اثير حلم
02-24-2021, 08:41 AM
https://i.top4top.io/p_18816vdz61.jpg
قلب المقلوب
عبد الله البنين 2021 / 2 / 24
عندما طلبتْ إلي جدتي أن أجلب لها شيئا من صندوق كان يقبع في زاوية بحجرتها منذ عهد جدي .
ذهبت ابحث عن ذاك الشيء في الصندوق، فلم أجده . فأخبرتها أني لم أجده،
قالت بعبارة صريحة، أبحث خارج الصندوق. فبحثت ووجدت ما كانت تطلبته ..
تلك اللحظة أعادتني الى تذكر عبارة يرددها كثير من المتثقفين " وهي عبارة التفكير خارج الصندوق "
هذا يعني أن جدتي رغم ثقافتها البسيطة، إلأ أنها تعلمت من الحياة،
كيف تعيش وكيف تتعامل مع الأشياء والأشخاص في هذه الدنيا بطريقة محايدة ،
لذلك كانت توجه لي النصيحة تلو النصيحة،رغم اني كبرت.
كنت أرى أن مجمل ما كانت تحدثني به، هو مجرد كلام وقصص وتسلية، لشغل الوقت ..
بطبيعة الحال، أظن أنه كذلك طبع وحال الجدات ..
وربما سأكون كذلك عندما أصبح جد مغرم بالمثالية ..
ذات مرة سألت أحد الروائيين، مجملا هل تعرف المرأة أن تفكر خارج الصندوق؟
أجاب وقال : بدرجة مذهلة لا يمكن تصورها. لكن لماذا بالذات هذا السؤال؟
قلت : لحاجة في نفس يعقوب. قال: وهل قضي يعقوب حاجته .. قلت : لا .
سألته : ما رأيك في الحموات ؟ قال : اللهم أبعدنا عنا البلاء بلى بلاء .. فهمت ما يعنيه،
الشباب العربي مفتون بشكل كبير، بحب التقليد والسعي وراء المظاهر، ونسيان العادات والتقاليد،
فإذا ما جرب العيش والحياة في مجتمع آخر خارج الوطن اقتبس بعض السلوكات بالمحاكاة،
وهو لا يحسب أنها سوف تنتقص من مكانته.
ومن نظرة الناس إليه مستقبلا في مجتمع ، ربما يكون محافظا على عادات وتقاليد متوارثة.
خاصة إذا كان الشخص من أسرة معروفة ذات صيت وسمعة في المجتمع.
في نظرة سريعة وخاطفة هو يعيش خارج وطنه غريباً، يكون هادئ مهادن متودد للجميع،
لأنه يدرك أنه في حين ارتكابه خطأ ما ،ستجلده قوانين وأنظمة ذلك البلد، بلا رحمة .
فإذا ما عاد الى وطنه، أظهر نتوءآت تلك التصرفات الدخيلة المكتسبة.
بتفاخر بنية التحضر والتعلم والثقافة ..
ربما لا تسمن ولا تغن من جوع ..
بكل أسف، سيلقى من يدوس عليه وعلى كل تلك السلوكات المكتسبة......... يتبع
قلب المقلوب
عبد الله البنين 2021 / 2 / 24
عندما طلبتْ إلي جدتي أن أجلب لها شيئا من صندوق كان يقبع في زاوية بحجرتها منذ عهد جدي .
ذهبت ابحث عن ذاك الشيء في الصندوق، فلم أجده . فأخبرتها أني لم أجده،
قالت بعبارة صريحة، أبحث خارج الصندوق. فبحثت ووجدت ما كانت تطلبته ..
تلك اللحظة أعادتني الى تذكر عبارة يرددها كثير من المتثقفين " وهي عبارة التفكير خارج الصندوق "
هذا يعني أن جدتي رغم ثقافتها البسيطة، إلأ أنها تعلمت من الحياة،
كيف تعيش وكيف تتعامل مع الأشياء والأشخاص في هذه الدنيا بطريقة محايدة ،
لذلك كانت توجه لي النصيحة تلو النصيحة،رغم اني كبرت.
كنت أرى أن مجمل ما كانت تحدثني به، هو مجرد كلام وقصص وتسلية، لشغل الوقت ..
بطبيعة الحال، أظن أنه كذلك طبع وحال الجدات ..
وربما سأكون كذلك عندما أصبح جد مغرم بالمثالية ..
ذات مرة سألت أحد الروائيين، مجملا هل تعرف المرأة أن تفكر خارج الصندوق؟
أجاب وقال : بدرجة مذهلة لا يمكن تصورها. لكن لماذا بالذات هذا السؤال؟
قلت : لحاجة في نفس يعقوب. قال: وهل قضي يعقوب حاجته .. قلت : لا .
سألته : ما رأيك في الحموات ؟ قال : اللهم أبعدنا عنا البلاء بلى بلاء .. فهمت ما يعنيه،
الشباب العربي مفتون بشكل كبير، بحب التقليد والسعي وراء المظاهر، ونسيان العادات والتقاليد،
فإذا ما جرب العيش والحياة في مجتمع آخر خارج الوطن اقتبس بعض السلوكات بالمحاكاة،
وهو لا يحسب أنها سوف تنتقص من مكانته.
ومن نظرة الناس إليه مستقبلا في مجتمع ، ربما يكون محافظا على عادات وتقاليد متوارثة.
خاصة إذا كان الشخص من أسرة معروفة ذات صيت وسمعة في المجتمع.
في نظرة سريعة وخاطفة هو يعيش خارج وطنه غريباً، يكون هادئ مهادن متودد للجميع،
لأنه يدرك أنه في حين ارتكابه خطأ ما ،ستجلده قوانين وأنظمة ذلك البلد، بلا رحمة .
فإذا ما عاد الى وطنه، أظهر نتوءآت تلك التصرفات الدخيلة المكتسبة.
بتفاخر بنية التحضر والتعلم والثقافة ..
ربما لا تسمن ولا تغن من جوع ..
بكل أسف، سيلقى من يدوس عليه وعلى كل تلك السلوكات المكتسبة......... يتبع