المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المحبة صلة والوفاء جمال


اثير حلم
01-11-2019, 04:55 AM
https://www.alayyam.info/Uploads/Content/1708/7337RQRR-4ECI0Y/73384UG6-0E7ES1.jpg
بقلم : عبد الله البنين

مقدمة:
المَحَبّةُ صِلةٌ، والوفاءُ جمالٌ، طريقهما مَعبّدٌ بنورِ الرَّضا والأمانِ، حُظُوظُ قلوبِ يصدّقُهَا الأنقياءِ الأتقياء. والأوفياءَ قلوبُهمْ جَنةٌ تملأُها السّعادَةَ والانشراحُ لا يَخْسَرُونَ الحُب ولا الحبيبَ، تظلُ نفوسهمْ عَامرةٌ بالمحبةِ بالوفاءِ، وإنْ ناءَتْ بهمْ صروفُ وظروفُ الأيامِ أو تعقدْتِ سبلَ الحَياةَ لسببِ ما منْ الأسْبِاب.
النّصْ :
يبدو أنْ المَحَبّةَ في طَرِيق الأوفياءَ دَوْمَاً تسيرُ، لا تتوقفْ ولا تُغادرْ أجنةَ قلوبَهم أبداَ، وكذلكَ يبدو أنَّ قلوبِ أبناءَ وبناتِ القابلاتِ خاصةً فيْ كلِّ الحياةِ منبتها جِنانِ منْ طُهرِ قداسةِ إيمانهم بعدالةِ الحَياةَ. الوَفاءَ يهوىَ قلوبهمْ فيمنحها عَدالةَ وَهِبةَ السّماءَ، وتكسبهمْ الرّضا، ومنْ سادةِ قومهم ونجبائهم وأوفياءَ السادةَ، فأغبطُ سُقرَاطا بوفائه العظيم لزوجه رغم كثرةِ الأسى، وعنترةَ العبسيْ، وميمونةَ الأموية وليلىَ ابنة المهلهل، وليلى العامريةَ، والقيسين بنُ ذَريح وبنُ المُلوح، وُسُعْدَىَ الثقفية، وجميلَ وبثينةَ، وابنُ آكل المِرَار وَفَاطِمَةَ التغلبية، وغيرهم الكثير جداً في سِلسِلةٍ طَويلةَ ممتدةٌ بكثيرٍ منْ أمثلةَ الحُبِ العِذري العفيف بالوَفاءَ. فبرز صِيْت حُبهم المُؤثر فيْ قاموسَ ومخطوطةِ زمنٍ توج برِيَادة الود وجماله من معينِ الإخلاص والأمانة والحِرصِ الدائمِ، فباتتْ سيرهم فيْ أوجِ منْ تضرب بهمِ أمثالِ الوفاءِ والنقاءِ. لكنْ ميمونةَ الأمويةَ فاقَ حُبها وأمانتها وإخلاصُها بالحُبِ للحبيبِ ما لمْ يشهد بهِ ويعرفهُ قلبٌ لأنّ فؤادها الطاهر مُلْء بالأيمانِ والأملِ العظيمِ، وعقلها بالرشدِ والفطنةِ والحُلمِ والصّبرِ، فاقتْ سقراط بإيمانها بالربْ، وتجاوزَ سقراط وعلا فطنتها بالحِكمةِ والتأملِ المنقطعِ والمهابة، وكليهما بني قابلاتِ، بيدَ أنْ كَونَ أميهما قابلاتٌ لم تنأ عَنهما الحِكمةِ والرشد والوفاءِ والحبُ العظيم، وزيادةٌ علىَ الرشد، إحساسُ بالنباهةَ التي لا تخالطها ظنونُ، وأنّ دماثةَ الخُلق أمراَ غيرَ مستغربٍ لأنّ الأصلُ ثابتُ ولازمٌ فيهما فكانَ الفرعُ يشاهقُ بشغبه هامةَ السّحَابِ في الأبناء، ومعَ كل هذا الحبِ والوفاءَ العظيمِ إلا أنّ غلبةَ حُب الحبيبةَ للمحبوب كان أكثرَ هبةَ وعطاءَ بفعلِ العاطفةِ الأكثر المتدفقةِ من الروحِ والجنانْ ولكثرةِ مسئوليةَ وعناءَ وانشغالِ الحبيب بأمورِ الحياةِ، فيعودُ الحبيب بشوقٍ جارفٍ وقتَ فراغه من مسئولياتهِ لإيمانه بأن الحبيبةَ مأوى وجنةَ تروق الحبيبَ، فتطفئ الحبيبةَ لوعة وحرقةَ الغيابَ بنعمةِ اللقاءِ والحضور، لكل ذلكَ معانيْ ومعاليْ وسموا ليسَ له عند الغير في القلوبِ مثيل. فكان المُحبُ منهم يرى في النجمةَ طريقٌ أملٍ رغم البعد والابتعاد، وفي البدرِ وجهُ الحبيبةَ، وفيْ سَطوة السّيفِ كسرَ وتغلبَ على الصعاب للوصولِ وبلوغ قلبِ الحبيبة، وفي الشعر والإنشاد والطّربِ فرصةَ نجوى وتخاطرِ لقلبِ الحبيبةَ، وفيْ الانزواءِ والانقطاعِ تبتلُ وصلاةٌ لبلوغ أرضَ الحبيبْ. جل ذلك كان دافعهُ الوفاءَ والحب العظيم المستشرفُ للمعاني الجميلةَ الخاضعةَ لجلالِ الأيمان، وللإرادة القويةَ التي تمحو أقسىَ كل أنواع إحساس بالمرَارةِ.
ختام :
رُبما لا يروقني قولِ أبي تمامِ ولا أنحو لانتقاده إذ قال :
• نقّل فؤادكَ حيثما شئت مِنَ الهوىَ = ما الحبُ إلا للحبيبِ الأول ..
في بيتِ الشعر : ثمةَ إجحافٌ وإقلال للحب والوفاءِ ومدعاةٌ للملهاة والتخبطِ واستلابِ للمشاعرِ ولهو بقلوبِ المحبين ولزوم برغبة ثباتِ مع عدم وجود احترام .. نقيضانَ لكلِ منْهما خَلقٌ وخُلقٌ أيما كانْ. فالشاعرُ علي بن صلوة القصري أنصُف المحبينَ الصادقينَ وهو يقولُ في الحبيبةَ :
لسان الهوى في مقلتي لك ناطق = يخبر عني أنني لك عاشقُ
وما كنت أدري قبل حبك ما الهوى = ولكن قضاء الله في الخلق سابق
يروى لنا التاريخُ والأدب أشهرَ حُبٍ فيْ أيامِ الدّولِ إبان الحربِ والسلمْ، لا نجدْ فيْ بحوثِ العربيةِ أوفىَ وأجملَ منْ وَفاءَ ميمونةَ الأمويةِ بعزة نفسِها والمهلبْ الأزدي، لكن وربما تعجزَ أيامِ عَصْرَ هلاميْ كهذا أنْ ترويْ لنا أقلامه عشاقاً كإياهم بغيرِ ثلبٍ أو مَصلحةِ، وبعيدا عن حالة التعميم نجد فيْ هذا الزمنِ نقصٌ في التفاني بالوجد والمَودة وتقلب في أفعال الأحِبة، ونشعرُ أننا نعيش فيْ زَمنِ التناقضاتِ ونضع للمحبةِ بقصدٍ وبغيره كلَّ أشكالِ النهاياتِ "

الملكة شهر زاد
01-11-2019, 08:29 AM
صوتَ اثير الروح ..
يتدفق من شعور الفؤاد
يُرسلها الوتين ويُزجها عبر النبضات
لترتعش الأفئده حُباً ..

حكايا كقناديل في عتمة

الزمن الهلامي

صور تتعطر بشذاها
الايام من صدق المشاعر
والوفاء

عميقه بعمق المفردات
انيقه بسلاسة الاحساس ..
وتزدهر بها المشاعر نبضاً

فلمَن ستكون الرساله

للذين يهبون الروح
والفكر

وقفة على عتابات التاريخ
وبوصلة
للذين تشدقو بالحب

وهم لا يعرفونه
يتغير عندهم .. تلون الامزجة والنوايا

اثير الحلم

شكرا يا الق

صفحاتك معطره بالقيم
والاصاله زاخره
تستوقف العابرين للتزود
بالمتعة والفائدة

تحيتي واعجابي وتقييمي

عطر الامس
01-12-2019, 05:20 PM
تسلم الايادي
على الطرح الراقي
والموضوع الرائع
لا عدمنا حضورك الانيق
ودي ووردي

العبوق
01-13-2019, 12:49 PM
بارك الله بكم لكم كل الاحترام ع المشاركة

أنانا
01-13-2019, 02:00 PM
طرح ممُيَّز جِدَاً
وإنتقِاءَ رآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك

عاشق الغاليه
01-14-2019, 05:34 PM
طرح رااااااااااائع وقيم
لا عدمنا تواجدك الجميل
و روعة حضورك الراقي
دام لنا عطاؤك المتميز
مودتي لكم جميعا