المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 100 عام على ميلاد محمد الموجي.. ناظر الزراعة الذي ردد ألحانه ملايين العرب


الوافي
03-04-2023, 03:50 PM
ترك الملحن المصري الشهير محمد الموجي إرثا غنائيا وفنيا كبيرا تجول خلاله بألحانه مع كبار المطربين العرب بدءا بعبدالحليم حافظ وأم كلثوم مرورا بشادية وصباح ونجاة ووردة وغيرهم عشرات من المطربين الكبار الذي تغنوا بألحانه المبهرة التي ملأت الوجدان العربي طوال عقود مضت ولا زالت تتردد حتى الآن رغم مرور عشرات السنوات على تقديمها.

أمين الموجي الابن الأكبر لمحمد الموجي قال لموقع "الحرة" إن "الموجي ترك تراثا موسيقيا كبيرا ربما يتجاوز 2000 عملا فنيا تنوع بين الألحان والأعمال السينمائية والتليفزيونية والإذاعية مع أغلب المطربين الكبار على مدار سنوات عمله الفني، وبالرغم من ذلك فإنه مازال يكتشف أعمالا لوالده لم يكن يعرفها مثل أغنيات لطلال مداح والمطرب المغربي عبدالهادي بلخياط .

ووصف ابن الموجي موسيقى والده ب"الخالدة التي عاشت منذ أربعينيات القرن الماضي ويحفظها الأجيال ويرددونها حتى الآن كما أنها تدرس في المعاهد والأكاديميات الموسيقية بسبب تميزها بالرغم من أن والده يم يدرس الموسيقى أو يتعلم كتابة النوتة الموسيقية بل تعلم الموسيقى بنفسه كهاو أحب الموسيقى والغناء من والده الذي كان مولعا بالموسيقى وكان لديه عود في منزله".
البداية من كفر الشيخ ودراسة الزراعة

ولد محمد الموجي في محافظة كفر الشيخ وكان والده يحلم أن يكون ابنه ناظرا للزراعة بسبب المكانة التي كان يتمتع بها أصحاب هذه المهنة، وبالفعل درس الموجي الزراعة وبعد تخرجه أصبح ناظرا للزراعة وتزوج من إحدى قريباته لكنه لم ينسى حلمه بالموسيقى والغناء فكان يعزف بين أصدقائه ويقدم لهم ألحان يقوم بتأليفها حتى نصحوه بالتوجه للقاهرة ومحاولة الالتحاق بالإذاعة.

وأوضح أمين الموجي أن والده "حين ذهب إلى القاهرة كان يطمح أن يكون مطربا واشتغل في الكازينوهات مثل كازينو بديعة مصابني الذي كان شهيرا حينها وغنى فيه كبار النجوم المصريين، وحين تقدم للإذاعة المصرية للحصول على الاعتماد منها كان يريد أن يكون مطربا لكن اللجنة رأت أنه ملحنا موهوبا واعتمدته كملحن وبعدها بدأ رحلته مع الموسيقى.

التقى محمد الموجي في ذلك الوقت بعبدالحليم حافظ الذي كان شابا مثله يبحث عن فرصة للنجاح والشهرة، وكانا يذهبان معا للغناء في المسارح ويتذكر ابن الموجي تلك الفترة قائلا، "ذهب والدي وعبد الحليم لتقديم أغاني في الإسكندرية وقررا تقديم أغنيتهما - صافيني مرة- لكن الجمهور لم يتقبلها وطلب منهما مدير المسرح تغييرها وحدث خلاف بينهما وبين صاحب المسرح شاهدته الراقصة الشهيرة وقتها تحية كاريوكا فطلبت من مدير المسرح أن يتركهما يغنيان أغنيتهما لكنه رفض فغادرت معهما المسرح وأخذتهما إلى مسرح آخر غنيا فيه أغنيتهما أثناء رقصها وبعد انتهاء الحفل أعطت كلا منهما خمسة جنيهات ليصرفا منها وطلبت منهما العودة للقاهرة والإصرار على تقديم أغانيهما لأنهما موهوبان وسينجحان بتلك الأغاني الجديدة".
صافيني مرة.. أغنية التألف مع عبدالحليم حافظ

بعد ثلاث سنوات من المحاولات قدم الموجي وعبدالحليم أغنيتهما في حفل في بداية الخمسينات في حفل حضره الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وقدمه الممثل الشهير يوسف وهبي وكانت بداية نجاحهما معا والذي امتد لتقديم عشرات الأغاني التي تغنى بها الجمهور في كل البلاد العربية مثل حبيبها ورسالة من تحت الماء وقارئة الفنجان التي كانت آخر ما قدمه عبدالحليم حافظ قبل وفاته.

وبالرغم من العلاقة الوطيدة التي ربطت الموجي وعبدالحليم حافظ إلا إنها لم تخل من الخلافات والقطيعة أحيانا كما أكد ابن الموجي مثل ما حدث عندما اعترض والده على أجره في تلحين أغنية بأمر الحب لعبدالحليم وعلم وقتها أن السبب في عدم زيادة أجره هو عبدالحليم ولذلم رفض إكمال اللحن رغم محاولات عبدالحليم وانتهى الأمر بملحن آخر أكمل الأغنية، وبدأت قطيعة استمرت فترة قصيرة بعد تلك الأزمة لكن نظرا لأن كلاهما كان يحب الآخر بصدق عادا للعمل معا.
ويتذكر أمين الموجي موقفا آخر لا ينسى بين والده وعبدالحليم حافظ حين كان والده سيتزوج راقصة وعندما علم عبدالحليم حاول إرغامه على عدم إتمام الزيجة لدرجة أن عبدالحليم بكى لوالده وقال له: "لا أريد أن يقول الموسيقيون وأنت داخل معهد الموسيقى العربية إن الموجي تزوج من راقصة"، وبسبب بكاء عبدالحليم استجاب الموجي ولم يكمل تلك الزيجة.

النجاح الكبير الذي حققه محمد الموجي دفع أم كلثوم المعروفة بسيدة الغناء العربي لطلبه في بيتها وكانت وقتها نقيب الموسيقيين المصريين، ويحكي أمين الموجي أن والده "خاف حينها من لقاء أم كلثوم لأنه خشي ان يكون فعل أمرا أغضبها لكنه ذهب إليها في بيتها فوجدها تنتظره مع الشاعر الكبير أحمد رامي والموسيقي محمد القصبجي وطلبت منه تلحين أغنية لها وكانت نشيد الجلاء الذي كانت تحضره لإحدى الحفلات الرسمية فتخوف الموجي وطلب منها أن يبدأ عمله معها بأغنية خفيفة ثم يلحن لها قصيدة لكن أصرت على موقفها وبالفعل قدم لها لحن نشيد الجلاء الذي حقق نجاحا كبيرا دفعها للتعاون معه مجددا في أكثر من أغنية وقصيدة.

ومثل عبدالحليم حافظ نالت الخلافات من علاقة الموجي وأم كلثوم لكن هذه المرة وصلت إلى المحكمة بسبب أغنية للصبر حدود إذ يقول ابن الموجي، "كان والدي وقع عقدا مع أم كلثوم لتقديم الأغنية خلال شهر من توقيع العقد لكنه مان منشغلا بأغاني أخرى ولم يتم اللحن وكانت أم كلثوم تتصل به في بيتنا ولا تجده وتخبرها أمي أنه ذهب للقاء شادية أو عبدالحليم فأقامت ضده دعوى قضائية بسبب تأخره في إنهاء اللحن وحينما وقف أمام القاضي أخبره أن اللحن عمل فني يأتي بإلهام وليس بالأمر فقال القاضي له إنه لن يحكم عليه بحبس أو غرامة وإنما سيحكم عليه بتلحين الأغنية لأم كلثوم وهو ما حدث بالفعل وحققت الأغنية نجاحا كبيرا ولا يزال الجمهور يحفظها ويرددها حتى الآن".
مدرسة الأصوات والأوبرا.. أحلام لم تكتمل

وتذكر أمين الموجي أحلام والده والتي انتهى بعضها بقسوة قائلا: "كان محمد الموجي يحلم بتكوين مدرسة للأصوات الغنائية الشابة لتعليمها الموسيقى والغناء وبالفعل أنشأها في الستينات وقدم من خلالها اصواتا كثيرة مثل محرم فؤاد وماهر العطار وشريفة فاضل وغيرهم لكنه لم يستطع الاستمرار بسبب المجهود والتكلفة الكبيرة فطلب من المسئولين حينها أن يقدموا الدعم للمدرسة لكنهم لم يهتموا فأغلقت المدرسة أبوابها.

وكان الموجي يتمنى قبل رحيله عام 1995 أن يقدم عملا أوبراليا لدار الأوبرا المصرية وكذلك ينشئ أوركسترا يقدم جميع أعماله وموسيقاه وهو الحلم الذي توفى قبل أن يرى النور وتمنى ابنه الأكبر أن يقام له جناح أو قاعة في معهد الموسيقى العربية تضم مقتنياته وأعماله الموسيقية مثل أستاذه محمد عبدالوهاب.

المؤلف الموسيقي أحمد الموجي حفيد محمد الموجي قال لموقع "الحرة" إنه " يعمل حاليا على مشروع موسيقي لإحياء التراث الموسيقي لجده، وبالرغم من صعوبة المهمة بسبب الإرث الفني الكبير ووجود أغلبه على أشرطة قديمة تتطلب جهدا كبيرا لتحويلها إلى نسخ ديجيتال صالحة للعرض حاليا إلا إنه يعمل على هذا المشروع منذ فترة واستطاع بالفعل إنجاز جزء منه لكن يتمنى أن تكون هناك مؤسسة تعمل معه على إتمامه".

وشرح حفيد الموجي أهم سمات موسيقى جده التي تمثلت في "بساطة اللحن للجمهور للدرجة التي تشعره بجمله الموسيقية بمجرد سماعها على الرغم من كونها موسيقيا جمل صعبة جدا وعميقة مثل ما حدث في قصائد رسالة من تحت الماء وقارئة الفنجان على الرغم من أنه لم يكن قد درس الموسيقى بل كان يعلم أوتار العود بأقلام الكوبية حتى يعرف أن الأوتار حين تنزل عن العلامة أنها بحاجة للإصلاح حتى تخرج منها نغمة مضبوطة".

اعتاد الموجي في كل أغانيه وأعماله الموسيقية أن يكتب الكلمات الخاصة بها بخط يده ويكتب بياناتها عليها حتى يقوم باستيعابها بشكل أفضل ويتمكن من كتابة ملاحظاته على هوامش الأوراق ولذلك وجدت أسرته عددا كبيرا من الأوراق التي تحمل أغانيه بخط يده وملاحظاته على الجمل الشعرية والألحان والنوت الموسيقية.

الغرور
03-05-2023, 03:53 PM
طرح قيم جدا تسلم ايدك
عطاء دائم وبارك الله فيك

ابراهيم دياب
02-20-2024, 07:51 PM
الف شكر لكِم على الموضوع الراقى
سلمت يداكم على طرحكم الاكثر من رائع
و الله يعطيكم الف عافيه...
وفي انتظاااارجديدكم دائما
.*. دمتِم بسعاده لاتغادر روحكم.*.