اثير حلم
04-22-2019, 06:59 PM
https://modo3.com/thumbs/fit630x300/78044/1477682565/%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%AA_%D8%B9%D9 %86_%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%82_%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D8%A8.jpg
بقلم : عبد الله البنين
22 ابريل 2019
في الفلسفة اليونانية قيل قديما : " أعطني أملا ولو كان كاذبا "
كأن المقصد نبيلا في ظاهره أو على وجه العموم، والهدف ساميا بالتبشير بالخير، لكيلا تصدم الأنفس بواقع الحياة المرير. لأن النفس جبلت على محبة وكسب الكثير في أوجه الخير، ولأنها دوما تحتاج لان تسمع خبر كل ما هو واعد وجميل. بالضبط كالورود الجميلة اليانعة، رؤيتها تبهج النفس، وتبعث منها انطباعا أجمل، بغض النظر أحيانا عن رائحتها الزكية الغائبة، فرؤية الورود الجميلة وعبقها كالحلم الجميل الواعد بالارتياح. والأهلون يهبوا أرواح أبنائهم أمالا مستقبلية واعدة وجميلة، لجلب الفائدة، وللتغلب والانتصار على عوائق ومصاعب الحياة، ولا شك أن الغرض هو التشجيع وإذكاء وتغذية الأرواح والأنفس بالقدرة والحماسة والإبداع. وليس الهدف طبعا قطعا اجترار الكذبة بآمال زائفة وخداع، ولاشك أيضا أن الأبناء يقدرون و يثمنون مقدرة الآباء وكفاءتهم على العطاء، ويحبون هذه الوعود الرائعة ويصدقونها، ولا ينعتون ويصفون وعود أهليهم ومحبيهم بالكذب مهما تأخرت تلك الوعود الجميلة، بيد أنهم يلجئون بالود والتقرب الى التذكير لكسب رضاء الجميع، بالضبط كما يفعل القادة والمدراء والرؤساء حين يعدوا موظفيهم بالهدايا والترقيات وحينما يعد المعلمون طلابهم بالنجاح وهدية النجاح. من وجهة نظري الفلسفية ليس كل ما يعد به الآباء أبناءهم كذبا أو خداع، بل هو شحذ محفز للطاقات وتدريب على الصبر والكفاءة وتقوية الهمم وصقل المواهب والاستعداد والإبداع. لكن من المهم جدا هو الانتباه الى أهمية عدم الإسراف الغير مبرر والتمادي في كيل الوعود المستقبلية، ويجب تقنينها حسب القدرة والإمكان وتقديرها بالعطاء، لان الجانب السلبي الخفي نتيجة عدم الوفاء بالوعود الصادقة، قد تكون لها نتائج وارتدادات مخيبة جدا ومدمرة للآمال، وقد تؤدي أيضا الى حالات شعور بعدم الرضا والثقة والكبت والإحباط، والنكث بالوعود والنكوص وعدم التصديق والثقة بما هو وارد من وعود مستقبلية لذات المصدر. لذلك من المهم جدا من الذين يعدون غيرهم بشيء ما مادي أو معنوي، الوفاء بالوعود المستقبلية المؤجلة والمتأخرة. نظرا لأهمية صدق الأمل الواعد المنظور في حياة الكثير، ولكي لا تتحول تلك الوعود في الحقيقة والواقع في نفوس وحياة البعض الى آمال مخيبة، تجعل مشاعرهم وأحاسيسهم على غير ثقة ومصداقية بآخرين ليسوا لهم علاقة مما حدث من نكص أو نقص أو نكث بالوعد والعهد والله أعلم بمن خلق .
بقلم : عبد الله البنين
22 ابريل 2019
في الفلسفة اليونانية قيل قديما : " أعطني أملا ولو كان كاذبا "
كأن المقصد نبيلا في ظاهره أو على وجه العموم، والهدف ساميا بالتبشير بالخير، لكيلا تصدم الأنفس بواقع الحياة المرير. لأن النفس جبلت على محبة وكسب الكثير في أوجه الخير، ولأنها دوما تحتاج لان تسمع خبر كل ما هو واعد وجميل. بالضبط كالورود الجميلة اليانعة، رؤيتها تبهج النفس، وتبعث منها انطباعا أجمل، بغض النظر أحيانا عن رائحتها الزكية الغائبة، فرؤية الورود الجميلة وعبقها كالحلم الجميل الواعد بالارتياح. والأهلون يهبوا أرواح أبنائهم أمالا مستقبلية واعدة وجميلة، لجلب الفائدة، وللتغلب والانتصار على عوائق ومصاعب الحياة، ولا شك أن الغرض هو التشجيع وإذكاء وتغذية الأرواح والأنفس بالقدرة والحماسة والإبداع. وليس الهدف طبعا قطعا اجترار الكذبة بآمال زائفة وخداع، ولاشك أيضا أن الأبناء يقدرون و يثمنون مقدرة الآباء وكفاءتهم على العطاء، ويحبون هذه الوعود الرائعة ويصدقونها، ولا ينعتون ويصفون وعود أهليهم ومحبيهم بالكذب مهما تأخرت تلك الوعود الجميلة، بيد أنهم يلجئون بالود والتقرب الى التذكير لكسب رضاء الجميع، بالضبط كما يفعل القادة والمدراء والرؤساء حين يعدوا موظفيهم بالهدايا والترقيات وحينما يعد المعلمون طلابهم بالنجاح وهدية النجاح. من وجهة نظري الفلسفية ليس كل ما يعد به الآباء أبناءهم كذبا أو خداع، بل هو شحذ محفز للطاقات وتدريب على الصبر والكفاءة وتقوية الهمم وصقل المواهب والاستعداد والإبداع. لكن من المهم جدا هو الانتباه الى أهمية عدم الإسراف الغير مبرر والتمادي في كيل الوعود المستقبلية، ويجب تقنينها حسب القدرة والإمكان وتقديرها بالعطاء، لان الجانب السلبي الخفي نتيجة عدم الوفاء بالوعود الصادقة، قد تكون لها نتائج وارتدادات مخيبة جدا ومدمرة للآمال، وقد تؤدي أيضا الى حالات شعور بعدم الرضا والثقة والكبت والإحباط، والنكث بالوعود والنكوص وعدم التصديق والثقة بما هو وارد من وعود مستقبلية لذات المصدر. لذلك من المهم جدا من الذين يعدون غيرهم بشيء ما مادي أو معنوي، الوفاء بالوعود المستقبلية المؤجلة والمتأخرة. نظرا لأهمية صدق الأمل الواعد المنظور في حياة الكثير، ولكي لا تتحول تلك الوعود في الحقيقة والواقع في نفوس وحياة البعض الى آمال مخيبة، تجعل مشاعرهم وأحاسيسهم على غير ثقة ومصداقية بآخرين ليسوا لهم علاقة مما حدث من نكص أو نقص أو نكث بالوعد والعهد والله أعلم بمن خلق .