اثير حلم
02-16-2021, 09:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
https://d.top4top.io/p_1873zv7mw1.jpg
صاحب البشرى والجمرة الخبيثة
" عبد الله البنين 2021.2.16
جَاءَتْهُ الْبُشْرَى بِلَيْلِ وَاعِدَةٍ إِيَّاهُ أَنْ يَكُونَ بِمَنْزِلَةٍ عَظِيمَةٍ ذَاتُ يَوْمٍ..
كَأَنْ يَكُونَ مِثْلُ الْمُخْلِصِ أَوْ رَاهِبٌ أَوْ قِدِّيسُ ذَلِكَ الزَّمَانِ الَّذِي يُعَيِّشُ فِيهِ.
فِي الْبِدَايَةِ كَادَ أَنْ يُطَيِّرَ مِنَ الْفَرَحَةِ بِالْبُشْرَى الْغَيْبِيَّةِ، الَّتِي لَمْ تَتَحَقَّقْ فِي نِهَايَةِ الْمَطَافِ..
لَمْ يَكُنْ " اسقيليوس " سِوَى رَاعِيٍ للخِرَافِ،
يُذْهِبُ بِهَا في وَقْتِ الضُّحَى، الى مَسَاقِطَ الرَّعْي وَالْمِيَاهِ فِي التِّلَالِ الْقَرِيبَةِ مِنْ مَحَطِّ الرَّحَّالِ،
وَيَعُودُ بِهَا فِي الْمَسَاءِ الى الْحَظِيرَةَ..
حَيْثُ يَرْعَى اسقيليوس خِرَافَهُ، ثَمَّةَ شَجَرَةِ كَبِيرَةِ مُعَمَّرَةِ لِأَكْثَرِ مَنْ مَأْتِيٍّ عَامٌ،
قَدْ تيبست بَعْضَ فُرُوعِهَا الْعَلَوِيَّةِ الشَّامِخَةِ نَحْوَ السَّمَاءِ..
يَتَبَرَّكُ اسقيليوس بِهَا وَيَحْتَمِي مِنْ وَقْدَةِ حُرِّ شَمْسِ الظَّهيرَةِ،
تَارَةً يَتَسَاقَطُ خصاص أَشِعَّةِ الشَّمْسِ مُتَسَلِّلًا مِنْ بَيْنَ فُرُوعِها المتيبسة عَلَى جَسَدِهِ كَالْرَّصَاصِ..
كَانَ اسقيليوس يَعْتَقِدُ أَنَّهَا بَرَكَةُ الشَّجَرَةِ الْمُعَمَّرَةِ تُمْجِدُ جَسَدُهُ الهزيل،
لِيَكُونُ الْمُخْلِصُ الْمَوْعُودُ أَوْ رَجُلُ مُعْجِزَاتِ ذَانِكَ الزَّمَانِ.
وَمَعَ اِشْتِدَادِ الْوَحْدَةِ، وَالعُزْلَةَ والإنْطِواءُ عليه طُوَالِ النَّهَارِ،
قَامَ يَتَخَيَّلُ وَيَتَوَهَّمُ أَنَّ مَا يَحْدُثُ فِي الطَّبِيعَةِ مِنْ حَوْلَهُ،
بَرَكَةَ مُخْتَصَّةَ تَحَقُّقِ الْبُشْرَى لَهُ بِعُلُوِّ الْمَنْزِلَةِ،
غَالَى اسقيليوس بِظَنِّهِ كَثِيرَا،
حَتَّى غلبتْ على عَقْلُهُ نَوْبَاتِ الْوَسَاوِسِ وَالْهَلْوَسَاتِ، فأُصِيبُ بالذهان..
لَمْ يَكُنِ اسقيليوس صَاحِبَ رَأْي مُعْتَبَرِ، أوَ فِكْرَ مِنْطَقَيْ وَإِدْرَاكٍ،
كما أنه يَفْتَقِرُ دَرَجَةِ الدَّوَافِعِ الايجابية وَقِلَّةَ الْاِهْتِمَامِ.
لَكِنَّ الْبُشْرَى الْغَيْبِيَّةَ الْكُبْرَى وَالنَّزِقَ فَعَلَتْ بِهِ، مَا لَمْ تَفْعَلْهُ مَعَ السُّذَّجِ أَمْثَالِهِ..
فَتَمْلِكُهُ الْغُرُورُ وَالْعَظْمَةُ وَالْاِعْتِدَادُ بِالنَّفْسِ، حَتَّى بَلَغَ مَنْزِلَةَ الضَّيَاعِ ..
يَعُودُ اسقيليوس الى بَيَّتَهُ فِي الْمَسَاءِ، وَهُوَ يُشْعِرُ بِالخورِ والتَّعَبِ..
فَلَا يَجْتَمِعُ بِأحَدٍ مِنَ الْبَشَرِ..
يَأْوِي الى فَرَاشَهُ، وَيُعَاقِرُ الْخَمْرَةُ الْخَبِيثَةُ حَتَّى الصَّبَاحِ.
مِنْ شِدَّةِ سُكَّرِهِ وَنَكِرِهِ، أَشْفَقَتْ عَلَيْهِ أَمَّهُ وَعَلَى حَالِهِ،
مِنْ كَثْرَةِ احتسائه كُلَّ لَيْلَةٍ لِلْخَمْرَةِ اللَّعِينَةِ الَّتِي أَذْهَبَتْ عَقْلُهُ وَرَوْحُهُ..
قَدَّمَتْ لَهُ النَّصِيحَةُ تِلْوَ النَّصِيحَةِ مِرَارًا وَتَكْرَارًا،
ليَتِرُكَ بَلَاءً يسَيْطِرُ عَلَى فِكْرِهِ وَجَسَدِهِ،
لَكِنَّ بلا جَدْوَى،
لَمْ يَتِرْكَ اسقيليوس ذَلِكَ الْبَلَاءِ وَلَمْ تتَغَيَّرِ حَاله..
كَانَتْ أُمُّهُ تَتَسَاءَلُ: كَيْفَ يَكُونُ لِثَمِلِ مَسْطُولِ يُعَاقِرُ الْخَمْرَةُ بأنوَاعِهاَ لَيْلَ نَهَارٍ،
أَنْ يَكُونَ ذُو شَأْنٍ وَرَجُلٌ قَيِّمٌ صَالِحٌ. أو أن يَكُونُ صَاحِبُ الزَّمَانِ.. أمرٌ مِحَالِ..
الى اللقاء
https://d.top4top.io/p_1873zv7mw1.jpg
صاحب البشرى والجمرة الخبيثة
" عبد الله البنين 2021.2.16
جَاءَتْهُ الْبُشْرَى بِلَيْلِ وَاعِدَةٍ إِيَّاهُ أَنْ يَكُونَ بِمَنْزِلَةٍ عَظِيمَةٍ ذَاتُ يَوْمٍ..
كَأَنْ يَكُونَ مِثْلُ الْمُخْلِصِ أَوْ رَاهِبٌ أَوْ قِدِّيسُ ذَلِكَ الزَّمَانِ الَّذِي يُعَيِّشُ فِيهِ.
فِي الْبِدَايَةِ كَادَ أَنْ يُطَيِّرَ مِنَ الْفَرَحَةِ بِالْبُشْرَى الْغَيْبِيَّةِ، الَّتِي لَمْ تَتَحَقَّقْ فِي نِهَايَةِ الْمَطَافِ..
لَمْ يَكُنْ " اسقيليوس " سِوَى رَاعِيٍ للخِرَافِ،
يُذْهِبُ بِهَا في وَقْتِ الضُّحَى، الى مَسَاقِطَ الرَّعْي وَالْمِيَاهِ فِي التِّلَالِ الْقَرِيبَةِ مِنْ مَحَطِّ الرَّحَّالِ،
وَيَعُودُ بِهَا فِي الْمَسَاءِ الى الْحَظِيرَةَ..
حَيْثُ يَرْعَى اسقيليوس خِرَافَهُ، ثَمَّةَ شَجَرَةِ كَبِيرَةِ مُعَمَّرَةِ لِأَكْثَرِ مَنْ مَأْتِيٍّ عَامٌ،
قَدْ تيبست بَعْضَ فُرُوعِهَا الْعَلَوِيَّةِ الشَّامِخَةِ نَحْوَ السَّمَاءِ..
يَتَبَرَّكُ اسقيليوس بِهَا وَيَحْتَمِي مِنْ وَقْدَةِ حُرِّ شَمْسِ الظَّهيرَةِ،
تَارَةً يَتَسَاقَطُ خصاص أَشِعَّةِ الشَّمْسِ مُتَسَلِّلًا مِنْ بَيْنَ فُرُوعِها المتيبسة عَلَى جَسَدِهِ كَالْرَّصَاصِ..
كَانَ اسقيليوس يَعْتَقِدُ أَنَّهَا بَرَكَةُ الشَّجَرَةِ الْمُعَمَّرَةِ تُمْجِدُ جَسَدُهُ الهزيل،
لِيَكُونُ الْمُخْلِصُ الْمَوْعُودُ أَوْ رَجُلُ مُعْجِزَاتِ ذَانِكَ الزَّمَانِ.
وَمَعَ اِشْتِدَادِ الْوَحْدَةِ، وَالعُزْلَةَ والإنْطِواءُ عليه طُوَالِ النَّهَارِ،
قَامَ يَتَخَيَّلُ وَيَتَوَهَّمُ أَنَّ مَا يَحْدُثُ فِي الطَّبِيعَةِ مِنْ حَوْلَهُ،
بَرَكَةَ مُخْتَصَّةَ تَحَقُّقِ الْبُشْرَى لَهُ بِعُلُوِّ الْمَنْزِلَةِ،
غَالَى اسقيليوس بِظَنِّهِ كَثِيرَا،
حَتَّى غلبتْ على عَقْلُهُ نَوْبَاتِ الْوَسَاوِسِ وَالْهَلْوَسَاتِ، فأُصِيبُ بالذهان..
لَمْ يَكُنِ اسقيليوس صَاحِبَ رَأْي مُعْتَبَرِ، أوَ فِكْرَ مِنْطَقَيْ وَإِدْرَاكٍ،
كما أنه يَفْتَقِرُ دَرَجَةِ الدَّوَافِعِ الايجابية وَقِلَّةَ الْاِهْتِمَامِ.
لَكِنَّ الْبُشْرَى الْغَيْبِيَّةَ الْكُبْرَى وَالنَّزِقَ فَعَلَتْ بِهِ، مَا لَمْ تَفْعَلْهُ مَعَ السُّذَّجِ أَمْثَالِهِ..
فَتَمْلِكُهُ الْغُرُورُ وَالْعَظْمَةُ وَالْاِعْتِدَادُ بِالنَّفْسِ، حَتَّى بَلَغَ مَنْزِلَةَ الضَّيَاعِ ..
يَعُودُ اسقيليوس الى بَيَّتَهُ فِي الْمَسَاءِ، وَهُوَ يُشْعِرُ بِالخورِ والتَّعَبِ..
فَلَا يَجْتَمِعُ بِأحَدٍ مِنَ الْبَشَرِ..
يَأْوِي الى فَرَاشَهُ، وَيُعَاقِرُ الْخَمْرَةُ الْخَبِيثَةُ حَتَّى الصَّبَاحِ.
مِنْ شِدَّةِ سُكَّرِهِ وَنَكِرِهِ، أَشْفَقَتْ عَلَيْهِ أَمَّهُ وَعَلَى حَالِهِ،
مِنْ كَثْرَةِ احتسائه كُلَّ لَيْلَةٍ لِلْخَمْرَةِ اللَّعِينَةِ الَّتِي أَذْهَبَتْ عَقْلُهُ وَرَوْحُهُ..
قَدَّمَتْ لَهُ النَّصِيحَةُ تِلْوَ النَّصِيحَةِ مِرَارًا وَتَكْرَارًا،
ليَتِرُكَ بَلَاءً يسَيْطِرُ عَلَى فِكْرِهِ وَجَسَدِهِ،
لَكِنَّ بلا جَدْوَى،
لَمْ يَتِرْكَ اسقيليوس ذَلِكَ الْبَلَاءِ وَلَمْ تتَغَيَّرِ حَاله..
كَانَتْ أُمُّهُ تَتَسَاءَلُ: كَيْفَ يَكُونُ لِثَمِلِ مَسْطُولِ يُعَاقِرُ الْخَمْرَةُ بأنوَاعِهاَ لَيْلَ نَهَارٍ،
أَنْ يَكُونَ ذُو شَأْنٍ وَرَجُلٌ قَيِّمٌ صَالِحٌ. أو أن يَكُونُ صَاحِبُ الزَّمَانِ.. أمرٌ مِحَالِ..
الى اللقاء