اثير حلم
07-20-2021, 01:37 PM
نعيمة قربع، تونس
خطّ مئات الصّفحات و هو يلهث في أثر الجاني و يبحث عنه في كلّ شارع و زقاق .. دخل كثيرا من البيوت و تنقّل من مدينة إلى أخرى حاملا على ظهره غضبه .. يرافقه توتّره الذي لم يتخلّ عنه لحظة واحدة .. أنهكه الغوص في الكلمات و بين السّطور في الحركات و أعماق النّظرات في الصّمت نفسه و حتّى في طريقة التّنفّس .. لاحق الأسرار جميعها و لم يهدأ له بال حتّى كشفها .. غاص في دواخل الشّخصيّات و خواطرها و تعثّر بمفاجآت لم يكن يتوقّعها .. عثر صدفة على صناديق من الحكايات و صرر من الآلام و العقد و الكره و الحبّ و الخيانة و القهر و الحنين … تقطّع نفسه و هو يركض من صفحة إلى أخرى ملوّحا أنّه اقترب جدّا من المعتدي و أوشك أن يقبض عليه قبل البوليس … في كلّ صفحة إضافة و شكوك و تهمة تسقط عن واحد لتذهب إلى آخر و قد تعود إلى من سقطت عنه …
امتلأ شكّا في كلّ شخص و سكنه الاقتناع أنّ المجرم لا يبتعد أبدا عن مكان جريمته .. يظلّ حاضرا فيه .. قد يغادره بعض الوقت ثمّ يسرع إليه .. يتفقّده .. يراقبه يريد أن يطمئنّ أنّه لا يبدو في الصّورة و لم يفته إخفاء أثر من آثاره .. يظلّ يحوم حول المكان مهووسا بالرّغبة في مواصلة طمس جريمته و معتقدا أنّ حضوره في حدّ ذاته يدفع عنه الشّبهات و يقرّبه من البراءة …
كان يلتقط أدقّ التّفاصيل و يتفرّس في كلّ الوجوه و لا يملّ من تكرار الرّوايات علّه يجد اختلافا و لو بسيطا …
أرهقنا جميعا و أرهق نفسه بالرّكض قبل أن يتوقّف في الصّفحة الأخيرة و يدرك أنّ شخصا واحدا من بين كلّ هؤلاء أعدّ جوابا لأبسط الأسئلة و أتفهها و لم يتخلّ عن القضيّة أبدا و لم يغادر المكان آملا دفع التّهمة عنه و إعادة ترتيب الأحداث بما يوافق براءته وحده …
اكتشف مذهولا أنّ المعتدي لم يكن غير الكاتب نفسه و انهار معترفا …
خطّ مئات الصّفحات و هو يلهث في أثر الجاني و يبحث عنه في كلّ شارع و زقاق .. دخل كثيرا من البيوت و تنقّل من مدينة إلى أخرى حاملا على ظهره غضبه .. يرافقه توتّره الذي لم يتخلّ عنه لحظة واحدة .. أنهكه الغوص في الكلمات و بين السّطور في الحركات و أعماق النّظرات في الصّمت نفسه و حتّى في طريقة التّنفّس .. لاحق الأسرار جميعها و لم يهدأ له بال حتّى كشفها .. غاص في دواخل الشّخصيّات و خواطرها و تعثّر بمفاجآت لم يكن يتوقّعها .. عثر صدفة على صناديق من الحكايات و صرر من الآلام و العقد و الكره و الحبّ و الخيانة و القهر و الحنين … تقطّع نفسه و هو يركض من صفحة إلى أخرى ملوّحا أنّه اقترب جدّا من المعتدي و أوشك أن يقبض عليه قبل البوليس … في كلّ صفحة إضافة و شكوك و تهمة تسقط عن واحد لتذهب إلى آخر و قد تعود إلى من سقطت عنه …
امتلأ شكّا في كلّ شخص و سكنه الاقتناع أنّ المجرم لا يبتعد أبدا عن مكان جريمته .. يظلّ حاضرا فيه .. قد يغادره بعض الوقت ثمّ يسرع إليه .. يتفقّده .. يراقبه يريد أن يطمئنّ أنّه لا يبدو في الصّورة و لم يفته إخفاء أثر من آثاره .. يظلّ يحوم حول المكان مهووسا بالرّغبة في مواصلة طمس جريمته و معتقدا أنّ حضوره في حدّ ذاته يدفع عنه الشّبهات و يقرّبه من البراءة …
كان يلتقط أدقّ التّفاصيل و يتفرّس في كلّ الوجوه و لا يملّ من تكرار الرّوايات علّه يجد اختلافا و لو بسيطا …
أرهقنا جميعا و أرهق نفسه بالرّكض قبل أن يتوقّف في الصّفحة الأخيرة و يدرك أنّ شخصا واحدا من بين كلّ هؤلاء أعدّ جوابا لأبسط الأسئلة و أتفهها و لم يتخلّ عن القضيّة أبدا و لم يغادر المكان آملا دفع التّهمة عنه و إعادة ترتيب الأحداث بما يوافق براءته وحده …
اكتشف مذهولا أنّ المعتدي لم يكن غير الكاتب نفسه و انهار معترفا …