لَطافَةً، وَجَفا عَنْ شَكلِها الماء
وقال يهجو مغنيا :
قَد نَضِجنا وَنَحنُ في الخَيشِ طُرّا * أَنضَجَتنا كَواكِبُ الجَوزاءِ
فَأَصيبوا لَنا حُسَيناً فَفيهِ * عِوَضٌ مِن جَليدِ بَردِ الشِتاءِ
لَو تَغَنّى وَفوهُ مَلآنُ جَمراً * لَم يَضِرهُ لِبَردِ ذاكَ الغِناءِ
ويقول أبو نواس، أيضًا، شاكيًا ومتضرعًا:
يَا رَبِّ، إِنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي كَثْرَةً * فَلقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ عَفْوَكَ أَعْظَمُ
إِنْ كَانَ لا يَرْجُوكَ إِلَّا مُحْسِنٌ * فَبِمَنْ يَلُوذُ، وَيَسْتَجِيرُ الْمُجْرِمُ
أَدْعُوكَ رَبِّ كَمَا أَمَرْتَ تَضَرُّعًا * فَإِذَا رَدَدْتَ يَدِي فَمَنْ ذَا يَرْحَمُ
مَا لِي إِلَيْكَ وَسِيلَةٌ إِلَّا الرَّجَا * وَجَمِيلُ عَفْوِكَ... ثُمَّ أَنِّي مُسْلِمُ
يقول في تخيلاته الشعرية متحديا إبليس :
نمتُ إلى الصبح وإبليس لي
في كل ما يؤثمني خصم
رأيته في الجو مستعليًا
ثم هوى يتبَعه نجم
أراد للسمع استراقًا
فما عتَّم أن أهبطه الرجم
فقال لي لما هوى
مرحبًا بتائبٍ توبته وهم
هل لك في عذارء ممكورةٍ
يزينها صدر لها فخم
ووارد جثلٌ على متنها
أسود يحكى لونه الكرم
فقلت: لا. قال: فتى أمرد
يرتج منه كفل فعم
كأنه عذراء في خدرها
وليس في لبته نظم
فقلت: لا. قال: فتى مسمع
يحسن منه النقرُ والنغم
فقلت: لا. قال: فتى كل
ما شابه ما قلت لك الحزم
ما أنا بالآيس من عودةٍ
منك على رغمك، يا فدم
لستَ أبا مرة إن لم تعدْ
فغيرُ ذا من فِعلِك الغشم
قال في حبيبته جنان :
وجه حبيبتي جنان دنيائي * ترتعُ فيه ظباء أهوائي
تصطادها أكلب الصدود إذا * يدعو إليها الهوى بإيماء
حسوت من كفها على طرب * من قهوة في الزجاج صفراء
نجومها في الكؤوس إذا طلعت * أفلاكها مزجت بأمواء
من روائع الشاعر الماجن أبي نواس .
قال أبو نواس في قصيدة ” دع عنك لومي ” وهي القصيدة الخمرية المشهورة ، مخاطبا إبراهيم النظام رئيس إحدى فرق المعتزلة وكان قد لامه على شرب الخمر . ويقصد أنه أنفق دراهمه في شرب الخمر ورهن ملاءته وحذاءه :
دَع عَنكَ لَومي فَإِنَّ اللَومَ إِغراءُ * وَداوِني بِالَّتي كانَت هِيَ الداءُ
صَفراءُ لا تَنزَلُ الأَحزانُ ساحَتَها * لَو مَسَّها حَجَرٌ مَسَّتهُ سَرّاءُ
مِن كَفِّ ذاتِ حِرٍ في زِيِّ ذي ذَكَرٍ * لَها مُحِبّانِ لوطِيٌّ وَزَنّاءُ
قامَت بِإِبريقِها وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ * فَلاحَ مِن وَجهِها في البَيتِ لَألأُ
فَأَرسَلَت مِن فَمِ الإِبريقِ صافِيَةً * كَأَنَّما أَخذُها بِالعَينِ إِغفاءُ
َرقَّتْ عَنِ الماء حتى ما يلائمُها لَطافَةً، وَجَفا عَنْ شَكلِها الماء
وقال يهجو مغنيا :
قَد نَضِجنا وَنَحنُ في الخَيشِ طُرّا * أَنضَجَتنا كَواكِبُ الجَوزاءِ
فَأَصيبوا لَنا حُسَيناً فَفيهِ * عِوَضٌ مِن جَليدِ بَردِ الشِتاءِ
لَو تَغَنّى وَفوهُ مَلآنُ جَمراً * لَم يَضِرهُ لِبَردِ ذاكَ الغِناءِ
ويقول أبو نواس، أيضًا، شاكيًا ومتضرعًا:
يَا رَبِّ، إِنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي كَثْرَةً * فَلقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ عَفْوَكَ أَعْظَمُ
إِنْ كَانَ لا يَرْجُوكَ إِلَّا مُحْسِنٌ * فَبِمَنْ يَلُوذُ، وَيَسْتَجِيرُ الْمُجْرِمُ
أَدْعُوكَ رَبِّ كَمَا أَمَرْتَ تَضَرُّعًا * فَإِذَا رَدَدْتَ يَدِي فَمَنْ ذَا يَرْحَمُ
مَا لِي إِلَيْكَ وَسِيلَةٌ إِلَّا الرَّجَا * وَجَمِيلُ عَفْوِكَ... ثُمَّ أَنِّي مُسْلِمُ
يقول في تخيلاته الشعرية متحديا إبليس :
نمتُ إلى الصبح وإبليس لي
في كل ما يؤثمني خصم
رأيته في الجو مستعليًا
ثم هوى يتبَعه نجم
أراد للسمع استراقًا
فما عتَّم أن أهبطه الرجم
فقال لي لما هوى
مرحبًا بتائبٍ توبته وهم
هل لك في عذارء ممكورةٍ
يزينها صدر لها فخم
ووارد جثلٌ على متنها
أسود يحكى لونه الكرم
فقلت: لا. قال: فتى أمرد
يرتج منه كفل فعم
كأنه عذراء في خدرها
وليس في لبته نظم
فقلت: لا. قال: فتى مسمع
يحسن منه النقرُ والنغم
فقلت: لا. قال: فتى كل
ما شابه ما قلت لك الحزم
ما أنا بالآيس من عودةٍ
منك على رغمك، يا فدم
لستَ أبا مرة إن لم تعدْ
فغيرُ ذا من فِعلِك الغشم
قال في حبيبته جنان :
وجه حبيبتي جنان دنيائي * ترتعُ فيه ظباء أهوائي
تصطادها أكلب الصدود إذا * يدعو إليها الهوى بإيماء
حسوت من كفها على طرب * من قهوة في الزجاج صفراء
نجومها في الكؤوس إذا طلعت * أفلاكها مزجت بأمواء