المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِك لهم الأمن ... )


جنة الروح
09-09-2020, 04:46 PM
تفسير قوله تعالى

﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾

الحمد لله رازق الإنسان مَلَكَةَ التعبير، والمُمتَنِّ عليه بعلم التفسير، وبسُنة البشير النذير، عليه وعلى آله وصحبه أزكى صلوات العلي القدير، وبعد:
• ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82].

إعراب الآية:
الذين: اسمٌ موصول، مبني في محل رفع مبتدأ.
آمنوا: فعل ماضٍ، مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، وواو الجماعة: ضميرٌ متصل، مبنيٌّ في محل رفع فاعل.
و: حرف عطف.
لم: حرف نفي، وجزم، وقلب.
يلبسوا: فعل مضارعٌ، مجزوم بـ"لم"، وعلامة جزمه: حذف النون من آخره، وواو الجماعة: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
إيمانهم: "إيمان" مفعول به، وهو مضاف، هم: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
بظلم: جار ومجرور.
أولئك: اسم إشارة، مبني في محل رفع مبتدأ.
لهم: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدَّم.
الأمن: مبتدأ مؤخَّر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وجملة "لَهُمُ الْأَمْنُ" في محل رفع خبر "أولئك"، وجملة "أولئك لهم الأمن" في محل رفع خبر اسم الموصول "الذين".
الواو: للعطف.
هم مهتدون: جملة اسمية معطوفة على ما قبلها.

﴿ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾: الإيمان في اللغة: هو التصديق الجازم، وقيل: الإقرار، قال تعالى على لسان إخوة يوسف: ﴿ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ﴾ [يوسف: 17]؛ أي: بمصدِّقنا، وقيل: الأمن، وفي الشرع: هو تصديق الإسلام بالقلب، والإقرار به باللسان، والانقياد له بالجوارح والأركان، يزيدُ بطاعة الرحمن، وينقص بطاعة الشيطان، فعلى هذا التعريف: فالمؤمنون هم الذين صدَّقوا بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراد الله، وانقادوا إلى العمل به، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحجرات: 15].

﴿ وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾: أي: لم يفسدوا وينقضوا إيمانَهم بالشرك بالله، الذي يُعدُّ من نواقض الإسلام، والشرك الأكبر: هو عبادة غيرِ الله معه؛ ومن صوره: دعاءُ الأموات، والذبح لهم، والرضا بالتحاكم لغير شَرعه سبحانه، وحبُّ الشيء مثلَ حبِّه، والخوفُ من الشيء مثلَ خوفِه، وغير ذلك مما هو ظلمٌ عظيم للنفس؛ بتحريفِها عما خُلِقتْ له، وإخراجها من نور الله ورحمتِه وبركته وجنَّته، إلى ظلمات الشيطان وبغيه وضَنْكِه، والخلود في الجحيم، ولفحات النار والحميم.

وقد قسَّم العلماءُ الظلمَ إلى قسمين: ظلم أكبر، وهو الشركُ والكفر الأكبرُ المُخرج من الملة، والمُخلِّدُ صاحبَه في النار.

وظلم أصغر: وهو الذنوب والمعاصي التي تُضعِفُ الإيمان، فلما نزلت هذه الآيةُ الكريمة فَهِم الصحابة الظلمَ بالأصغر، فاشتدَّ خوفُهم، وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، أيُّنا لم يَظلِمْ؟! فأنزل الله تعالى: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13]، وفي حديثٍ آخرَ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدواوين ثلاثة: ظلمٌ لا يغفرُه الله؛ وهو الشرك به، وظلم يغفره الله؛ وهو ما بين العبد وربه، وظلمٌ لا يتركه الله؛ وهو ما بين العباد))، أو كما قال عليه السلام.

وللتوضيح: جميعُ أنواع الظلم يغفرُها الله إن تاب منها الإنسان، حتى الشرك؛ قال تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70]، وبهذه المناسبة: ننصح أنفسَنا والقارئ الكريم بالإسراع بالتوبة، ودراسة العقيدة الصحيحة، وبذلِ الوُسْعِ في تحقيق التوحيد واجتناب الشرك.

﴿ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾: "أولئك" اسم إشارة، تعظيمٌ للذين آمنوا ولم يشركوا بالله.

﴿ لَهُمُ الْأَمْنُ ﴾: من ضلال الشيطان وفساده، وذلِّه وضنكِه، ومن سوء الخاتمة، وعذاب القبر، وعذاب يوم القيامة، ونار الله الحاميَّة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ﴾ [الكهف: 107]، وقال تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].

﴿ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾: إلى منهاج الحياة القويم، والسعادة والنعيم، والصراط المستقيم، ورضوان الرحمن الرحيم، وجنة الجَوَاد الكريم.

احبك موت
09-09-2020, 05:38 PM
كل الشكـــر لك على هاالطرح الأكثــر من رااائــــع ..~
يعطيييك العااافيه لا عدمنا هالتميييز والابدااع ,,~
بأنتظااار جديدك الجذاب ..~
ودي وعبير وردي لك..

جنة الروح
09-09-2020, 06:13 PM
كل الشكر لك ولهذا المرور الجميل
الله يعطيكـ العافيه يارب
خالص مودتي لك
https://c.top4top.io/p_1689te8ph0.gif

ابراهيم دياب
09-11-2020, 08:48 AM
جزاك الله خيرا
وجعله فى ميزان حسناتكم
لروحك جنآئن الورد
https://www7.0zz0.com/2020/06/04/15/384971618.gif

جنة الروح
09-11-2020, 10:25 PM
كل الشكر لك ولهذا المرور الجميل
الله يعطيكـ العافيه يارب
خالص مودتي لك
https://c.top4top.io/p_1689te8ph0.gif