المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة تعرف على القرآن الكريم


الشيخ خالد الهاشمي
04-01-2019, 08:17 PM
ا
http://1.bp.blogspot.com/-ExFCD1JPyN0/U9g-pAdr16I/AAAAAAAAAgw/E529gEkyO5M/s1600/1.jpg

لحمد لله رب العالمين
حمداً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربُّنا ويرضى
وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه
غير مَكْفِيٍّ ولا مكفورٍ ولا مودَّعٍ ولا مستغني عنه ربُّنا
ونسأله أن يوزعنا شكر نعمته ، وأن يوفِّقنا لأداء حقه
وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
وصلى الله وسلم وبارك على خاتم المرسلين
محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
القرآن كتاب الله المكرم وكلمه المعظم
وفضله على سائر الكلام كفضل الله على سائرخلقه
وقد ختم الله به الرسالات ، وجعله مهيمنا على كل ما سبقه من الكتب :
{ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِمِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ }
المائدة : 48 وهذا الكتاب العظيم هو باب الهداية الأعظم
وطريق النجاة الأقوم ، ففيه الهداية منالضلال

والبصيرة من العمى ، والنور الذي يكشف الظلمات .
فهو لأهل الإيمان هدى يهديقلوبهم وينير طريقهم
ليسيروا فيه على بصيرة :
{ ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِهُدىً لِلْمُتَّقِينَ }
البقرة : 2
إن هذا الكتاب هو حقا كلام الله تعالى يميل كل قلب
مهتد إلى ما يناسب حاله منه .
فماعلينا نحن إلا أن نوقره لكل من نقدر أن نوصله إليهم
ليتناولوا منه ما يشتهونفيهتدون .
وصدق الله العظيم حيث قال :
{ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ، يَهْدِيبِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ
سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَالظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ
وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
المائدة
وقال تعالى :
{ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ }
الحجر : 87
وقال تعالى :
{ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ
الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }
الإسراء : 9
وقال عز وجل :
{ طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ }
النمل : 1
وقال رب العزة :
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }
محمد : 24
وقال الرحمن :
{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }
القمر : 17
فى هذة الآية يقول رب العزة :
ولقد سَهَّلنا لفظ القرآن للتلاوة والحفظ , ومعانيه للفهم وللتدبر
لمن أراد أن يتذكر ويعتبر , فهل من متعظ به ؟
وفي هذا حثٌّ على الاستكثار من تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه

وفى القرآن الكريم قصص وأخبار الأمم السابقة
لكى نتعظ ونعتبر منها ونتعلم من أخطائهم .
كما أن فيه من الأحكام الشرعية الواجب
معرفتها لنحكم بها حتى تسعد أمتنا .
عن علي رضى الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" كتاب الله فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم
هو الفصل ليس بالهزل ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء
ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة رد ، ولا تنقضي عجائبه
هو الذي من تركه من جبار قصمه الله
ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله
هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم
هو الذي من عمل به أجر ، ومن حكم به عدل
ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم خذها إليك يا أعور "
والله أعلى وأعلم

♥ تعريف القرآن الكريم :
* لغة : مصدر قرأ بمعني تلا
على أصح الآراء مصدر على وزن فُعلان ، كالغُفران ، بمعنى القراءة

قال تعالى :
{ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }
القيامة : 17- 18
* اصطلاحاً : هو كلام الله القديم المعجز المُنَزل
على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
بلسان عربي مبين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور
ويهديهم إلى صراطه المستقيم
قال تعالى :
{ الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }
إبراهيم : 1
والذي نزل بالقرآن من عند الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ملك الوحى " جبريل " عليه السلام
وهو أحد الملائكة المقربين الكرام
قال تعالى عنه :
{ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ 192 نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ 193
عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ 194 بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ 195 }
الشعراء
وهو المكتوب بالمصاحف المنقول إلينا بالتواتر المُُتعَّبد بتلاوته
المبدوء بسورة الفاتحة والمختومبسورة الناس
وهو آخر الكتب السماوية .
والقرآن الكريم هو المعجزة الخالدة التي تحدى الله عز وجل
بها العرب أجمعين على أن يأتوا بمثله أو بعشر سور منه
أو أن يأتوا بسورة واحدة فقط فعجزوا على الرغم من بلاغتهم وفصاحتهم
فقال تعالى :
{ وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ }
البقرة : 23
أى : وإن كنتم - أيها الكافرون المعاندون- في شَكٍّ من القرآن
الذي نَزَّلناه على عبدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وتزعمون أنه ليس من عند الله , فهاتوا سورة تماثل سورة من القرآن
فقال تعالى :
{ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ
مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }
هود : 13
أى : أيقول هؤلاء المشركون من أهل " مكة ":
إن محمدًا قد افترى هذا القرآن ؟
قل لهم : إن كان الأمر كما تزعمون فأتوا بعشر سور مثله مفتريات
وادعوا من استطعتم من جميع خلق الله ليساعدوكم على الإتيان
بهذه السور العشر , إن كنتم صادقين في دعواكم

ومازال ذلك التحدي قائمًا شامخًا ليس للعرب فقط
بل للإنس والجن أجمعين على مر العصور
** ومن جمال لغة القرآن قال فيه ألد أعدائه
- الوليد بن المغيرة لكفار قريش :
" والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاماً ما هو من كلام الإنس
ولا من كلام الجن ، إن لهلحلاوة ، وان عليه لطلاوة
وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه ليعلو وما يعلى عليه "
والله أعلى وأعلم


♥ تنزلات القرآن الكريم
التنزل الأول:
نزوله إلى اللوح المحفوظ بطريقة ووقت لا يعلمها إلا الله
ومن أطلعه على غيبهوكان جملة لا مفرقاً
وذلك ظاهر من قوله تعالى:
{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}
البروج: 21 - 22 .
التنزل الثاني :
النزول من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا
ويظهر من خلال الآيات القرآنية التي يستدل بها على هذا النزول
ما يفيد بأن القرآن نزل في ليلة واحدة إلى السماء الدنيا
ووصفها القرآن: بمباركة، وسماها تارة ليلة القدر
وهي في رمضان ونزل جملة واحدة
اللوح المحفوظ هو :
عالم علوي عظيم جعله الله تعالى من أعظم المظاهر
الدالة على عظمة علمه تعالى وحكمته وقدرته النافذة في الأكوان
ويختص اللوح المحفوظ بكونه مشتملاً على تسجيل
ما قضى الله وقدروما كان وما سيكون .
التنزل الثالث:
النزول من السماء الدنيا من بيت العزة على قلب خاتم الأنبياءوالمرسلين
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلموهي المرحلة الأخيرة
التي شعّ منها النور على البشرية جمعاء

نزل به جبريل على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم منجماً أى مفرقاً
* كان بداية نزول القرآن فى السابع عشر من شهر رمضان
سنة ثلاث عشر قبل الهجرة ولم ينزل القرآن على النبي
- صلى الله عليه و سلم - جملة واحدة بل استمر نزوله متفرقاً
فى ثلاث وعشرين سنة حسب الحوادث والطوارىء
وما يتدرج من تشريع , منها ثلاث عشر سنة فى مكة
وعشر سنوات بالمدينة بعد الهجرة
قال تعالى :
{ وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }
الإسراء : 106
وقد نزل القرآن العظيم فى أعظم ليلة هى ليلة القدر فى شهر رمضان


قال تعالى :
{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ }
القدر : 1
وقال تعالى :
{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ 3 فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}
الدخان 4
وقال تعالى :
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ
وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }
البقرة : 185
والله أعلى وأعلم
لذلك قسم العلماء رحمهم الله تعالى القرآن إلى قسمين
من حيث مكان نزوله إلى :
** مكى ** مدنى
♥القرآن المكي :
ويتميز القسم المكي عن المدني من حيث الأسلوب والموضوع
هو ما نزل من القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه و سلم
- قبل الهجرة من " مكة " إلى " المدينة "
ويبلغ عدد السور المكية (86) سورة .
أما من حيث الأسلوب فهو :
* الغالب في المكي قوة الأسلوب ، وشدة الخطاب
لأن غالب المخاطبين معرضون مستكبرون ولا يليق بهم إلا ذلك
أقرأ سورتي المدثر ، والقمر .
* الغالب في المكي تقرير التوحيد والعقيدة السليمة
خصوصا ما يتعلق بتوحيد الألوهية والإيمان بالبعث
لأن غالب المخاطبين ينكرون ذلك .
* الغالب في المكي قصر الآيات ، وقوة المحاجة
لأن غالب المخاطبين معاندون مشاقون فخوطبوا بما تقتضيه حالهم

وأما من حيث الموضوع فهو :
* الغالب في المكي تقرير التوحيد والعقيدة السليمة
خصوصا ما يتعلق بتوحيد الألوهية والإيمان بالبعث
لأن غالب المخاطبين ينكرون ذلك .
♥ القرآن المدني:
هو ما نزل من القرآن على النبي صلى الله عليه و سلم -
بعد الهجرة إلى" المدينة "
ويبلغ عدد السور المدنية (28) سورة .
أما من حيث الأسلوب فهو :
* فالغالب في المدنى أسلوبه البين ، وسهولة الخطاب
لأن غالب المخاطبين مقبلون منقادون أقرا سورة المائدة

* الغالب فيه تفصيل العبادات والمعاملات
لأن المخاطبين قد تقرر في نفوسهم التوحيد والعقيدة السليمة
فهم في حاجة لتفصيل العبادات والمعاملات

وأما من حيث الموضوع فهو :
* فالغالب في المدنى تفصيل العبادات والمعاملات
لأن المخاطبين قد تقرر في نفوسهم التوحيد والعقيدة السليمة
فهم في حاجة لتفصيل العبادات والمعاملات .

* الإفاضة في ذكر الجهاد وأحكامه والمنافقين
وأحوالهم في القسم المدني لاقتضاء الحال ذلك حيث شرع الجهاد
وظهر النفاق بخلاف القسم المكي




الشيخ خالد

ملك الغرام
04-02-2019, 07:21 AM
يجزانا واياك كل خير
وبارك الله فيك

الامير
04-03-2019, 05:04 AM
ذوووق راقي ..
طرح بقمة الروعه والجمال..
تسلم أناملك ع الموضوع الانيق ..
بانتظار جديدك بكل شوق..
يعطيك الف عافيه..
تحياتي..

ترانيم ألشجن
04-03-2019, 11:08 AM
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء
http://www.hamasatdamad.com/upload/uploads/1534116984981.gif

ترانيم ألشجن
04-03-2019, 11:10 AM
ينقل الي قسم القران الكريم

عاشق الجنان
05-30-2019, 07:06 AM
(’)
.
دَام عَطَائِكْ. . يَآطُهرْ..
وَلَا حَرَّمْنَا أَنْتَقَائ ِكْ الْمُمَيِّ ز وَالْمُخْت َلِف دَائِمَا
حَفِظَك الْلَّه مِن كُل مَكْرُوْه ..
*
تَحِيّه مُعَطَّرَه بِالْمِسْك .., ,

نبراس القلم
06-14-2019, 07:54 AM
جَزآك اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ ..،
جَعَلَ يومَك نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُ الله في مُوآزيَنَ آعمآلَك
دَآمَ لَنآ عَطآئُك ..

جنة الروح
09-07-2020, 08:55 AM
جزيت خيرا
ربي يعطيك العافيه
تحيتي لك
https://c.top4top.io/p_1689te8ph0.gif