دموع القمر
06-23-2024, 10:49 AM
🌸أراد أن يوفق بين زوجتيه فاحتال لهما حيلة عجيبة
🔘يقول ابن الجوزي في كتابه الأذكياء : 📖
حَدثنِي رجل من بني نَوْفَل بن عبد منَاف قَالَ : لما أصَاب "نصيب" من المَال مَا أصَاب ، أي أصبح غنيًا ؛
وَكَانَ عِنْده أم محجن زوجته ،
وَكَانَت سَوْدَاء ، فاشتاق إِلَى الْبيَاض ،
فَتزَوج امْرَأَة سَرِيَّة بَيْضَاء ،
فَغضِبت أم محجن وَغَارَتْ عَلَيْهِ ،
فَقَالَ لَهَا :
وَالله يَا أم محجن مَا مثلي يغار عَلَيْهِ ،
إنِّي شيخ كَبِير ، وَمَا مثلك يغار ،
إنَّك لعجوز كَبِيرَة ، وَمَا أحد أكْرم عَليّ مِنْك ،
وَلَا أوجب حَقًا ؛
فجوزي هَذَا الْأَمر وَلَا تكدريه علي ؛ فرضيت بذلك ..
ثمَّ قَالَ لَهَا بعد ذَلِك :
هَل لَك أَن أجمع إِلَيْك زَوْجَتي الجديدة ؛
فَهُوَ أصلح لذات الْبَين ،
وألَمُّ للشعث ، وَأبْعد للشماتة
فَقَالَت : نعم ، وَأَعْطَاهَا دِينَار وَقَالَ لَهَا
: إنِّي أكره أَن ترى بك فقرًا فتفضُل عَلَيْكِ ؛ فاعملي لَهَا إِذا أَصبَحتْ عنْدك غَداءً بِهَذَا الدِّينَار ..
ثمَّ أَتَى زَوجته الجديدة فَقَالَ لَهَا
: إِنِّي أردْتُ أَن أجمعكِ إِلَى أم محجن غَدًا ،
وَهِي مُكرمتُك ،
وأكره أَن تفضل عَلَيْك أم محجن ؛
فَخذي هَذَا الدِّينَار فأهدي لَهَا بِهِ إِذا أَصبَحتِ عِنْدهَا غَدًا ؛
لِئَلَّا ترى بك فقرًا
، وَلَا تذكري لَهَا الدِّينَار ..
ثمَّ أَتَى صاحبًا لَهُ يستنصحه فَقَالَ
: إِنِّي أُرِيد أَن أجمع زَوْجَتي الجديدة إِلَى أم محجن غَدًا ،
فأتني مُسلمًا فَإِنِّي سأستجلسك للغداء
، فَإِذا تغذيت فسلني عَن أحبهما إِلَيّ ،
فَإِنِّي سأنفُرُ وأُعظم ذَلِك ،
فَإِذا أَبيتُ عَلَيْك أَن لَا أخْبر ؛ فاحلف عَليّ ..
فَلَمَّا كَانَ الْغَد ،
زارت زَوجته الجديدة أم محجن ،
وَمرَّ بِهِ صديقه فاستجلسه ،
فَلَمَّا تغذيا ،
أقبل الرجل عَلَيْهِ
فَقَالَ : يَا أَبَا محجن أحِبُّ أَن تُخبرنِي عَن أحَب زوجتيك إِلَيْك ، فَقَالَ :
سُبْحَانَ الله أتسألني عَن هَذَا وهما يسمعان ؟! مَا سَأَلَ عَن مثل هَذَا أحد ، قَالَ : فَإِنِّي أقسم عَلَيْك لتخبرني ، فوَاللَّه لا عَذرتُك وَلَا أَقبَل إِلَّا ذَاك ، قَالَ :
أمَا إِذْ فعلت ؛ أحبّهما إِلَيَّ صَاحِبَة الدِّينَار ، وَالله لَا أُزيدك على هَذَا شيئًا ، فَأَعْرَضت كل وَاحِدَة مِنْهُمَا تضحك ونفسها مسرورة ، وَهِي تظن أَنه عناها بذلك القَوْل.
🔘يقول ابن الجوزي في كتابه الأذكياء : 📖
حَدثنِي رجل من بني نَوْفَل بن عبد منَاف قَالَ : لما أصَاب "نصيب" من المَال مَا أصَاب ، أي أصبح غنيًا ؛
وَكَانَ عِنْده أم محجن زوجته ،
وَكَانَت سَوْدَاء ، فاشتاق إِلَى الْبيَاض ،
فَتزَوج امْرَأَة سَرِيَّة بَيْضَاء ،
فَغضِبت أم محجن وَغَارَتْ عَلَيْهِ ،
فَقَالَ لَهَا :
وَالله يَا أم محجن مَا مثلي يغار عَلَيْهِ ،
إنِّي شيخ كَبِير ، وَمَا مثلك يغار ،
إنَّك لعجوز كَبِيرَة ، وَمَا أحد أكْرم عَليّ مِنْك ،
وَلَا أوجب حَقًا ؛
فجوزي هَذَا الْأَمر وَلَا تكدريه علي ؛ فرضيت بذلك ..
ثمَّ قَالَ لَهَا بعد ذَلِك :
هَل لَك أَن أجمع إِلَيْك زَوْجَتي الجديدة ؛
فَهُوَ أصلح لذات الْبَين ،
وألَمُّ للشعث ، وَأبْعد للشماتة
فَقَالَت : نعم ، وَأَعْطَاهَا دِينَار وَقَالَ لَهَا
: إنِّي أكره أَن ترى بك فقرًا فتفضُل عَلَيْكِ ؛ فاعملي لَهَا إِذا أَصبَحتْ عنْدك غَداءً بِهَذَا الدِّينَار ..
ثمَّ أَتَى زَوجته الجديدة فَقَالَ لَهَا
: إِنِّي أردْتُ أَن أجمعكِ إِلَى أم محجن غَدًا ،
وَهِي مُكرمتُك ،
وأكره أَن تفضل عَلَيْك أم محجن ؛
فَخذي هَذَا الدِّينَار فأهدي لَهَا بِهِ إِذا أَصبَحتِ عِنْدهَا غَدًا ؛
لِئَلَّا ترى بك فقرًا
، وَلَا تذكري لَهَا الدِّينَار ..
ثمَّ أَتَى صاحبًا لَهُ يستنصحه فَقَالَ
: إِنِّي أُرِيد أَن أجمع زَوْجَتي الجديدة إِلَى أم محجن غَدًا ،
فأتني مُسلمًا فَإِنِّي سأستجلسك للغداء
، فَإِذا تغذيت فسلني عَن أحبهما إِلَيّ ،
فَإِنِّي سأنفُرُ وأُعظم ذَلِك ،
فَإِذا أَبيتُ عَلَيْك أَن لَا أخْبر ؛ فاحلف عَليّ ..
فَلَمَّا كَانَ الْغَد ،
زارت زَوجته الجديدة أم محجن ،
وَمرَّ بِهِ صديقه فاستجلسه ،
فَلَمَّا تغذيا ،
أقبل الرجل عَلَيْهِ
فَقَالَ : يَا أَبَا محجن أحِبُّ أَن تُخبرنِي عَن أحَب زوجتيك إِلَيْك ، فَقَالَ :
سُبْحَانَ الله أتسألني عَن هَذَا وهما يسمعان ؟! مَا سَأَلَ عَن مثل هَذَا أحد ، قَالَ : فَإِنِّي أقسم عَلَيْك لتخبرني ، فوَاللَّه لا عَذرتُك وَلَا أَقبَل إِلَّا ذَاك ، قَالَ :
أمَا إِذْ فعلت ؛ أحبّهما إِلَيَّ صَاحِبَة الدِّينَار ، وَالله لَا أُزيدك على هَذَا شيئًا ، فَأَعْرَضت كل وَاحِدَة مِنْهُمَا تضحك ونفسها مسرورة ، وَهِي تظن أَنه عناها بذلك القَوْل.