المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "وهم" الدولة الأوكرانية.. كيف حرّف بوتين تاريخ "شقيق روسيا الأصغر"؟


الوافي
02-22-2022, 04:47 PM
ألقى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خطابه يوم الاثنين، محركا أزمة دبلوماسية لا توحي إلا بمخاوف من اندلاع حرب وشيكة، معلنا "استقلال" منطقتين تابعتين للانفصاليين الموالين لموسكو عن الدولة الأوكرانية.

ومع انتظار العالم إعلان موسكو "استقلال" منطقتي دونيتسك ولوغانسك، فصّل بوتين في خطابه وقائع تعكس علاقة روسيا التاريخية بأوكرانيا، مما يشير إلى خطط توسعية، بحجة التاريخ بينهما.

وتقول مراسلة شبكة "سي أن أن"، كلاريسا وورد، إن جزءا من خطاب بوتين جعلها "تجلس منتصبة"، حين قال: "لماذا علينا أن ننقل حقوقنا المشروعة لأراضٍ كانت عبر التاريخ جزءا من الإمبراطورية الروسية؟ حتى أنهم حصلوا على حق الحصول على وحدات إقليمية وطنية! أسألكم، لماذا؟ لماذا يجب علينا أن نكون كرماء لهذه الدرجة؟ حتى بعض الوطنيين لن يحلموا بذلك".

وذكرت وورد أن هذا الجزء من خطاب بوتين يمكنه أن يعكس "فاجعة تاريخية"، مشيرة إلى أن بوتين كتب الرسالة الطويلة التي ألقاها في خطاب الاثنين، خلال الصيف الماضي، موضحا بالتفصيل العلاقة التاريخية بين روسيا وأوكرانيا.

ويشير تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن بوتين شكك في صميم تأسيس الدولة الأوكرانية، واصفا الدولة بأنها "محض خيال".

وقال بوتين إن أوكرانيا تأسست بسبب قرارات اتخذها زعيم الثورة البلشفية، فلاديمير لينين، الذي أخطأ بمنحها شعورا بالاستقلال، عندما سمح بالإدارة الذاتية عند نشوء الاتحاد السوفيتي، على حد تعبيره.

وأضاف الرئيس الروسي أن "أوكرانيا الحديثة تأسست بشكل كامل من قبل روسيا، وبالأخص روسيا البلشفية الشيوعية"، مشيرا إلى أن "هذه العملية بدأت مباشرة عقب ثورة عام 1917، كما أن لينين وشركاءه تسببوا بذلك بطريقة فوضوية بحق روسيا، من خلال تقسيم قطع من الأراضي التابعة لها تاريخيا".

لكن الصحيفة ذكرت أن ما ألقاه بوتين كان "قراءة خاطئة للتاريخ، بل يعد موقفا متطرفا حتى بالنسبة لبوتين، الذي عمل سابقا ضابطا في 'كي جي بي' (الاستخبارات الروسية)، والذي وصف انهيار الاتحاد السوفيتي بأعظم كارثة جيوسياسية شهدها القرن العشرين". التاريخ "أكثر تعقيدا"

وتعود العلاقة المشتركة بين روسيا وأوكرانيا إلى الدولة السلافية "كييف روس"، وهي إمبراطورية تعود للقرون الوسطى، أسسها الفايكنغ في القرن التاسع.

لكن صحيفة "نيويورك تايمز" تؤكد أن الواقع التاريخي للدولة الأوكرانية "أكثر تعقيدا"، إذ مرت كييف بألف سنة تغيرت فيها الديانات واللغات والحدود والشعوب، كما أنها أسست قبل موسكو، ويعتبرها كل من الروس والأوكرانيون مسقط رأس ثقافتهم الحديثة وديانتهم ولغتهم.

وخلال القرنين التاسع والعاشر، اتخذت كييف موقعا استراتيجيا عبر خطوط التجارة وانتعشت اقتصاديا قبل أن يقل نموها مع توسع التجارة عبر مناطق أخرى.

أما موقعها المطل على البحر الأسود، مع مزارعها الخصبة وغاباتها، فكان وجهة للعديد من الغزوات، كما أنه أسس مجتمعا معقدا متعدد الثقافات.

وبالفعل تربط علاقة وثيقة التاريخ الروسي بالأوكراني فالديانة الرسمية لديهما هي المسيحية الأرثوذكسية وتتشاركان نفس اللغة والعادات وحتى الأطباق الشعبية.
"الشقيق الأصغر"

ومع ذلك ، كانت السياسات المتعلقة بالهوية والقومية الأوكرانية مصدر إزعاج في روسيا منذ العصور القيصرية الإقطاعية التي سبقت الثورة الروسية، على حد تعبير الصحيفة. ويعتبر العديد من الروس أوكرانيا أنها "الشقيق الأصغر" لأمّتهم، وأنه يجب على سياساتها أن تعكس ذلك.

وفي شرقي أوكرانيا، يكثر السكان الناطقين بالروسية والأشخاص الموالين لموسكو، لكن علاقة "الأخوة السعيدة" التي يحب بوتين رسمها، مع وضع أوكرانيا بشكل مريح في نسيج روسيا الكبرى، أمر مشكوك فيه، على حد تعبير الصحيفة.

وبالفعل كانت أجزاء من أوكرانيا الحديثة على مدى قرون تابعة للإمبراطورية الروسية، لكن أجزاء أخرى من الغرب كانت تخضع لسلطة الإمبراطورية النمساوية المجرية، بولندا أو ليتوانيا.

ويقول كليف كوبشان، رئيس "أوراسيا غروب"، وهي منظمة استشارية للمخاطر السياسية، للصحيفة الأميركية إن "حجة بوتين اليوم بأن أوكرانيا مصنفة تاريخيا لروسيا ليست صحيحة".

وفي حين أن الزاوية التي طرحها بوتين في خطابه لم تكن جديدة بالنسبة للزعيم الروسي، لاحظ كوبتشان أن " الاتساع والحدة اللذين سعى من خلالهما وراء كل ما هو أوكراني كان مذهلا".

لكن الحكومة السوفيتية التي تم تشكيلها حديثا في عهد لينين، والتي أثارت الكثير من ازدراء بوتين، الاثنين، سحقت الدولة الأوكرانية المستقلة، فخلال الحقبة السوفيتية، حظرت اللغة الأوكرانية في المدارس ولم يُسمح لثقافة أوكرانيا أن تظهر للعلن إلا كرسوم كاريكاتورية لرقص القوزاق وهم يرتدون سراويل منتفخة.
"أسوأ حلم لمجنون مسن"

كما جادل بوتين بأن "وهم" نشوء أوكرانيا تعزز من خلال حكومة ميخائيل غورباتشوف السوفيتية المنهارة، التي سمحت لأوكرانيا بالتخلص من قبضة موسكو.

وتذرع الرئيس الروسي بأن موسكو، الضعيفة آنذاك، هي التي "منحت" أوكرانيا الحق في الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي "دون أي شروط وأحكام"، مضيفا "هذا مجرد جنون".

لكن في الواقع، لم تكن موسكو هي التي منحت الاستقلال لأوكرانيا في عام 1991 عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، بل الشعب الأوكراني، الذي صوت بقوة لمغادرة الاتحاد السوفيتي في استفتاء ديمقراطي.

وفي حانة بكييف، اجتمعت كريستينا بيردينسكي، وهي صحفية أوكرانية بارزة، مع زملائها مستمعين لخطاب بوتين، ليتناوبوا في البكاء وإلقاء الشتائم.

وتقول لـ "نيويورك تايمز" إن الخطاب كان بمثابة "كراهية لأوكرانيا بأكملها وانتقام لتحرك البلاد نحو الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو والديمقراطية، حتى إن كان فوضويا متخما بمشاكل ضخمة وإصلاحات بطيئة وفساد، إلا أنه مكان يتيح للناس التصويت وتغيير السلطة عبر الانتخابات أو الثورات".

وتؤكد الصحفية أن "أسوأ حلم لمجنون مسن هو كلا السيناريوهين: انتخابات نزيهة وثورات".

معزوفه
02-22-2022, 06:45 PM
إنَتَقاء ثَري بالَذائَقة جَمِيلْ ممَزوُج
بتَسنيِم اَلوَردْ سَلِمتْ الأيَادي
ودَام عطَائَكـ