سحر
02-27-2023, 11:40 PM
هل الضمير صنع بشري؟ وأين موقعه من الخير والشر؟
إذا كان الضمير صنع بشري ، فلماذا يرحم الإنسان ؟
ولماذا بدافع العفو والرحمة والتسامح يتنازل عن
حقوق كان باستطاعته أن يأخذها ؟ هل فعل ذلك
من أجل الشكر ؟
هناك من تنازل عن حقوقه وليس هناك من يشكره ,
فالرجل الذي كان في الصحراء ونزل إلى البئر لكي
يسقي الكلب , هل كان ينتظر الشكر منه ؟ فقد
سقاه و مشى ، إذاً ممن كان ينتظر الشكر؟
المنهج الصناعي الذي صنعه الشيطان منهج ضعيف
لا يستطيع الوقوف بحد ذاته , أي أنه لا يقول : أنا
أريد أن أظلم ,
لذا فهو يُلبس الشر أو الظلم لباس الفضيلة والحق
لضعفه ولعلمه بقوة الفضائل , وبذلك فهو يستعير
من المنهج الطبيعي ما يناسبه كلباس للفكرة الصناعية
. والظالمون عبر التاريخ لم يقولوا : نريد الظلم , وإنما
ألبس ظلمهم بلباس السلام والوئام والخير وغيره ,
فليس هناك من يخطئ إلاّ وألبس خطأه لباس الحق ,
فهو لا يقول : أنا أريد أن أخطئ لمجرد الخطأ.
من يعمل بالحق لأنه يحب الحق يستطيع أن يقف مرفوع
الرأس بما عمل من الحق , أما من ألبس الباطل لباس
الحق فلا يستطيع أن يـُبعد الحق و يقف بالباطل فقط
أمام الأشهاد ,
حتى الذين عارضوا الرسل قد تلبسوا بفضيلة ، والذين
سمَّوا أنفسهم عَبَدة الشيطان هم تلبسوا بفضيلة ،
كفضيلة الحرية ، وأن الشيطان واثق من نفسه وشجاع
ورافض للدكتاتورية ... الخ.
وهنا يمكن أن يوجه سؤال إلى عبدة الشيطان ,
وهو : إذا كانوا عبدة للشيطان ، فهل لديهم استعداد
لعمل كل شيء خطأ ؟ فإن كان أحد منهم لديه هذا
الاستعداد ، فليبدأ بنفسه أولاً وليأكل السم مثلاً
أو يسرق أهله أو يقتلهم و يقتل أصدقاءه جميعاً ،
فهذا ما يريد الشيطان.
يقول البعض عن الضمير بأنه منبه فاسد ؛ أي أنه لا يأتي
إلا بعد وقوع الخطأ , والحقيقة أنه يأتي ولكنه لا يستمع
إليه الإنسان ، لأنه يكون في تلك اللحظة منشغلاً في
الحدث , وبعد أن يبتعد عن الحدث يتضح صوت الضمير بشكل
أكبر ويتحول بعد ذلك إلى ندم.
فإذا حُرّكت الروابط الجزئية لدى الأشخاص ، فاعلم أن الصناعي
هو الذي يعمل الآن ، مثل الحميَّة للقبيلة أو التعصب لعرق
ضد عرق آخر , وكلما يضيق التعصب كلما يقترب من الصناعي
بشكل أكبر :
(دعوها فإنها منتنة), فتحريك أي جزئية يعني إلباسها لباس
الفضيلة . والشعورات أو الذوات الصغيرة عندما أصبحت
صغيرة فهي ليست هي السبب في ذلك ،
وإنما لقلة التعامل معها عبر سنين الشخص التي عاشها,
فكلما نهْمل هذه الذوات فإنها تصغر وتنكمش ويضعف
لمعانها وإشعاعها .
كما أن هذا الضعف ناتج عن قلة الأشياء التي عقلها العقل
من الشعور أو الذات عبر سنين الشخص ، فهو لم يعقل من
شعوره إلا القليل ،
أما الباقي أو الأكثر في عقله فهو مستورد مما حوله . أي
أنه هناك تراكمات تراكمت على الشعور ، فلا يلام الشعور
في أنه لم يستجيب , ولا نقارنه مع أحد تربى على احترام
الشعور منذ الصغر ،
فهذه التراكمات سببت فجوة بين الشعور و بين العقل .
قال تعالى { لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ
أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ
وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) الحديد} .
فأقدمية السنين التي غـُذ ّي فيها الشعور أو أقدمية احترام
الشعور لها دور كبير في الاستجابة , فالذي آمن قبل الفتح
قد آمن والرسول (ص) ضعيف ، أما الذي آمن بعد الفتح فقد
آمن والرسول قوي , وهذا يعني أن الأول يستجيب لإحساسه
بشكل أسرع و أدق.
إذا فالصناعي كله هو عبارة عن تصغير للفضائل , فالتعصب
لجنس أو قبيلة أو بلد هو تصغير لفضيلة الإنسانية ، والكذب
الذي ليس الدافع له الخوف قد يكون تصغير لفضيلة العطاء
، فبعض الناس يتحدث بدون أن يتأكد من صحة كلامه لأنه يريد
أن يعطي ، فحُرِّفت الفضيلة الأساسية - وهي العطاء -
فخرجت بهذا الشكل , لأنك لا تستطيع تحريك أي إنسان للقيام
بأي عمل بواسطة العقل لوحده ، وإنما لا بد من تشغيل
الحاجات الإنسانية ,
والشيطان يعلم بأنه لن يتحرك الإنسان إلا بهذه الدوافع أو
الحاجات الإنسانية , فالمحتال يحتال بفضيلة والقاتل يقتل
بفضيلة والزاني يزني بفضيلة.
إذا كان الضمير صنع بشري ، فلماذا يرحم الإنسان ؟
ولماذا بدافع العفو والرحمة والتسامح يتنازل عن
حقوق كان باستطاعته أن يأخذها ؟ هل فعل ذلك
من أجل الشكر ؟
هناك من تنازل عن حقوقه وليس هناك من يشكره ,
فالرجل الذي كان في الصحراء ونزل إلى البئر لكي
يسقي الكلب , هل كان ينتظر الشكر منه ؟ فقد
سقاه و مشى ، إذاً ممن كان ينتظر الشكر؟
المنهج الصناعي الذي صنعه الشيطان منهج ضعيف
لا يستطيع الوقوف بحد ذاته , أي أنه لا يقول : أنا
أريد أن أظلم ,
لذا فهو يُلبس الشر أو الظلم لباس الفضيلة والحق
لضعفه ولعلمه بقوة الفضائل , وبذلك فهو يستعير
من المنهج الطبيعي ما يناسبه كلباس للفكرة الصناعية
. والظالمون عبر التاريخ لم يقولوا : نريد الظلم , وإنما
ألبس ظلمهم بلباس السلام والوئام والخير وغيره ,
فليس هناك من يخطئ إلاّ وألبس خطأه لباس الحق ,
فهو لا يقول : أنا أريد أن أخطئ لمجرد الخطأ.
من يعمل بالحق لأنه يحب الحق يستطيع أن يقف مرفوع
الرأس بما عمل من الحق , أما من ألبس الباطل لباس
الحق فلا يستطيع أن يـُبعد الحق و يقف بالباطل فقط
أمام الأشهاد ,
حتى الذين عارضوا الرسل قد تلبسوا بفضيلة ، والذين
سمَّوا أنفسهم عَبَدة الشيطان هم تلبسوا بفضيلة ،
كفضيلة الحرية ، وأن الشيطان واثق من نفسه وشجاع
ورافض للدكتاتورية ... الخ.
وهنا يمكن أن يوجه سؤال إلى عبدة الشيطان ,
وهو : إذا كانوا عبدة للشيطان ، فهل لديهم استعداد
لعمل كل شيء خطأ ؟ فإن كان أحد منهم لديه هذا
الاستعداد ، فليبدأ بنفسه أولاً وليأكل السم مثلاً
أو يسرق أهله أو يقتلهم و يقتل أصدقاءه جميعاً ،
فهذا ما يريد الشيطان.
يقول البعض عن الضمير بأنه منبه فاسد ؛ أي أنه لا يأتي
إلا بعد وقوع الخطأ , والحقيقة أنه يأتي ولكنه لا يستمع
إليه الإنسان ، لأنه يكون في تلك اللحظة منشغلاً في
الحدث , وبعد أن يبتعد عن الحدث يتضح صوت الضمير بشكل
أكبر ويتحول بعد ذلك إلى ندم.
فإذا حُرّكت الروابط الجزئية لدى الأشخاص ، فاعلم أن الصناعي
هو الذي يعمل الآن ، مثل الحميَّة للقبيلة أو التعصب لعرق
ضد عرق آخر , وكلما يضيق التعصب كلما يقترب من الصناعي
بشكل أكبر :
(دعوها فإنها منتنة), فتحريك أي جزئية يعني إلباسها لباس
الفضيلة . والشعورات أو الذوات الصغيرة عندما أصبحت
صغيرة فهي ليست هي السبب في ذلك ،
وإنما لقلة التعامل معها عبر سنين الشخص التي عاشها,
فكلما نهْمل هذه الذوات فإنها تصغر وتنكمش ويضعف
لمعانها وإشعاعها .
كما أن هذا الضعف ناتج عن قلة الأشياء التي عقلها العقل
من الشعور أو الذات عبر سنين الشخص ، فهو لم يعقل من
شعوره إلا القليل ،
أما الباقي أو الأكثر في عقله فهو مستورد مما حوله . أي
أنه هناك تراكمات تراكمت على الشعور ، فلا يلام الشعور
في أنه لم يستجيب , ولا نقارنه مع أحد تربى على احترام
الشعور منذ الصغر ،
فهذه التراكمات سببت فجوة بين الشعور و بين العقل .
قال تعالى { لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ
أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ
وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) الحديد} .
فأقدمية السنين التي غـُذ ّي فيها الشعور أو أقدمية احترام
الشعور لها دور كبير في الاستجابة , فالذي آمن قبل الفتح
قد آمن والرسول (ص) ضعيف ، أما الذي آمن بعد الفتح فقد
آمن والرسول قوي , وهذا يعني أن الأول يستجيب لإحساسه
بشكل أسرع و أدق.
إذا فالصناعي كله هو عبارة عن تصغير للفضائل , فالتعصب
لجنس أو قبيلة أو بلد هو تصغير لفضيلة الإنسانية ، والكذب
الذي ليس الدافع له الخوف قد يكون تصغير لفضيلة العطاء
، فبعض الناس يتحدث بدون أن يتأكد من صحة كلامه لأنه يريد
أن يعطي ، فحُرِّفت الفضيلة الأساسية - وهي العطاء -
فخرجت بهذا الشكل , لأنك لا تستطيع تحريك أي إنسان للقيام
بأي عمل بواسطة العقل لوحده ، وإنما لا بد من تشغيل
الحاجات الإنسانية ,
والشيطان يعلم بأنه لن يتحرك الإنسان إلا بهذه الدوافع أو
الحاجات الإنسانية , فالمحتال يحتال بفضيلة والقاتل يقتل
بفضيلة والزاني يزني بفضيلة.