ابراهيم دياب
02-04-2021, 03:12 PM
الوقت يغيّر كل شيء. لطالما قلت هذا. آمنت به وانتظرت وصبرت. إنمّا ليس كل شيء يتغيّر فعليًّا. بقدر ما يتغيّر شعورنا تجاهه.
أنظر لأمي اليوم وألمس كل مافيها دون أن أقصد. الوحيدة التي أفهمها حتّى في صمتها. أنا الأكثر شبهًا بها في طِباعي بين بناتها وقريباتها. كل أصيل بي. وكل ملمَح عليّ كان لها في صِباها. وشابت عليه. رغم محاولات انكاري وتجاهلها. الجرح لم يُشفى ونزاعاتنا رغم السنوات الطويلة لم تُحلّ. أعرفه يقينًا. تبدلّت أمور كثيرة في الوسط بعد زواجي. إذ أرى لهفتها على أولادي. عينها تلمع ووجهها يُشرق. تصرف عليهم كل ما ادخرته من عواطف فيما مضى من عمرها. تحب عبدالرحمن. صار المدلّل عندها. يشبه أولادها. تقول متفاخرة في كل مرّة.
بطريقةٍ ما… هذا يُسلّيني.
وفي أيام أخرى. هناك ذكريات أعرف من أين عادتْ. كأن ينام الجرح في قلبي ليالٍ ثقيلة. أحسبه بطمأنينة النائم لن يستيقظ. لكنّها الهدنة حين تنتهي لا مكان سوى للعواصف بعدها. كل زعل وكل قطيعة ألفتها تُظهِر نفسها على السطح. أصير أسوأ ممّا كنت وأقسى. لا أعرفني. أحيانًا أتمنى لو النسيان يُفتّت دماغي ليمحو الناس وعملي والوقت وأهلي.
منذ سنة لا يغيب عن خاطري ما كتبه عبدالله الناصر “يأخذ الله الأم. يأخذ الله البيت…. إلى آخر النص”. منذ سنة أقاوم تدفق الذكريات بشكل عكسي. أفكّر لست قوية إلى هذا الحدّ مثلها لكنّي أقاوم. يشتعل السوء في نفسي فأطفئه. وجع البارحة لا تضمّده تطمينات اليوم. وأنا قررت أن أتنحّى عن كل عظيم بي وأترك الوقت يغسل ما تبقّى من أذى بيننا.
حزنها يحفر في روحي كل مالا أرغب بالعودة إليه. يوم دُفنتْ أمّها كانت هادئة. امتدحوا ثباتها. وحدي رأيت العتمة في روحها وأعلم أن حياتها لن ترجع كما كانت وأنّها توقفت هناك. عند آخر كلمة سمعتها من أمّها.
نعرف سبب ما يجري. -أنا وهي- نركض من زمان بعيد في جحيمٍ واحد. كأن أحدًا يطاردنا. ثم من أين يأتي التعب؟ حين أراها وتلمسني أحس أني كبرتْ عن عمري سنوات. لكنّي أهدأ. لا شيء سوى المواساة وعمر طويل من الرحمة ينفرط أمامي.
لم يعد لديها أم.
أنظر لأمي اليوم وألمس كل مافيها دون أن أقصد. الوحيدة التي أفهمها حتّى في صمتها. أنا الأكثر شبهًا بها في طِباعي بين بناتها وقريباتها. كل أصيل بي. وكل ملمَح عليّ كان لها في صِباها. وشابت عليه. رغم محاولات انكاري وتجاهلها. الجرح لم يُشفى ونزاعاتنا رغم السنوات الطويلة لم تُحلّ. أعرفه يقينًا. تبدلّت أمور كثيرة في الوسط بعد زواجي. إذ أرى لهفتها على أولادي. عينها تلمع ووجهها يُشرق. تصرف عليهم كل ما ادخرته من عواطف فيما مضى من عمرها. تحب عبدالرحمن. صار المدلّل عندها. يشبه أولادها. تقول متفاخرة في كل مرّة.
بطريقةٍ ما… هذا يُسلّيني.
وفي أيام أخرى. هناك ذكريات أعرف من أين عادتْ. كأن ينام الجرح في قلبي ليالٍ ثقيلة. أحسبه بطمأنينة النائم لن يستيقظ. لكنّها الهدنة حين تنتهي لا مكان سوى للعواصف بعدها. كل زعل وكل قطيعة ألفتها تُظهِر نفسها على السطح. أصير أسوأ ممّا كنت وأقسى. لا أعرفني. أحيانًا أتمنى لو النسيان يُفتّت دماغي ليمحو الناس وعملي والوقت وأهلي.
منذ سنة لا يغيب عن خاطري ما كتبه عبدالله الناصر “يأخذ الله الأم. يأخذ الله البيت…. إلى آخر النص”. منذ سنة أقاوم تدفق الذكريات بشكل عكسي. أفكّر لست قوية إلى هذا الحدّ مثلها لكنّي أقاوم. يشتعل السوء في نفسي فأطفئه. وجع البارحة لا تضمّده تطمينات اليوم. وأنا قررت أن أتنحّى عن كل عظيم بي وأترك الوقت يغسل ما تبقّى من أذى بيننا.
حزنها يحفر في روحي كل مالا أرغب بالعودة إليه. يوم دُفنتْ أمّها كانت هادئة. امتدحوا ثباتها. وحدي رأيت العتمة في روحها وأعلم أن حياتها لن ترجع كما كانت وأنّها توقفت هناك. عند آخر كلمة سمعتها من أمّها.
نعرف سبب ما يجري. -أنا وهي- نركض من زمان بعيد في جحيمٍ واحد. كأن أحدًا يطاردنا. ثم من أين يأتي التعب؟ حين أراها وتلمسني أحس أني كبرتْ عن عمري سنوات. لكنّي أهدأ. لا شيء سوى المواساة وعمر طويل من الرحمة ينفرط أمامي.
لم يعد لديها أم.