المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هجوم المسيرات يكسر "حصانة موسكو"


الوافي
05-30-2023, 06:00 PM
تعرضت العاصمة الروسية، موسكو، الثلاثاء، لهجمات بطائرات مسيرة أسفرت عن تضرر بعض المباني، وعلى الرغم من أن التقارير الواردة تفيد بأن الهجمات لم تؤد إلى وقوع أضرار مادية وبشرية جسيمة، إلا أنها تحمل دلالات لافتة.

وقالت روسيا إن أوكرانيا شنت أكبر هجوم بالطائرات المسيرة على عاصمتها، لكن الدفاعات الجوية دمرت جميع المسيرات الثمانية المستخدمة، وفقا لوكالة رويترز.

وتعتبر تلك المرة الأولى التي تتعرض فيها مناطق مدنية في العاصمة لضربات أوكرانية مزعومة، في وقت نفت كييف تورطها في ذلك.وقالت وزارة الدفاع الروسية إن إجراءات التشويش الإلكترونية أجبرت بعض المسيرات على الانحراف عن الأهداف المقصودة، وإن البعض الآخر أُسقط خارج حدود المدينة.

وتضررت 3 بنايات سكنية في موسكو بفعل طائرات مسيرة بعد اعتراضها، بحسب مكتب المدعي العام الروسي، وفق ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز.

وقال سيرغي سوبيانين، عمدة المدينة، إنه تم إجلاء بعض السكان لفترة وجيزة في ساعة مبكرة من الصباح.

وذكر موقع الإذاعة الأميركية العامة (أن بي آر) أن فرق الإنقاذ بالمدينة أزالت الأنقاض عن البنايات، وأن المحققين ذهبوا إلى المواقع المتضررة لجمع الأدلة الجنائية.

وألقت وزارة الدفاع الروسية باللوم على الحكومة الأوكرانية فيما وصفته بـ "الهجوم الإرهابي"، لكن متحدثا باسم القوات الجوية الأوكرانية، التي تتبع عادة سياسة الغموض الاستراتيجي بشأن أي ضربات على الأراضي الروسية، رفض التعليق على الهجوم.

ونفى مستشار الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولياك، شن كييف هجمات على موسكو، لكنه قال إن بلاده سعيدة بمشاهدة الأمر، وتتوقع زيادة عددها.

ولم يتضح على الفور الأهداف المقصودة من الهجوم.

ويُظهر مقطع تم التحقق منه بواسطة صحيفة نيويورك تايمز مبنى سكنيا مكونا من 25 طابقا في الضواحي الجنوبية الغربية لموسكو، وقد اشتعلت فيه النيران من الخارج. ويظهر الفيديو أيضا حطام جناح طائرة من دون طيار خارج المبنى مباشرة.

وتقع موسكو على بعد حوالي 500 كيلومتر من الحدود مع أوكرانيا. وكان هجوم الثلاثاء هو أول هجوم تضرب فيه طائرات من دون طيار مناطق سكنية في المدينة منذ الغزو الشامل لأوكرانيا.

وكانت روسيا أعلنت في الثالث من مايو إسقاط طائرتين مسيرتين استهدفتا الكرملين، المقر الرسمي للرئيس فلاديمير بوتين. واتهمت موسكو كييف بالوقوف وراء هذا الهجوم بينما نفت أوكرانيا أي صلة به.

ونفى الرئيس الروسي زيلنسكي علنا مسؤوليته، مؤكدا أن أوكرانيا تقاتل على أراضيها. وقال مسؤولو الاستخبارات الأميركية إن وحدة الجيش أو المخابرات الأوكرانية الخاصة دبرت على الأرجح الهجوم، وأن لديهم ثقة "منخفضة" في أن الحكومة الأوكرانية سمحت بذلك بشكل مباشر.

وأعرب المسؤولون الأميركيون عن قلقهم من أن الهجمات الأوكرانية على الأراضي الروسية يمكن أن تستفز بوتين دون أن يكون لها تأثير مباشر على ساحة المعركة، وهي أحد الأسباب التي دفعت واشنطن إلى عدم إرسال أسلحة إلى أوكرانيا يمكن استخدامها لضرب عمق روسيا، وفق نيويورك تايمز.

وأحد المخاوف أن الهجمات في روسيا يمكن أن تكون ذريعة لبوتين لتصعيد الحرب على غرار ضرب المباني الحكومية الرئيسية.

وتقول نيويورك تايمز إن العديد من الروس كانوا يرون أن التداعيات العسكرية للحرب في أوكرانيا لن تطالهم مباشرة، إلا أن الهجمات الأخيرة على موسكو يمكن أن تغير هذه النظرة، وربما تغير دعمهم لما يسميه الكرملين "العملية العسكرية الخاصة".

وذكر سكان موسكو أنهم سمعوا دوي انفجارات قبل الفجر. وشوهدت الشرطة تعمل في أحد مواقع تحطم طائرة مسيرة في جنوب غرب موسكو. تم تسييج منطقة بالقرب من مبنى سكني، ووضعت الشرطة حطام طائرة من دون طيار في صندوق قبل حمله بعيدا.

وفي موقع آخر، تحطمت نوافذ الشقق وظهرت علامات احتراق على واجهة المبنى.

وقال أحد كبار المشرعين الروس، أندريه كارتابولو، لموقع أخبار الأعمال الروسي rbc: "لدينا دولة كبيرة جدا وستكون هناك دائما ثغرة تمكن مسيرة من التحليق حول المناطق التي توجد بها أنظمة الدفاع الجوي".

وقال كارتابولوف إن الغرض من الهجمات هو إثارة غضب الشعب الروسي، مضيفا: "إنه عمل ترهيب يستهدف السكان المدنيين.. إنه مصمم لخلق موجة من الذعر".

وكان رد فعل الكرملين على الهجوم الأخير هادئا إلى حد كبير، وفق صحيفة نيويورك تايمز. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحفيين إن وزارة الدفاع "تصرفت بشكل جيد" في الرد.

وأضاف أن الرئيس الروسي تلقى معلومات عن الهجوم من مختلف الوكالات الحكومية، لكنه لا ينوي التوجه بخطاب إلى الأمة.

وردا على سؤال لوكالة أسوشيتد برس عما إذا كان هناك قلق في الكرملين من أن غزو أوكرانيا يعرض المدنيين الروس للخطر، قال بيسكوف إن الهجمات على روسيا تؤكد الحاجة إلى مواصلة الحرب.

وقالت المحللة السياسية الروسية في مركز كارنيغي،، تاتيانا ستانوفايا، في منشور على "تليغرام" إن سياسة الكرملين التقليل من أهمية الهجمات. وأضافت: "أنت تسأل، لماذا يتصرف بوتين على هذا النحو؟، هل حقا لا يفهم ويخشى العواقب؟ من الواضح أنه ليس خائفا".

وتأتي الهجمات بعد أسابيع من تجدد الضربات الجوية الروسية على العاصمة الأوكرانية كييف، وآخرها ضربات جوية روسية الثلاثاء، أسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقل.

وهزت انفجارات مدينة كييف نهار الاثنين، حيث استهدفت صواريخ باليستية روسية العاصمة الأوكرانية، بعد ساعات من هجوم ليلي على المدينة بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ كروز، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.

والأسبوع الماضي، كانت منطقة بيلغورود الحدودية الروسية هدفا لواحدة من أكبر الغارات عبر الحدود منذ بدء الحرب، أعلنت مسؤوليتها عنها مجموعتان من اليمين المتطرف مواليتان لأوكرانيا.

وقال مسؤولون في مدينة كراسنودار بجنوب روسيا بالقرب من شبه جزيرة القرم إن طائرتين من دون طيار قصفتا المدينة الجمعة وألحقتا أضرارا بمبان سكنية.

وقال محللون عسكريون أوكرانيون لأشوشيتد برس إن الهجوم الأوكراني المحتمل الأخير ربما شمل طائرات من دون طيار من طراز uj-22 بمدى يبلغ حوالي 1000 كيلومتر ويتم إنتاجها في أوكرانيا.

وقال المحلل، أوليه غدانوف، إن بعض طائرات uj-22 قادرة على الوصول إلى "موسكو وما وراءها"، لكنه أشار إلى أنها لا تستطيع الطيران سوى نصف المسافة وتحمل نصف حمولة مسيرات "شاهد" الإيرانية التي استخدمتها روسيا في الحرب.

ومع ذلك، قال زدانوف لوكالة أسوشيتد برس إن "الأسطورة تبددت" عن حصانة العاصمة الروسية.

ومنذ فبراير، عندما تحطمت طائرة uj-22 على بعد 100 كيلومتر من موسكو، اقتربت مسيرات أوكرانية في عدة مناسبات من العاصمة الروسية، وفق محللين تحدثوا للوكالة.

ملك الغرام
06-02-2023, 06:12 PM
لا عدمنا التميز و روعة الطرح
دمت لنا ودام تالقك الدائم
آرق التحايا