البرنس مديح ال قطب
10-24-2020, 07:52 PM
فلسطين.. يا جرح العروبة
https://22arabi.com/wp-content/uploads/2020/04/2076-4-780x470.jpg
فلسطين…ياجرح العروبة
قالوا إن الجرح مع مرور الوقت يبرى، وأن الدماء التي خادنت الثرى ستزهر يوماً، وأنَّ الوَصَبَ سيزول حتماً حتماً، ولكنَّ جرحَ العروبةِ سيبقى حيّاً حتى تعود فلسطين.
فلسطينُ الحبيبة ليست مجرد كلمة ترنَّمت بها الحناجر، ليست مجرد حروفٍ مبعثرةٍ تتناقلها الأجيال، بل تعني في قاموسنا الوجود، تعني الثبات والخلود.
تعني حكاية أطفال حملوا بأيديهم حجارةً من طينٍ، ورشقوها في وجه الغزاة وقالوا لا للظلمِ ولا للهوان.
نعم تحكي قصة محمود الدرّة، هل أنصتُّم إليه وهو يصرخ؟ هل رأيتموه؟ ذلك الطفل البريء الذي لاذ بقميص والده ولم ينج من جورِ الاحتلال، تحكي لناقصة ليمون حيفا ويافا، وأنَّ كلَّ ليمونةٍ ستتحول إلى قنبلةٍ تقتلُ جنديٍ بلا هوادةٍ.
لكنْ وللأسف، إذا ما انتقلنا إلى الواقعِ لوجدناه مؤلماً مُريعاً، فلسطين تتلفظ أنفاسها الأخيرة وحدها، تستباح وحدها، تهدم شبراً شبراً وحدها، ولا تجد من ينفض غبار الحرب عن وجنتيها، لا تجد من يطهرها من براثن اليهود الغاشمين، لا تجد سوى كلماتٍ باليةٍ خجولةٍ أفنينا أعمارنا ونحن نرددها حزناً على تلك الأرض السليبة.
منذ وعد بلفور -ذلك الوعد المشؤوم- ونحن نتغنى بها، نغازلها ونبكي ونإنُّ لوجعها، ولكن هل سألنا أنفسنا يوماً ماذا جنينا لها؟ هل رُدَّ الأقصى؟ أم تطهرت أرض الخليل؟
أقولُ: حربٌ واحدةٌ خاضها العربُ لأجلِ فلسطين، ألا وهي “حرب الأقلام”، حرب المشاعر والعواطف لا أكثر.
ولو عدنا إلى التاريخ لوجدنا ذلك، مَنْ منّا لم يسمع محمود درويش وهو يصدح في أرض المنفى وينادي:
“سجِّل! أنا عربي
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!
فهلْ تغضبْ؟
سجِّلْ!
أنا عربي”
وماذا بعد ذلك يا عربُ؟ هل استفقنا من سباتنا؟ أم مازلنا رقاداً؟ لا أستطيع الجواب حقيقةً، الأمر متروكٌ لكم.
بعد ذلك رحلَ درويش وربما رحلت كلماته أيضاً، ولكن بقيتْ تلك العجور الكئيبة على رصيف الانتظار، وهي تحمل مفتاح منزلها لتعود، تحملُ صورةَ ولدِها الشهيد، تعاتبه بحرقةٍ وألمٍ، هو الذي قال لها يوماً “غداً سنعودُ والأجيالُ تصغي إلى وقعِ الخُطا عند الإيابِ”
تعلم يقيناً أنها ستعود، ولكن كيف؟ ومتى؟ هل تترقب شفقة “ترامب” وأتباعه الذين تراقصوا معه في أرض الحرمين؟ أولئك الذين منحوا القدسَ على طبقٍ من ذهبٍ لبني صهيون.
نعم هم مَنْ باعَ فلسطين وسلّم مفاتيحَ الأقصى، هم من تعاطف مع الصهاينة منذ عشرينيات القرن الماضي في “مؤتمر السلام” أعني مؤتمر الخسة والخيانة.
فالتاريخُ لن ينسى، التاريخُ لن يرحم كلَّ من تهاون مع الدمّ الفلسطيني وراح يتاجر بقضيته، والأقلامُ لا زالت في ريعانِها تكتب وتكتب.
وفي الختامِ أقولُ:إنْ لم نتحرَّر من تلك القيود، وننهض أمةً متراصةً متكاتفةً على قلبٍ واحدٍ؛ سنبقى زمناً طويلاً ننوح ونبكي على “أقصانا”، على أرضنا وكرامتنا، على قضيتنا التي لطالما دوّنّاها بأقلامنا فقط، ولم نتجرأ يوماً على الوقوف في وجه عدوّنا الذي شرع بنهش فلسطين قطعةً قطعةً.
https://22arabi.com/wp-content/uploads/2020/04/2076-4-780x470.jpg
فلسطين…ياجرح العروبة
قالوا إن الجرح مع مرور الوقت يبرى، وأن الدماء التي خادنت الثرى ستزهر يوماً، وأنَّ الوَصَبَ سيزول حتماً حتماً، ولكنَّ جرحَ العروبةِ سيبقى حيّاً حتى تعود فلسطين.
فلسطينُ الحبيبة ليست مجرد كلمة ترنَّمت بها الحناجر، ليست مجرد حروفٍ مبعثرةٍ تتناقلها الأجيال، بل تعني في قاموسنا الوجود، تعني الثبات والخلود.
تعني حكاية أطفال حملوا بأيديهم حجارةً من طينٍ، ورشقوها في وجه الغزاة وقالوا لا للظلمِ ولا للهوان.
نعم تحكي قصة محمود الدرّة، هل أنصتُّم إليه وهو يصرخ؟ هل رأيتموه؟ ذلك الطفل البريء الذي لاذ بقميص والده ولم ينج من جورِ الاحتلال، تحكي لناقصة ليمون حيفا ويافا، وأنَّ كلَّ ليمونةٍ ستتحول إلى قنبلةٍ تقتلُ جنديٍ بلا هوادةٍ.
لكنْ وللأسف، إذا ما انتقلنا إلى الواقعِ لوجدناه مؤلماً مُريعاً، فلسطين تتلفظ أنفاسها الأخيرة وحدها، تستباح وحدها، تهدم شبراً شبراً وحدها، ولا تجد من ينفض غبار الحرب عن وجنتيها، لا تجد من يطهرها من براثن اليهود الغاشمين، لا تجد سوى كلماتٍ باليةٍ خجولةٍ أفنينا أعمارنا ونحن نرددها حزناً على تلك الأرض السليبة.
منذ وعد بلفور -ذلك الوعد المشؤوم- ونحن نتغنى بها، نغازلها ونبكي ونإنُّ لوجعها، ولكن هل سألنا أنفسنا يوماً ماذا جنينا لها؟ هل رُدَّ الأقصى؟ أم تطهرت أرض الخليل؟
أقولُ: حربٌ واحدةٌ خاضها العربُ لأجلِ فلسطين، ألا وهي “حرب الأقلام”، حرب المشاعر والعواطف لا أكثر.
ولو عدنا إلى التاريخ لوجدنا ذلك، مَنْ منّا لم يسمع محمود درويش وهو يصدح في أرض المنفى وينادي:
“سجِّل! أنا عربي
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!
فهلْ تغضبْ؟
سجِّلْ!
أنا عربي”
وماذا بعد ذلك يا عربُ؟ هل استفقنا من سباتنا؟ أم مازلنا رقاداً؟ لا أستطيع الجواب حقيقةً، الأمر متروكٌ لكم.
بعد ذلك رحلَ درويش وربما رحلت كلماته أيضاً، ولكن بقيتْ تلك العجور الكئيبة على رصيف الانتظار، وهي تحمل مفتاح منزلها لتعود، تحملُ صورةَ ولدِها الشهيد، تعاتبه بحرقةٍ وألمٍ، هو الذي قال لها يوماً “غداً سنعودُ والأجيالُ تصغي إلى وقعِ الخُطا عند الإيابِ”
تعلم يقيناً أنها ستعود، ولكن كيف؟ ومتى؟ هل تترقب شفقة “ترامب” وأتباعه الذين تراقصوا معه في أرض الحرمين؟ أولئك الذين منحوا القدسَ على طبقٍ من ذهبٍ لبني صهيون.
نعم هم مَنْ باعَ فلسطين وسلّم مفاتيحَ الأقصى، هم من تعاطف مع الصهاينة منذ عشرينيات القرن الماضي في “مؤتمر السلام” أعني مؤتمر الخسة والخيانة.
فالتاريخُ لن ينسى، التاريخُ لن يرحم كلَّ من تهاون مع الدمّ الفلسطيني وراح يتاجر بقضيته، والأقلامُ لا زالت في ريعانِها تكتب وتكتب.
وفي الختامِ أقولُ:إنْ لم نتحرَّر من تلك القيود، وننهض أمةً متراصةً متكاتفةً على قلبٍ واحدٍ؛ سنبقى زمناً طويلاً ننوح ونبكي على “أقصانا”، على أرضنا وكرامتنا، على قضيتنا التي لطالما دوّنّاها بأقلامنا فقط، ولم نتجرأ يوماً على الوقوف في وجه عدوّنا الذي شرع بنهش فلسطين قطعةً قطعةً.