اثير حلم
07-04-2019, 11:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
https://1.top4top.net/p_1280diu922.jpg
أرواح مجندة
بقلم : عبد الله البنين
أؤمن أن سبعة آلاف لغة في هذا العالم ليس بمقدورها أحيانا أن تترجم حقيقة ما يختلج بالقلوب من أحاسيس ومشاعر.
فما كل من صاغ عِباراتٍ الحُبِ وتغنى به، بلغ ذروة سنام الحب والإخلاص. الحُب شعورٌ وإحساس وإيمان ولحظاتٍ جميلةِ يعيشها قلبٌ، لاشك أنَّ كلاً يمرُ مِنَ تحتِ ظِلاّل سقيفتةِ للولوجِ إلىَ أطيافِ فضائه الفسيح، نمضيْ بالروح ونخوضُ التجربةِ. نقع في شراكِه دونَ معرفةِ تفاصيل موجبهِ، وما هيةِ حدود حُظوظهِ، وإمكانية مقدرتنا للتفاعل مع نتائج ظروفهِ، نلج في البدايةِ الى عالمهِ الخفيْ ، فإنَ كانَ عذريا، شرعنا في تلوينِ شعاراتهِ واختيارِ وتجميل طيوفه التيْ نسردُها في خيالاتنا، و أزدلفنا بتنميقِ أحوالنا وأوضاعناَ، ولبسنا جلبابهِ الفضفاض و درجنا في ضفاف حُدودهِ. وحيينا لحظاتنا بتناغم حالم جميل، وفي لحظة مارقةٍ نتغافل و نتجاهل ونخفيْ بعضاً من حقائقَ شخصيتنا وصفاتنا وأسلوب ونمط حياتنا وظروفنا الماديةَ عن من نحبهم، نهتم ونبرعُ دون تفريطٍ في العناية بطريقةِ ظهورنا أمام الغير على أن تكون صورةٍ ملائكيةٍ نزيهةٍ، لا تُظهر حقيقة ما يواجهنا من متاعب ومصاعب الحياةِ، لأن ظرف الحب الذي نعيشهُ يتطلب منا إظهار ما في النفس من جمالٍ لحظيْ ظريفٍ لا يستوجب إظهار حَقائقَ واقع الحَال، الذي أوجبنا إخفاءه، لخوفنا أن الصّدف الجميلة الحالمة تمنحنا فرصَة لاكتشاف عالما آسرا جميل من حياة الآخرين، ونخشى أن تضيع منا أجمل فرصَة في الحياة ما لم نبرع ونتقن أسلوب الحب وفن الكلام ، وإن أبدينا للحبيب شقاً من معاناتنا من ضغوط الحياة، و زعمنا أننا تغلبنا على مصاعب الحياة ببطولة بفضلِ إصرار وإرادة وحكمةِ وذكاءَ وخرجنا بلا مشكلاتٍ. مقابل حالة حب وليد يتطلب منا جرأة ورحمة وتواضعا. يبقى أن هناك فئة بارعة في تقييف وتكييف حالها بأجمل الحلل، تضيفها ولو بشكل مؤقت لحياتها. وتحسب لكل شيء حسابه، لإخفاء كل الصور المعتمة في ذاتها عن حبها الوليد . لكن ماذا لو ظلت الأيام بالمرصاد وراء ما نخفيه من حقائق في الصدور ، لا غرو أن الأيام بفضل عنايةِ محكمةِ لن تدع بعضا كما يشتهيْ، فقد أمهلتْهم، و فاجأتنا بنسف كل مزدلف واهٍ ومن وراءه حلم جميل، تسير بنا الأيام تسطر الحقائق مرحلة تلو أخرى لتصلنا بآخر نقطة في محطتها الأخيرة، تدفعنا تجاه المصير، بإرادتنا بطريقةِ اخترنا فيها درجة المسير، بعدوة قصوى أو ببطء وهرولةِ الناجون في سفينةِ الحب تغشاهم سكينةِ صلاتهم إن أخلصوا فيْ نية وسريرةِ الحب المخلص ،
الود الوفائي :
نأتي الحب بإرادتنا لشيء في نفسِ المريد، بحبٍ عذري أو بغيره، ونُلقي شبك حظوظنا في بحر الأيامِ وهي تتولى سرائره .
حُب المودةِ والتراحمِ بيننا يغيب تماما عن مسرح حياتنا الفاضلة، إذ لا يسطع ضياءه إلا من خلال المصالح والمنافعِ الشّخصيةِ، أبسط ما في الحياةِ، إلقاء السَّلامِ، قد يضعنا في مشكلة مع من لا نعرفه فينظر ألينا بتعجب وازدراء. مشاعر وأحاسيس أناس كثر تحتاجُ الى فلترة وتنقية هواء لمعرفة حقيقة مكنونه الذاتي، إن كان يمنح الحب للغير بصدق وأمانة. لاشك أن اهتمامنا بمن نحبهم هو شيء جميل للغايةِ، وأن يصل الاهتمام إلى درجة مصادرة ممتلكات عقل وقلب وإنسانية من نحب و نستأثر بها لصالح أنفسنا فهي أنانية رّق وعبودية، كونها تصادَر حرية إنسان منحه الله كرامة وحق حياة. في هذا الزمن الذكي ليس بمقدور أيّ أحدٍ أن يتلهىَ بمشاعرِ آخر، مستحوذا عليها واستمالتها بفنون كلامِ معسول مهما بلغت درجة مستوى التزين والتزلف. كونْ للأنفس والقلوب أرواحا مُجندةٍ، سّلطانُها المتحكم هدايةٍ رب العالمين. ومهما حاولَ فردُ أنْ يستجلب حُب وود قلبٍ بوسائل ماديةٍ دون مشيئة الرب فإن ذلك لا يتحقق. إنَ الروحَ وَجُندها الخفيةَ تربطُ المشاعر برابطة التخاطرِ المُرسَل والملقى على الذاتِ سواء مع الأحياء أو مع الأموات منْ خلالِ منطقةٍ فاصلةٍ بينَ دنيا الحياةِ وعالم الموتِ ، في حال يقظة أو ساعة منام. مجرد برهة تُسنطَقُ الذاتِ وتتواصلُ بذواتٍ وأرواح غائبةٍ رَحمةٍ من الله. في أكبر تحدٍ للذينَ يظنونَ أنهم يحكمون سيطرتهم على عقول وأفئدة من يحبونهم. حينما لا توجد تسمية واضحة لعلاقة قائمة بين شخصين، في مجتمع ما تفشل العلاقة مع احتمالية أن يكون سببٌ الفشل عامل خارجيْ قام على إجهاض العلاقة بطريقة ما أو بأخرى، بسبب غِيرةٍ أو حسد، توجد لدى البعض قناعات خاصة لا تحبذ توضيح سبب علاقتهم بالآخرين كون ذلك يعد أمرا خاص بهم وبمن تربطهم علاقة، وليس لما عداهم شأن بما يخص اختيارهم وحقوقهم وحريتهم المطلقةِ.
ربما تحتاجُ الذواتُ برهةً إلى فلترةٍ جيدةٍ لتنقيتها من الشوائبِ العالقةِ بها على مر الزَمنِ لاستجلاء حقائقِ لا يطالها زَيفٍ أو تَزلفٍ وتملقٍ. أؤمن أن سبعة آلاف لغة حول العالم ليس بمقدورها أحيانا أن تترجم حقيقة صدق المشاعر.
https://1.top4top.net/p_1280diu922.jpg
أرواح مجندة
بقلم : عبد الله البنين
أؤمن أن سبعة آلاف لغة في هذا العالم ليس بمقدورها أحيانا أن تترجم حقيقة ما يختلج بالقلوب من أحاسيس ومشاعر.
فما كل من صاغ عِباراتٍ الحُبِ وتغنى به، بلغ ذروة سنام الحب والإخلاص. الحُب شعورٌ وإحساس وإيمان ولحظاتٍ جميلةِ يعيشها قلبٌ، لاشك أنَّ كلاً يمرُ مِنَ تحتِ ظِلاّل سقيفتةِ للولوجِ إلىَ أطيافِ فضائه الفسيح، نمضيْ بالروح ونخوضُ التجربةِ. نقع في شراكِه دونَ معرفةِ تفاصيل موجبهِ، وما هيةِ حدود حُظوظهِ، وإمكانية مقدرتنا للتفاعل مع نتائج ظروفهِ، نلج في البدايةِ الى عالمهِ الخفيْ ، فإنَ كانَ عذريا، شرعنا في تلوينِ شعاراتهِ واختيارِ وتجميل طيوفه التيْ نسردُها في خيالاتنا، و أزدلفنا بتنميقِ أحوالنا وأوضاعناَ، ولبسنا جلبابهِ الفضفاض و درجنا في ضفاف حُدودهِ. وحيينا لحظاتنا بتناغم حالم جميل، وفي لحظة مارقةٍ نتغافل و نتجاهل ونخفيْ بعضاً من حقائقَ شخصيتنا وصفاتنا وأسلوب ونمط حياتنا وظروفنا الماديةَ عن من نحبهم، نهتم ونبرعُ دون تفريطٍ في العناية بطريقةِ ظهورنا أمام الغير على أن تكون صورةٍ ملائكيةٍ نزيهةٍ، لا تُظهر حقيقة ما يواجهنا من متاعب ومصاعب الحياةِ، لأن ظرف الحب الذي نعيشهُ يتطلب منا إظهار ما في النفس من جمالٍ لحظيْ ظريفٍ لا يستوجب إظهار حَقائقَ واقع الحَال، الذي أوجبنا إخفاءه، لخوفنا أن الصّدف الجميلة الحالمة تمنحنا فرصَة لاكتشاف عالما آسرا جميل من حياة الآخرين، ونخشى أن تضيع منا أجمل فرصَة في الحياة ما لم نبرع ونتقن أسلوب الحب وفن الكلام ، وإن أبدينا للحبيب شقاً من معاناتنا من ضغوط الحياة، و زعمنا أننا تغلبنا على مصاعب الحياة ببطولة بفضلِ إصرار وإرادة وحكمةِ وذكاءَ وخرجنا بلا مشكلاتٍ. مقابل حالة حب وليد يتطلب منا جرأة ورحمة وتواضعا. يبقى أن هناك فئة بارعة في تقييف وتكييف حالها بأجمل الحلل، تضيفها ولو بشكل مؤقت لحياتها. وتحسب لكل شيء حسابه، لإخفاء كل الصور المعتمة في ذاتها عن حبها الوليد . لكن ماذا لو ظلت الأيام بالمرصاد وراء ما نخفيه من حقائق في الصدور ، لا غرو أن الأيام بفضل عنايةِ محكمةِ لن تدع بعضا كما يشتهيْ، فقد أمهلتْهم، و فاجأتنا بنسف كل مزدلف واهٍ ومن وراءه حلم جميل، تسير بنا الأيام تسطر الحقائق مرحلة تلو أخرى لتصلنا بآخر نقطة في محطتها الأخيرة، تدفعنا تجاه المصير، بإرادتنا بطريقةِ اخترنا فيها درجة المسير، بعدوة قصوى أو ببطء وهرولةِ الناجون في سفينةِ الحب تغشاهم سكينةِ صلاتهم إن أخلصوا فيْ نية وسريرةِ الحب المخلص ،
الود الوفائي :
نأتي الحب بإرادتنا لشيء في نفسِ المريد، بحبٍ عذري أو بغيره، ونُلقي شبك حظوظنا في بحر الأيامِ وهي تتولى سرائره .
حُب المودةِ والتراحمِ بيننا يغيب تماما عن مسرح حياتنا الفاضلة، إذ لا يسطع ضياءه إلا من خلال المصالح والمنافعِ الشّخصيةِ، أبسط ما في الحياةِ، إلقاء السَّلامِ، قد يضعنا في مشكلة مع من لا نعرفه فينظر ألينا بتعجب وازدراء. مشاعر وأحاسيس أناس كثر تحتاجُ الى فلترة وتنقية هواء لمعرفة حقيقة مكنونه الذاتي، إن كان يمنح الحب للغير بصدق وأمانة. لاشك أن اهتمامنا بمن نحبهم هو شيء جميل للغايةِ، وأن يصل الاهتمام إلى درجة مصادرة ممتلكات عقل وقلب وإنسانية من نحب و نستأثر بها لصالح أنفسنا فهي أنانية رّق وعبودية، كونها تصادَر حرية إنسان منحه الله كرامة وحق حياة. في هذا الزمن الذكي ليس بمقدور أيّ أحدٍ أن يتلهىَ بمشاعرِ آخر، مستحوذا عليها واستمالتها بفنون كلامِ معسول مهما بلغت درجة مستوى التزين والتزلف. كونْ للأنفس والقلوب أرواحا مُجندةٍ، سّلطانُها المتحكم هدايةٍ رب العالمين. ومهما حاولَ فردُ أنْ يستجلب حُب وود قلبٍ بوسائل ماديةٍ دون مشيئة الرب فإن ذلك لا يتحقق. إنَ الروحَ وَجُندها الخفيةَ تربطُ المشاعر برابطة التخاطرِ المُرسَل والملقى على الذاتِ سواء مع الأحياء أو مع الأموات منْ خلالِ منطقةٍ فاصلةٍ بينَ دنيا الحياةِ وعالم الموتِ ، في حال يقظة أو ساعة منام. مجرد برهة تُسنطَقُ الذاتِ وتتواصلُ بذواتٍ وأرواح غائبةٍ رَحمةٍ من الله. في أكبر تحدٍ للذينَ يظنونَ أنهم يحكمون سيطرتهم على عقول وأفئدة من يحبونهم. حينما لا توجد تسمية واضحة لعلاقة قائمة بين شخصين، في مجتمع ما تفشل العلاقة مع احتمالية أن يكون سببٌ الفشل عامل خارجيْ قام على إجهاض العلاقة بطريقة ما أو بأخرى، بسبب غِيرةٍ أو حسد، توجد لدى البعض قناعات خاصة لا تحبذ توضيح سبب علاقتهم بالآخرين كون ذلك يعد أمرا خاص بهم وبمن تربطهم علاقة، وليس لما عداهم شأن بما يخص اختيارهم وحقوقهم وحريتهم المطلقةِ.
ربما تحتاجُ الذواتُ برهةً إلى فلترةٍ جيدةٍ لتنقيتها من الشوائبِ العالقةِ بها على مر الزَمنِ لاستجلاء حقائقِ لا يطالها زَيفٍ أو تَزلفٍ وتملقٍ. أؤمن أن سبعة آلاف لغة حول العالم ليس بمقدورها أحيانا أن تترجم حقيقة صدق المشاعر.