زهراء دياب
11-01-2020, 08:31 PM
لا تضع البيض في سلة واحدة...
مثل إنجليزي قرأته حين كنت في الخامسة عشرة من عمري... حينها لم أكن أدرك تماماً عمق معنى هذا المثل.. كل ما فهمته معناه السطحي.. فعلاً لا يجب أن نضع البيض في سلة واحدة.. فلو تعرضت السلة للسقوط سنفقد جميع البيض.. أعجبني حينها.. ولكنني استصغرت أن يجعل الإنجليز مثلاً خاصاً بالبيض..
وحين كبرت بقي هذا المثل عالقاً في ذهني وأدركت فيما بعد ما يحتويه هذا المثل القصير من حِكم كبيرة وعظيمة الفائدة لمن يدركه ويعمل به في سائر أمورحياته...
فعندما نتناول هذا المثل من الناحية المالية مثلاً.. ونفكر في عمل مشروع تجاري لا ينبغي أن نضع كل ما نملك رأس مال لهذا المشروع.. وإن بدا لنا أنه كلما جعلنا رأس المال أكبر
كلما كان الربح أكثر..
ولكن ماذا لو حدث أن خسر ذلك المشروع..
يعني أننا سنفقد كل ما نملك..
وهذا ما حدث بالفعل للكثيرين فهناك من يقترض من البنوك كل ما يستطيع ليضارب بالأسهم والسندات.. ماذا لو خسر جميع أمواله..
وهو مدان للبنوك.. وهذا ما حدث في إحدى السنوات في بلدنا.. فقام العديد منهم ببيع بيوتهم.. وكانوا في حال يرثى لها..
كما انتشرت المحافظ في فترة من الفترات.. وهرع من هرع إلى الاستدانة والاقتراض وتكبدوا خسائر ضخمة ما زالوا يدفعون أقساط القروض ولا أثر لأموالهم التي ذهبت مع الريح..
كان أبي رحمه الله يرفض قطعياً أن يركب جميع أفراد الأسرة في سيارة واحدة.. ويرفض أن يسافر أخوتي في سيارة واحدة وفي كل مرة أقنعه بأن ما يقدره الله لنا سيحدث إن كنا جماعة أو فرادى ولكنه يصر على موقفه
ولا نستطيع تغيير قناعاته..
وأخبرنا كذلك حين نسافر أن لا نضع نقودنا في محفظة واحدة أو في مكان واحد.. بل نوزعها في اكثر من مكان خشية ضياعها أو سرقتها..
كذلك في حياتنا الاجتماعية لا ينبغي أن نضع أحلامنا وآمالنا في شخص واحد نحبه.. هناك أمور كثيرة يجب أن نتوخاها وننتبه إليها ونضعها نصب أعيننا.. قبل الإندفاع والتمحور حول ذلك الشخص
في كل شيء..
فالحياة مليئة بالمفاجآت..
تذكرت قصة سردتها علينا الدكتورة وداد العيسى في إحدى محاضراتها حول كيفية مواجهة ضغوطات الحياة.. قالت: في فترة اجتياح الجيش العراقي للكويت أُسر الكثير من الكويتيين وقتل الكثير منهم.. وكان من ضمن الشهداء زوج امرأة لم تتحمل صدمة وفاة زوجها فكانت في كل مناسبة تذهب إلى خياط زوجها لتفصل له ثوباً جديداً.. في مواسم الأعياد.. والشتاء.. وفي كافة المناسبات التي تمر بها.. مع انها تدرك أنه استشهد ولن يعود... أهملت نفسها وعيالها وبقيت تعد الأيام والليالي في انتظار الزوج الغائب..
وأخرى أعرفها معرفة شخصية تحب زوجها حد الجنون.. قرر الزوج الزواج بامرأة أخرى.. فما كان منها إلا أن ألقت بنفسها من سطح المنزل.. وأصيبت بكسور بالغة في ساقيها وعظام الحوض.. وأكمل الزوج مشروع زواجه الثاني.. وعادت هي إلى بيت أهلها لتخضع لرحلة علاج طويلة حتى شفيت ولم تعد كالسابق بالطبع...
وهناك من يتخذ شخص ما صديقاً حميماً ويخصه بكل ما لديه من اهتمام.. يبثه كافة أسراره.. يصحبه في الحل والترحال.. يكاد يعيش معه لكثرة ما يدخل بيته ويشركه في كل كبيرة وصغيره.. متناسياً غيره من الأصدقاء.. بالرغم من وجودهم حوله.. ماذا لو اختلف هذان الصديقان حول أمر ما؟؟.. أو لوفقده لسبب أو لآخر...
على العاقل أن لا يصب جلَ اهتمامه ومشاعره في شخص واحد.. فهناك الأهل والأخوة والأصدقاء والأبناء... لو وزعنا اهتماماتنا وحبنا على الجميع وكانت علاقتنا قوية متوازنة بالجميع سنتخطى الصعاب ولن نشعر بأننا فقدنا كل شيء لفقدنا شخص واحد..
الكيّس من زان الأمور وأعطاها حجمها لا حجم أكبر منها..
منقول للفائدة
دمتم بالف خير
مثل إنجليزي قرأته حين كنت في الخامسة عشرة من عمري... حينها لم أكن أدرك تماماً عمق معنى هذا المثل.. كل ما فهمته معناه السطحي.. فعلاً لا يجب أن نضع البيض في سلة واحدة.. فلو تعرضت السلة للسقوط سنفقد جميع البيض.. أعجبني حينها.. ولكنني استصغرت أن يجعل الإنجليز مثلاً خاصاً بالبيض..
وحين كبرت بقي هذا المثل عالقاً في ذهني وأدركت فيما بعد ما يحتويه هذا المثل القصير من حِكم كبيرة وعظيمة الفائدة لمن يدركه ويعمل به في سائر أمورحياته...
فعندما نتناول هذا المثل من الناحية المالية مثلاً.. ونفكر في عمل مشروع تجاري لا ينبغي أن نضع كل ما نملك رأس مال لهذا المشروع.. وإن بدا لنا أنه كلما جعلنا رأس المال أكبر
كلما كان الربح أكثر..
ولكن ماذا لو حدث أن خسر ذلك المشروع..
يعني أننا سنفقد كل ما نملك..
وهذا ما حدث بالفعل للكثيرين فهناك من يقترض من البنوك كل ما يستطيع ليضارب بالأسهم والسندات.. ماذا لو خسر جميع أمواله..
وهو مدان للبنوك.. وهذا ما حدث في إحدى السنوات في بلدنا.. فقام العديد منهم ببيع بيوتهم.. وكانوا في حال يرثى لها..
كما انتشرت المحافظ في فترة من الفترات.. وهرع من هرع إلى الاستدانة والاقتراض وتكبدوا خسائر ضخمة ما زالوا يدفعون أقساط القروض ولا أثر لأموالهم التي ذهبت مع الريح..
كان أبي رحمه الله يرفض قطعياً أن يركب جميع أفراد الأسرة في سيارة واحدة.. ويرفض أن يسافر أخوتي في سيارة واحدة وفي كل مرة أقنعه بأن ما يقدره الله لنا سيحدث إن كنا جماعة أو فرادى ولكنه يصر على موقفه
ولا نستطيع تغيير قناعاته..
وأخبرنا كذلك حين نسافر أن لا نضع نقودنا في محفظة واحدة أو في مكان واحد.. بل نوزعها في اكثر من مكان خشية ضياعها أو سرقتها..
كذلك في حياتنا الاجتماعية لا ينبغي أن نضع أحلامنا وآمالنا في شخص واحد نحبه.. هناك أمور كثيرة يجب أن نتوخاها وننتبه إليها ونضعها نصب أعيننا.. قبل الإندفاع والتمحور حول ذلك الشخص
في كل شيء..
فالحياة مليئة بالمفاجآت..
تذكرت قصة سردتها علينا الدكتورة وداد العيسى في إحدى محاضراتها حول كيفية مواجهة ضغوطات الحياة.. قالت: في فترة اجتياح الجيش العراقي للكويت أُسر الكثير من الكويتيين وقتل الكثير منهم.. وكان من ضمن الشهداء زوج امرأة لم تتحمل صدمة وفاة زوجها فكانت في كل مناسبة تذهب إلى خياط زوجها لتفصل له ثوباً جديداً.. في مواسم الأعياد.. والشتاء.. وفي كافة المناسبات التي تمر بها.. مع انها تدرك أنه استشهد ولن يعود... أهملت نفسها وعيالها وبقيت تعد الأيام والليالي في انتظار الزوج الغائب..
وأخرى أعرفها معرفة شخصية تحب زوجها حد الجنون.. قرر الزوج الزواج بامرأة أخرى.. فما كان منها إلا أن ألقت بنفسها من سطح المنزل.. وأصيبت بكسور بالغة في ساقيها وعظام الحوض.. وأكمل الزوج مشروع زواجه الثاني.. وعادت هي إلى بيت أهلها لتخضع لرحلة علاج طويلة حتى شفيت ولم تعد كالسابق بالطبع...
وهناك من يتخذ شخص ما صديقاً حميماً ويخصه بكل ما لديه من اهتمام.. يبثه كافة أسراره.. يصحبه في الحل والترحال.. يكاد يعيش معه لكثرة ما يدخل بيته ويشركه في كل كبيرة وصغيره.. متناسياً غيره من الأصدقاء.. بالرغم من وجودهم حوله.. ماذا لو اختلف هذان الصديقان حول أمر ما؟؟.. أو لوفقده لسبب أو لآخر...
على العاقل أن لا يصب جلَ اهتمامه ومشاعره في شخص واحد.. فهناك الأهل والأخوة والأصدقاء والأبناء... لو وزعنا اهتماماتنا وحبنا على الجميع وكانت علاقتنا قوية متوازنة بالجميع سنتخطى الصعاب ولن نشعر بأننا فقدنا كل شيء لفقدنا شخص واحد..
الكيّس من زان الأمور وأعطاها حجمها لا حجم أكبر منها..
منقول للفائدة
دمتم بالف خير