اثير حلم
01-09-2019, 03:54 AM
http://mediacdnopen.cincopa.com/2A-girl-by-the-window.jpg?o=1&res=20&p=y&pid=522773&ph4=dqMCAkYJFDwoGB
ك : أثير حلم
سيدتي دلال العالم :
فيْ كلِّ مرةٍ كنتُ أراك فيها تقفينَ إلى نافذتكِ الصغيرةِ ، نافذةُ الأمل المفتوحةَ المطلةُ على أفق الحياة الجميلة بأمنياتٍ كبيرة ٍ، استبشرُ خيراً ويملأ كياني الشدو والسعادةَ والانشراحِ اللطيف.
نافذتُكِ تلك نافذةٌ مرصعةٌ مطعمةٌ بزخارفَ لآلئَ زبرجديةٍ ، تزيدُني نشوةً وحبورا ، حينَ تعكُسُ الأضواء جمالَ روحكِ الآسر شُعاعا إلى ذاتي إذا ما الليلَ عسعسَ ، وأصحو على طيوفِ حُلمٍ مخمليٍّ جميلٍ سرى في الذاتِ إذا ما الصبحُ تنفسَ ، إنها نعمةٌ كبرى أجدها في كنوزِ نعمِة الأفاق العظيمةَ مع همساتِ الفلقِ .
يا سيدتي ، لا أتحدث في العواطفِ وعن الشوقِ أو التيم والصّبِ الذي يتحدثُ عنه العاشقونَ أو المحبين . بل أتحدث عن أشياء اسمى من ذاكَ وتلكَ . أتحدث عن سموِّ الذاتِ والقيمِ الأصيلة في فنونِ الودِ والاحتواءَ والمشاعرَ الصادقةَ العميقةَ ، كيْ تفهمي مقصدي .لأنيْ أديبٌ قزمٌ طموحٌ أخذَ أدبه وثقافتهُ من أدباء شهْدَ العصورِ، مختصر في وجداني الرضاءَ والتحليقَ في الفضاءِ ، لأنهلَ ثقافتي من وحي أدب أبي الطيب ، ومنْ عشقِ امرؤ القيس ،مرورا من سهولِ وأودية ومروجِ واحاتِ رموزَ الفكرَ في أبجديات عروبتي . بيدَ أن قزامةَ ثقافتي المتواضعةُ إلى رموزِ عروبتي تقودني من ناصيتي إلى نهل كل ما يملأ وجداني طواعيةً كي تُرسخ معاني وقيم إبداعات أدبيات الفكر والثقافةِ والمعرفةِ ، هي نتاجُ أشياء تطير بي إلى سبرَ أغوار ما تفيض به غزارة إطلالة مقلتيكِ لقراءة خلفية كل ما يدور بخلدكِ القصي خلفَ خطوطِ الغيابِ.
يا سيدتي ، قد ادعوكِ " المنال ، كل ذاك لا ينفكْ ولا ينفصلُ عن مناداتي لك ، بدلال العالم ، لان كلَّ ما تقدمَ يُشكلُ لوحةً رمزيّةً بألوانٍ شتى لشيءٍ يعتملُ في ذاتي ، وحيه منساقٌ بناصيتهِ في سبيلَ الوصلَ والرسوء في ميناء منفى ذاتكِ خلفَ خيوطِ ألوان الشفق هناك ~ في الأفق البعيدِ . فإذا ما تحققَ لي الوصولُ ورميَ مرساةَ الركونِ في ميناءكِ القصي ~ صدقتْ عندئذ ظنوني وتحققتْ غاياتي في مسمياتي التي ادعوك بها انكِ صورةٌ شرعيةٌ لدلالْ العالم.
يا سيدتي ، يذهبُ كلٌّ إلى غايتهِ ، ويحصدُ ما يصبوَ إليه من صّيبٍ ، واذهب إلى غايتي يحملني مقصدي في اختراقِ آفاقكِ الباهيّ ، لا لأني عاثٍ لاهٍ او عابثٌ مغرمٌ ، يقرأُ قصائدَ ابي الطيب وامرئ القيسَ ، حين كانتْ القصائد في مغزاها اجتثاث للعاميّةِ ذاتَ سموٍّ ، تهدفُ الى قراءةَ الفكرَ وإدراك مفهومَ الحسَ والحدسِ والسفرِ إلى عوالمَ مغيبةٍ لا تراها المقل ، ولتقصيَّ آثار ما يدورُ في الخوالدِ والمهجِ ، وما يحصدهُ الفكرُ في ذاتِ الباطنَ ليكشفَ عن حقيقةِ ما يعتملُ في جُبَّ النفوسِ المتكئةً على خاصرةِ صمتٍ قراري ،يحاكيه صمت اختياري بخلسةً وهو يُجافيها ، حيثُ تمَّ وأدُ البوحِ الخجولِ .
يا سيدتي ، أنا رجلٌ ورثَ البداوةَ الأصيلة عنْ أسلافه ، بيدَ أني لمْ اسكنُ الصحراءَ يوما ، ولم أحب التصحر ، لكنني حين اقتفيَ وأقص الأثر في لغةِ البدويّ ، او ما يسميه أهل هذا الزمانِ توقيعا ، أجد أثار طيفكِ آخذا خطوطاً متعرجَةٍ توحيْ خلسةً بالتواري والأفولِ ، وهو تجني لما أحس به ، في حينَ أن طيفكِ يعربدُ حولي ، فلا أجدك و لا أجد منه ما ابحثُ عنه في قراءتي . حيث أؤمن بما أحس حقيقةٌ مستعصيةٌ متوارية ، تأبى التواجد والاضمحلال أو الأفول المطلق ، فلا يتم لي من كل ذاك الفكاك ، فأضحى كلَّ شيء حولي طيفٌ من فضول ما أتمناه.
يا سيدتي ، وقوفَكِ أمام نافذتك المغلقة ، بعد أن كانت مفتوحةً ، تغلفهُ ستارةٌ ضبابيةٌ ، في كلِّ مرةٍ تلعنُ الصمتَ والبوحِ معا. وقوف ثاو مكبلٌ مصفدٌ بسلاسلَ اختياريةٍ ، تلكَ السلاسلَ حلقاتُها مُطعمَة بالعقودِ والمواثيق المقننة ، حُبلى بحمى الأسئلة ، أنهكها الوجدُ والضنى ، والدُوار ، فلم تستطعْ سيدتي محوَ العقودِ ولا الحنثْ بالمواثيقِ ولا كسرَ حلقاتِ السلاسلَ والأصفاد ، فظلت تعاني من التأوّه ، والحسرةِ ، والعينان تذرفان دموع مُحرقة ملتهبة ، أوشكت انْ تكونَ الدموعَ في رمقِها الأخير مُتحجرة ، فلا تغورَ الدموعُ ، وأمسى حظها التمني والتعلل , وتظلُ نكزات في الخاصرةِ توحي بالتوجعِ والتأوه والتظلم تمثل سطوة مرارة نكسات الحياة ، فلا تجدَ الفِكاك ، ومع عسعسة الليل تجافٌي المُقل نعمة الرقاد ، وتركن النفسُ إلى السُهاد وتحلقان مع السهد لتعانق نجمة قصية في علوِّ السماء ، تنتظرُ ضوءَ نهارِ ب إطلالة بكرٌ لصبحِ إذا تنفسَ .
ك : أثير حلم
سيدتي دلال العالم :
فيْ كلِّ مرةٍ كنتُ أراك فيها تقفينَ إلى نافذتكِ الصغيرةِ ، نافذةُ الأمل المفتوحةَ المطلةُ على أفق الحياة الجميلة بأمنياتٍ كبيرة ٍ، استبشرُ خيراً ويملأ كياني الشدو والسعادةَ والانشراحِ اللطيف.
نافذتُكِ تلك نافذةٌ مرصعةٌ مطعمةٌ بزخارفَ لآلئَ زبرجديةٍ ، تزيدُني نشوةً وحبورا ، حينَ تعكُسُ الأضواء جمالَ روحكِ الآسر شُعاعا إلى ذاتي إذا ما الليلَ عسعسَ ، وأصحو على طيوفِ حُلمٍ مخمليٍّ جميلٍ سرى في الذاتِ إذا ما الصبحُ تنفسَ ، إنها نعمةٌ كبرى أجدها في كنوزِ نعمِة الأفاق العظيمةَ مع همساتِ الفلقِ .
يا سيدتي ، لا أتحدث في العواطفِ وعن الشوقِ أو التيم والصّبِ الذي يتحدثُ عنه العاشقونَ أو المحبين . بل أتحدث عن أشياء اسمى من ذاكَ وتلكَ . أتحدث عن سموِّ الذاتِ والقيمِ الأصيلة في فنونِ الودِ والاحتواءَ والمشاعرَ الصادقةَ العميقةَ ، كيْ تفهمي مقصدي .لأنيْ أديبٌ قزمٌ طموحٌ أخذَ أدبه وثقافتهُ من أدباء شهْدَ العصورِ، مختصر في وجداني الرضاءَ والتحليقَ في الفضاءِ ، لأنهلَ ثقافتي من وحي أدب أبي الطيب ، ومنْ عشقِ امرؤ القيس ،مرورا من سهولِ وأودية ومروجِ واحاتِ رموزَ الفكرَ في أبجديات عروبتي . بيدَ أن قزامةَ ثقافتي المتواضعةُ إلى رموزِ عروبتي تقودني من ناصيتي إلى نهل كل ما يملأ وجداني طواعيةً كي تُرسخ معاني وقيم إبداعات أدبيات الفكر والثقافةِ والمعرفةِ ، هي نتاجُ أشياء تطير بي إلى سبرَ أغوار ما تفيض به غزارة إطلالة مقلتيكِ لقراءة خلفية كل ما يدور بخلدكِ القصي خلفَ خطوطِ الغيابِ.
يا سيدتي ، قد ادعوكِ " المنال ، كل ذاك لا ينفكْ ولا ينفصلُ عن مناداتي لك ، بدلال العالم ، لان كلَّ ما تقدمَ يُشكلُ لوحةً رمزيّةً بألوانٍ شتى لشيءٍ يعتملُ في ذاتي ، وحيه منساقٌ بناصيتهِ في سبيلَ الوصلَ والرسوء في ميناء منفى ذاتكِ خلفَ خيوطِ ألوان الشفق هناك ~ في الأفق البعيدِ . فإذا ما تحققَ لي الوصولُ ورميَ مرساةَ الركونِ في ميناءكِ القصي ~ صدقتْ عندئذ ظنوني وتحققتْ غاياتي في مسمياتي التي ادعوك بها انكِ صورةٌ شرعيةٌ لدلالْ العالم.
يا سيدتي ، يذهبُ كلٌّ إلى غايتهِ ، ويحصدُ ما يصبوَ إليه من صّيبٍ ، واذهب إلى غايتي يحملني مقصدي في اختراقِ آفاقكِ الباهيّ ، لا لأني عاثٍ لاهٍ او عابثٌ مغرمٌ ، يقرأُ قصائدَ ابي الطيب وامرئ القيسَ ، حين كانتْ القصائد في مغزاها اجتثاث للعاميّةِ ذاتَ سموٍّ ، تهدفُ الى قراءةَ الفكرَ وإدراك مفهومَ الحسَ والحدسِ والسفرِ إلى عوالمَ مغيبةٍ لا تراها المقل ، ولتقصيَّ آثار ما يدورُ في الخوالدِ والمهجِ ، وما يحصدهُ الفكرُ في ذاتِ الباطنَ ليكشفَ عن حقيقةِ ما يعتملُ في جُبَّ النفوسِ المتكئةً على خاصرةِ صمتٍ قراري ،يحاكيه صمت اختياري بخلسةً وهو يُجافيها ، حيثُ تمَّ وأدُ البوحِ الخجولِ .
يا سيدتي ، أنا رجلٌ ورثَ البداوةَ الأصيلة عنْ أسلافه ، بيدَ أني لمْ اسكنُ الصحراءَ يوما ، ولم أحب التصحر ، لكنني حين اقتفيَ وأقص الأثر في لغةِ البدويّ ، او ما يسميه أهل هذا الزمانِ توقيعا ، أجد أثار طيفكِ آخذا خطوطاً متعرجَةٍ توحيْ خلسةً بالتواري والأفولِ ، وهو تجني لما أحس به ، في حينَ أن طيفكِ يعربدُ حولي ، فلا أجدك و لا أجد منه ما ابحثُ عنه في قراءتي . حيث أؤمن بما أحس حقيقةٌ مستعصيةٌ متوارية ، تأبى التواجد والاضمحلال أو الأفول المطلق ، فلا يتم لي من كل ذاك الفكاك ، فأضحى كلَّ شيء حولي طيفٌ من فضول ما أتمناه.
يا سيدتي ، وقوفَكِ أمام نافذتك المغلقة ، بعد أن كانت مفتوحةً ، تغلفهُ ستارةٌ ضبابيةٌ ، في كلِّ مرةٍ تلعنُ الصمتَ والبوحِ معا. وقوف ثاو مكبلٌ مصفدٌ بسلاسلَ اختياريةٍ ، تلكَ السلاسلَ حلقاتُها مُطعمَة بالعقودِ والمواثيق المقننة ، حُبلى بحمى الأسئلة ، أنهكها الوجدُ والضنى ، والدُوار ، فلم تستطعْ سيدتي محوَ العقودِ ولا الحنثْ بالمواثيقِ ولا كسرَ حلقاتِ السلاسلَ والأصفاد ، فظلت تعاني من التأوّه ، والحسرةِ ، والعينان تذرفان دموع مُحرقة ملتهبة ، أوشكت انْ تكونَ الدموعَ في رمقِها الأخير مُتحجرة ، فلا تغورَ الدموعُ ، وأمسى حظها التمني والتعلل , وتظلُ نكزات في الخاصرةِ توحي بالتوجعِ والتأوه والتظلم تمثل سطوة مرارة نكسات الحياة ، فلا تجدَ الفِكاك ، ومع عسعسة الليل تجافٌي المُقل نعمة الرقاد ، وتركن النفسُ إلى السُهاد وتحلقان مع السهد لتعانق نجمة قصية في علوِّ السماء ، تنتظرُ ضوءَ نهارِ ب إطلالة بكرٌ لصبحِ إذا تنفسَ .