الوافي
03-08-2022, 04:23 PM
https://www.alhurra.com/s3/files/styles/710x340/s3/2022-03/sssss.jpg?itok=TZpPM_MI
عاندتهم الظروف إلى درجة فقدانهم السقف الذي يأويهم، ليتحولوا إلى لاجئين في بلدهم، لم يتوقعوا يوماً أن أبسط الحقوق لن يحصلوا عليها وأن نهايتهم ستكون داخل خيمة.. هم أفراد عائلة أحمد قاسم عبد الله، الذين يختبرون مأساة لا حدود لها في مخيم المحمرة شمال لبنان.
حاول أحمد أن يفعل كل ما في وسعه كي لا يخسر الجدران الإسمنتية التي تحتضن عائلته، لكن الواقع كان أقوى منه، وقبل ثمانية أشهر استسلم له، لينتقل وأفراد أسرته من بلدة ببنين العكارية حيث يسكن إلى مصير مؤلم.
بعد سنوات طويلة من العيش في منزل شرعي، انتهى الأمر بعائلة عبد الله (من وادي الجاموس -عكار) في خيمة، وبحسب ما قالته دعاء عيد "لم تمر علينا ظروف كارثية كالتي مرت منذ سنة 2019، حيث وصل الأمر إلى عجز زوجي عن تأمين بدل ايجار المنزل البالغ 500 ألف ليرة، من هنا لم يكن أمامه سوى الرضوخ للخيار الصعب ألا وهو أن نصبح لاجئين في وطننا".
تعيش دعاء وعائلتها أسوأ الظروف، هي الأم لسبعة أبناء، اثنان منهما لديهما وضع صحي، عبد الله (11 عاما) المصاب بطرف شلل نصفي، أما شقيقته الصغرى ذات السبعة أشهر التي أبصرت النور في الخيمة، فتعاني من التهاب في رئتها يظهر من خلال ضيق في تنفسها.
وشرحت دعاء "لا أملك المال كي أعالج عبد الله، أما شقيقته فوالدها يعمل لأيام عدة على سيارة الأجرة كي يؤمن لها ثمن دواء، وأحياناً اضطر إلى الطلب من معارفي لمساعدتي في شرائه لها".
حتى حليب لطفلتها تعجز دعاء عن تأمينه، من هنا أحياناً كثيرة تستعيض عنه بيانسون أو نشاء وماء تضعها في قنينة الرضاعة، وإن حصلت على بعض النقود تشتري ظرفاً صغيراً من الحليب تقسمه لها على وجبتين.
وقالت "فرحت عندما وصلني عبوتي حليب من الخارج، لكن للأسف تسبب بفطريات في معدتها، أطلعني الصيدلاني أنه ليس مناسباً لسنها، ومع ذلك أضطر أحياناً إلى اللجوء إليه ولو مرة أسبوعياً حين يمر وقت من دون تناولها الحليب".
تفاقم الفقر في لبنان "إلى حدّ هائل" حيث كشفت دراسة أعدتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا" في سبتمبر الماضي، أن الفقر أصبح يطال 74 بالمئة تقريباً من مجموع سكان البلاد، لا بل تضاعفت نسبة السكان الذين يعانون من الفقر متعدد الأبعاد بين عامي 2019 و2021 من 42 بالمئة إلى 82 بالمئة.
وفي تقرير صادم نشرته في شهر يوليو الماضي، ذكرت "اليونسيف" أن "أكثر من 30 % من أطفال لبنان ينامون ببطون خاوية، لعدم حصولهم على عدد كاف من وجبات الطعام، في حين لا تملك 77% من الأسر ما يكفي من غذاء أو مال لشراء الغذاء".
الفقر أجبر عائلة عبد الله إلى تسجيل بنتين في مدرسة داخلية، وحرمان البقية من مقاعد الدراسة، لا بل أن أحد الأبناء البالغ من العمر 12 عاماً يعمل في بيع المحارم على الطريق، وفي مساعدة أحد بائعي الخضار للحصول على 15 ألف ليرة يومياً.
ولفتت دعاء إلى أن "المعيشة صعبة جداً، لا أبالغ بما أقوله، الله وحده يعلم بحالنا"، وعن دور أهلها وأقاربها في مساعدتها، قالت "وضعهم أفضل منا بقليل لكنهم في ذات الوقت فقراء، وفي ظل هذه الظروف بالكاد كل رب أسرة يستطيع تلبية الحد الأدنى من متطلبات عائلته، فكيف سيتمكن من مساعدة غيره".
وصفت دعاء العيش في خيمة بالمأساة، شارحة "تم تشييد خيمتي من خشب ونايلون ممزق، لا تقوى على مواجهة عذاب الطبيعة، نقارع العواصف والثلوج ببطانيات، كما أن الأمطار لا تستأذن حين تداهمنا فجأة، تتجول المياه في المساحة الصغيرة المخصصة لنا من دون أدنى حرمة، تقضي على ما تشاء من الأثاث، تحرمنا النوم، وتشعرنا أننا في العراء".
تخنق الغصة صوتها قبل أن تضيف "مجرد تساقط المطر يشعرني وكأن زخاته تسقط على جمجمتي".
حين تشتد الرياح، تحتضن الوالدة أطفالها "خشية من أن يتطاير السقف أو أن يسقط عليهم"، وقالت "لا كلمات يمكنها وصف ما نمر به، فالبؤس أكبر من أن يتخيله عقل، ولا أحد سيشعر بما أقوله إن لم يجرب تمضية ولو يوماً واحداً في خيمة".
امتلاك عائلة دعاء لمدفئة لا يعني أنه بإمكانها أن تنعم بحرارتها، فهي تعمل على المازوت الذي ارتفع سعره في لبنان إلى حدود قياسية، من هنا تشغيلها بات نوعاً من الترف الذي لا يجتمع مع الفقر، ولفتت دعاء إلى أنه "إذا تأمن لدي مازوت أشعلها فقط حين أبدّل ملابس طفلتي، أما نحن فمقاومة البرد بالنسبة إلينا حلم يتجاوز الخطوط الحمراء".
في الأيام المقبلة، سيشهد لبنان كما، قال رئيس اتحاد روابط مخاتير عكار مختار بلدة ببنين زاهر الكسار، العديد من الحالات المشابهة لحالة عائلة عبد الله، مشدداً "أنا واثق مما أقوله، فمن جهة البطالة تسحق اللبنانيين ومن جهة أخرى ارتفعت بدلات الايجار، لذلك يجد رب الأسرة نفسه أمام خيارين، إما تأمين المسكن لعائلته أو قوت يوم أولاده".
ولفت الكسار إلى أن مكتبه يغص بالأشخاص الذين قصدوه لتسجيل أسمائهم بهدف الحصول على حصة غذائية، قائلاً "في السابق كان اللبنانيون يرفضون أن أعرض وضعهم على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لكن في ظل المعاناة التي يعيشونها وصلوا إلى مرحلة أصبح تأمين الطعام أهم شيء بالنسبة لهم، من هنا لم يعد يبالون بإيصال صرختهم ووجعهم وعرض صورهم".
وبحسب "اليونسيف"، فإن "عدد اللبنانيين الذين باتوا بحاجة إلى دعم سريع يرتفع بسرعة قياسية"، حيث دعت السلطات اللبنانية إلى "التوسع السريع في تلبية الحاجات الملحة وتوفير إجراءات الحماية الاجتماعية، من أجل ضمان الحصول على تعليم جيد لكل طفل، وتعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية وحماية الطفل".
هناك من يتصل بالمختار لاطلاعه أن أولاده ناموا من دون عشاء، وشدد، في حديث لموقع "الحرة"، على أن "الوضع صعب جداً، الفقر ينهش اللبنانيين، حتى ربطة الخبز ليس بمقدور البعض شرائها، فكيف بالدواء والاستشفاء الذي أصبح بالدولار الفريش، وفوق هذا أطلعني مالك المولد الخاص في البلدة أنه في شهر رمضان قد يتوقف عن تزويد المشتركين بالكهرباء، أولاً بسبب ارتفاع سعر المحروقات ثانياً لأن عدداً منهم لا يدفعون الفواتير المترتبة عليهم، باختصار لا شيء متوفر في هذا البلد".
وأشار إلى ما يقوم به المغتربون من مد يد المساعدة للمحتاجين، حيث يساهمون في تخفيف المعاناة عن عدد من العائلات، "كما أن بعض ميسوري الحال المقيمين في لبنان لا يتوانون عن الوقوف إلى جانب أقاربهم، بعدما تسببت الطبقة الحاكمة بكل ما يمر به المواطنون من افلاس ووجع على مختلف الأصعدة".
وسبق أن أشارت ممثلة اليونيسف في لبنان، يوكي موكو، إلى أن " البنك الدولي وصف ما يحدث حالياً في لبنان بأنه أحد أكبر ثلاث انهيارات اقتصادية ظهرت منذ منتصف القرن التاسع عشر، وما سلط الضوء عليه مسح اليونيسف، هو أن الأطفال هم الفريسة الأسهل للكارثة العميقة ويتحملون غالباً وطأتها".
ودعت يوكي موكو إلى اتخاذ إجراءات حاسمة مع تضافر الجهود في تنفيذها، "الأمر بالغ الأهمية من أجل التخفيف من المعاناة خاصة بين الفئات الأكثر ضعفاً ممن يقعون في براثن دوامة الفقر".
وشددت على أنه لا يمكن للبنان تحمّل كلفة وجود أطفال يُحرمون من التغذية أو يتركون المدرسة أو يعانون من صحة هشة ضعيفة، أو يواجهون خطر الاعتداء والعنف والاستغلال، "الأطفال هم مستقبل أي أمة، إنهم الاستثمار الأول والأخير".
حلم دعاء هو حق أساسي لكل إنسان في هذه الحياة، فكل ما تصبو إليه جدران تحتضن أفراد عائلتها، تحميهم من حرارة الصيف وبرد الشتاء، وأن لا تفوتهم وجبة طعام، وإذا تمنوا شيئاً بسيطاً أن تستطيع تأمينه لهم، لكن في لبنان حتى الحقوق أصبحت من الأحلام!
عاندتهم الظروف إلى درجة فقدانهم السقف الذي يأويهم، ليتحولوا إلى لاجئين في بلدهم، لم يتوقعوا يوماً أن أبسط الحقوق لن يحصلوا عليها وأن نهايتهم ستكون داخل خيمة.. هم أفراد عائلة أحمد قاسم عبد الله، الذين يختبرون مأساة لا حدود لها في مخيم المحمرة شمال لبنان.
حاول أحمد أن يفعل كل ما في وسعه كي لا يخسر الجدران الإسمنتية التي تحتضن عائلته، لكن الواقع كان أقوى منه، وقبل ثمانية أشهر استسلم له، لينتقل وأفراد أسرته من بلدة ببنين العكارية حيث يسكن إلى مصير مؤلم.
بعد سنوات طويلة من العيش في منزل شرعي، انتهى الأمر بعائلة عبد الله (من وادي الجاموس -عكار) في خيمة، وبحسب ما قالته دعاء عيد "لم تمر علينا ظروف كارثية كالتي مرت منذ سنة 2019، حيث وصل الأمر إلى عجز زوجي عن تأمين بدل ايجار المنزل البالغ 500 ألف ليرة، من هنا لم يكن أمامه سوى الرضوخ للخيار الصعب ألا وهو أن نصبح لاجئين في وطننا".
تعيش دعاء وعائلتها أسوأ الظروف، هي الأم لسبعة أبناء، اثنان منهما لديهما وضع صحي، عبد الله (11 عاما) المصاب بطرف شلل نصفي، أما شقيقته الصغرى ذات السبعة أشهر التي أبصرت النور في الخيمة، فتعاني من التهاب في رئتها يظهر من خلال ضيق في تنفسها.
وشرحت دعاء "لا أملك المال كي أعالج عبد الله، أما شقيقته فوالدها يعمل لأيام عدة على سيارة الأجرة كي يؤمن لها ثمن دواء، وأحياناً اضطر إلى الطلب من معارفي لمساعدتي في شرائه لها".
حتى حليب لطفلتها تعجز دعاء عن تأمينه، من هنا أحياناً كثيرة تستعيض عنه بيانسون أو نشاء وماء تضعها في قنينة الرضاعة، وإن حصلت على بعض النقود تشتري ظرفاً صغيراً من الحليب تقسمه لها على وجبتين.
وقالت "فرحت عندما وصلني عبوتي حليب من الخارج، لكن للأسف تسبب بفطريات في معدتها، أطلعني الصيدلاني أنه ليس مناسباً لسنها، ومع ذلك أضطر أحياناً إلى اللجوء إليه ولو مرة أسبوعياً حين يمر وقت من دون تناولها الحليب".
تفاقم الفقر في لبنان "إلى حدّ هائل" حيث كشفت دراسة أعدتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا" في سبتمبر الماضي، أن الفقر أصبح يطال 74 بالمئة تقريباً من مجموع سكان البلاد، لا بل تضاعفت نسبة السكان الذين يعانون من الفقر متعدد الأبعاد بين عامي 2019 و2021 من 42 بالمئة إلى 82 بالمئة.
وفي تقرير صادم نشرته في شهر يوليو الماضي، ذكرت "اليونسيف" أن "أكثر من 30 % من أطفال لبنان ينامون ببطون خاوية، لعدم حصولهم على عدد كاف من وجبات الطعام، في حين لا تملك 77% من الأسر ما يكفي من غذاء أو مال لشراء الغذاء".
الفقر أجبر عائلة عبد الله إلى تسجيل بنتين في مدرسة داخلية، وحرمان البقية من مقاعد الدراسة، لا بل أن أحد الأبناء البالغ من العمر 12 عاماً يعمل في بيع المحارم على الطريق، وفي مساعدة أحد بائعي الخضار للحصول على 15 ألف ليرة يومياً.
ولفتت دعاء إلى أن "المعيشة صعبة جداً، لا أبالغ بما أقوله، الله وحده يعلم بحالنا"، وعن دور أهلها وأقاربها في مساعدتها، قالت "وضعهم أفضل منا بقليل لكنهم في ذات الوقت فقراء، وفي ظل هذه الظروف بالكاد كل رب أسرة يستطيع تلبية الحد الأدنى من متطلبات عائلته، فكيف سيتمكن من مساعدة غيره".
وصفت دعاء العيش في خيمة بالمأساة، شارحة "تم تشييد خيمتي من خشب ونايلون ممزق، لا تقوى على مواجهة عذاب الطبيعة، نقارع العواصف والثلوج ببطانيات، كما أن الأمطار لا تستأذن حين تداهمنا فجأة، تتجول المياه في المساحة الصغيرة المخصصة لنا من دون أدنى حرمة، تقضي على ما تشاء من الأثاث، تحرمنا النوم، وتشعرنا أننا في العراء".
تخنق الغصة صوتها قبل أن تضيف "مجرد تساقط المطر يشعرني وكأن زخاته تسقط على جمجمتي".
حين تشتد الرياح، تحتضن الوالدة أطفالها "خشية من أن يتطاير السقف أو أن يسقط عليهم"، وقالت "لا كلمات يمكنها وصف ما نمر به، فالبؤس أكبر من أن يتخيله عقل، ولا أحد سيشعر بما أقوله إن لم يجرب تمضية ولو يوماً واحداً في خيمة".
امتلاك عائلة دعاء لمدفئة لا يعني أنه بإمكانها أن تنعم بحرارتها، فهي تعمل على المازوت الذي ارتفع سعره في لبنان إلى حدود قياسية، من هنا تشغيلها بات نوعاً من الترف الذي لا يجتمع مع الفقر، ولفتت دعاء إلى أنه "إذا تأمن لدي مازوت أشعلها فقط حين أبدّل ملابس طفلتي، أما نحن فمقاومة البرد بالنسبة إلينا حلم يتجاوز الخطوط الحمراء".
في الأيام المقبلة، سيشهد لبنان كما، قال رئيس اتحاد روابط مخاتير عكار مختار بلدة ببنين زاهر الكسار، العديد من الحالات المشابهة لحالة عائلة عبد الله، مشدداً "أنا واثق مما أقوله، فمن جهة البطالة تسحق اللبنانيين ومن جهة أخرى ارتفعت بدلات الايجار، لذلك يجد رب الأسرة نفسه أمام خيارين، إما تأمين المسكن لعائلته أو قوت يوم أولاده".
ولفت الكسار إلى أن مكتبه يغص بالأشخاص الذين قصدوه لتسجيل أسمائهم بهدف الحصول على حصة غذائية، قائلاً "في السابق كان اللبنانيون يرفضون أن أعرض وضعهم على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لكن في ظل المعاناة التي يعيشونها وصلوا إلى مرحلة أصبح تأمين الطعام أهم شيء بالنسبة لهم، من هنا لم يعد يبالون بإيصال صرختهم ووجعهم وعرض صورهم".
وبحسب "اليونسيف"، فإن "عدد اللبنانيين الذين باتوا بحاجة إلى دعم سريع يرتفع بسرعة قياسية"، حيث دعت السلطات اللبنانية إلى "التوسع السريع في تلبية الحاجات الملحة وتوفير إجراءات الحماية الاجتماعية، من أجل ضمان الحصول على تعليم جيد لكل طفل، وتعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية وحماية الطفل".
هناك من يتصل بالمختار لاطلاعه أن أولاده ناموا من دون عشاء، وشدد، في حديث لموقع "الحرة"، على أن "الوضع صعب جداً، الفقر ينهش اللبنانيين، حتى ربطة الخبز ليس بمقدور البعض شرائها، فكيف بالدواء والاستشفاء الذي أصبح بالدولار الفريش، وفوق هذا أطلعني مالك المولد الخاص في البلدة أنه في شهر رمضان قد يتوقف عن تزويد المشتركين بالكهرباء، أولاً بسبب ارتفاع سعر المحروقات ثانياً لأن عدداً منهم لا يدفعون الفواتير المترتبة عليهم، باختصار لا شيء متوفر في هذا البلد".
وأشار إلى ما يقوم به المغتربون من مد يد المساعدة للمحتاجين، حيث يساهمون في تخفيف المعاناة عن عدد من العائلات، "كما أن بعض ميسوري الحال المقيمين في لبنان لا يتوانون عن الوقوف إلى جانب أقاربهم، بعدما تسببت الطبقة الحاكمة بكل ما يمر به المواطنون من افلاس ووجع على مختلف الأصعدة".
وسبق أن أشارت ممثلة اليونيسف في لبنان، يوكي موكو، إلى أن " البنك الدولي وصف ما يحدث حالياً في لبنان بأنه أحد أكبر ثلاث انهيارات اقتصادية ظهرت منذ منتصف القرن التاسع عشر، وما سلط الضوء عليه مسح اليونيسف، هو أن الأطفال هم الفريسة الأسهل للكارثة العميقة ويتحملون غالباً وطأتها".
ودعت يوكي موكو إلى اتخاذ إجراءات حاسمة مع تضافر الجهود في تنفيذها، "الأمر بالغ الأهمية من أجل التخفيف من المعاناة خاصة بين الفئات الأكثر ضعفاً ممن يقعون في براثن دوامة الفقر".
وشددت على أنه لا يمكن للبنان تحمّل كلفة وجود أطفال يُحرمون من التغذية أو يتركون المدرسة أو يعانون من صحة هشة ضعيفة، أو يواجهون خطر الاعتداء والعنف والاستغلال، "الأطفال هم مستقبل أي أمة، إنهم الاستثمار الأول والأخير".
حلم دعاء هو حق أساسي لكل إنسان في هذه الحياة، فكل ما تصبو إليه جدران تحتضن أفراد عائلتها، تحميهم من حرارة الصيف وبرد الشتاء، وأن لا تفوتهم وجبة طعام، وإذا تمنوا شيئاً بسيطاً أن تستطيع تأمينه لهم، لكن في لبنان حتى الحقوق أصبحت من الأحلام!