المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المحبة صلة والوفاء جمال


اثير حلم
10-08-2018, 04:29 PM
المَحَبّةُ صِلةٌ والوفاءُ جمالٌ
بقلم : عبد الله البنين
16.7.2018 Mon
تمهيد :
المَحَبّةُ صِلةٌ، والوفاءُ جمالٌ، طريقهما مَعبّدٌ بنورِ الرَّضا والأمانِ، حُظُوظُ قلوبِ يصدّقُهَا الأنقياءِ الأتقياء. والأوفياءَ قلوبُهمْ جَنةٌ تملأُها السّعادَةَ والانشراحُ لا يَخْسَرُونَ الحُب ولا الحبيبَ، تظلُ نفوسهمْ عَامرةٌ بالمحبةِ بالوفاءِ، وإنْ ناءَتْ بهمْ صروفُ وظروفُ الأيامِ أو تعقدْتِ سبلَ الحَياةَ لسببِ ما منْ الأسْبِاب.
النّصْ :
يبدو أنْ المَحَبّةَ في طَرِيق الأوفياءَ دَوْمَاً تسيرُ، لا تتوقفْ ولا تُغادرْ أجنةَ قلوبَهم أبداَ، وكذلكَ يبدو أنَّ قلوبِ أبناءَ وبناتِ القابلاتِ خاصةً فيْ كلِّ الحياةِ منبتها جِنانِ منْ طُهرِ قداسةِ إيمانهم بعدالةِ الحَياةَ. الوَفاءَ يهوىَ قلوبهمْ فيمنحها عَدالةَ وَهِبةَ السّماءَ، وتكسبهمْ الرّضا، ومنْ سادةِ قومهم ونجبائهم وأوفياءَ السادةَ، فأغبطُ سُقرَاطا وعنترةَ العبسيْ، وميمونةَ الأموية وليلىَ المهلهل، والعامريةَ، والقيسين بنُ ذَريح وبنُ المُلوح، وُسُعْدَىَ الثقفية، وجميلَ وبثينةَ، وابنُ آكل المِرَار وَفَاطِمَةَ، وغيرهم الكثير في سِلسِلةٍ طَويلةَ ممتدةٌ بكثيرٍ منْ أمثلةَ الحُبِ العِذري العفيف بالوَفاءَ. فبرز صِيْت حُبهم المُؤثر فيْ قاموسَ ومخطوطةِ زمنٍ توج برِيَادة الود وجماله من معينِ الإخلاص والأمانة والحِرصِ الدائمِ، فباتتْ سيرهم فيْ أوجِ منْ تضرب بهمِ أمثالِ الوفاءِ والنقاءِ. لكنْ ميمونةَ الأمويةَ فاقَ حُبها وأمانتها وإخلاصُها بالحُبِ للحبيبِ ما لمْ يشهد بهِ ويعرفهُ قلبٌ لأنّ فؤادها الطاهر مُلْء بالأيمانِ والأملِ العظيمِ، وعقلها بالرشدِ والفطنةِ والحُلمِ والصّبرِ، فاقتْ سقراط بإيمانها بالربْ، وتجاوزَ سقراط وعلا فطنتها بالحِكمةِ والتأملِ المنقطعِ والمهابة، وكليهما بني قابلاتِ، بيدَ أنْ كَونَ أميهما قابلاتٌ لم تنأ عَنهما الحِكمةِ والرشد والوفاءِ والحبُ العظيم، وزيادةٌ علىَ الرشد، إحساسُ بالنباهةَ التي لا تخالطها ظنونُ، وأنّ دماثةَ الخُلق أمراَ غيرَ مستغربٍ لأنّ الأصلُ ثابتُ ولازمٌ فيهما فكانَ الفرعُ يشاهقُ ويشاغبُ هامةَ السّحَابِ في الأبناء، ومعَ كل هذا الحبِ والوفاءَ العظيمِ إلا أنّ غلبةَ حُب الحبيبةَ للمحبوب كان أكثرَ هبةَ وعطاءَ بفعلِ العاطفةِ الأكثر المتدفقةِ من الروحِ والجنانْ ولكثرةِ مسئوليةَ وعناءَ وانشغالِ الحبيب بأمورِ الحياةِ، فيعودُ الحبيب بشوقٍ جارفٍ وقتَ فراغه من مسئولياتهِ لإيمانه بأن الحبيبةَ مأوى وجنةَ تروق الحبيبَ، فتطفئ الحبيبةَ لوعة وحرقةَ الغيابَ بنعمةِ اللقاءِ والحضور، لكل ذلكَ معانيْ ومعاليْ وسموا ليسَ له عند الغير في القلوبِ مثيل. فكان المُحبُ منهم يرى في النجمةَ طريقٌ أملٍ رغم البعد والابتعاد، وفي البدرِ وجهُ الحبيبةَ، وفيْ سَطوة السّيفِ كسرَ وتغلبَ على الصعاب للوصولِ وبلوغ قلبِ الحبيبة، وفي الشعر والإنشاد والطّربِ فرصةَ نجوى وتخاطرِ لقلبِ الحبيبةَ، وفيْ الانزواءِ والانقطاعِ تبتلُ وصلاةٌ لبلوغ أرضَ الحبيبْ. جل ذلك كان دافعهُ الوفاءَ والحب العظيم المستشرفُ للمعاني الجميلةَ الخاضعةَ لجلالِ الأيمان، وللإرادة القويةَ التي تمحو أقسىَ كل أنواع إحساس بالمرَارةِ.
ختام :
رُبما أتوجهً مَرة بنقدِ عتبيْ بشيء من تقدير واحترامٍ بغيرِ مغالاةٍ وإسفاف على قولِ : أبي تمامِ ولو أننيْ لستُ بمنزلتهِ الشعرية ولن أصل الى كمال بلاغتهِ لا نتقده حين قالَ :
• نقّل فؤادكَ حيثما شئت مِنَ الهوىَ = ما الحبُ إلا للحبيبِ الأول ..
في الشطر الأول من بيتِ الشعر : ثمةَ إجحافٌ بحقِ الحبيبِ والوفاءِ والودِ بهذا المَعنىَ ومدعاةٌ للتخبطِ واستلابِ للمشاعرِ الغير الصادقةِ واللهو بقلوبِ عبادِ اللهَ . وفي الشطر الثاني من بيتِ الشعرْ : إيمان ووفاءُ وودٌ وإخلاصٍ بحقِ الحبيبِ الغائب ولزوم الثباتِ .. نقيضانَ لكلِ منْهما خَلقٌ وخُلقٌ أيما كانْ .
لكن الشاعرُ علي بن صلوة القصري أنصُف المحبينَ الصادقينَ وهو يقولُ في الحبيبةَ :
لسان الهوى في مقلتي لك ناطق = يخبر عني أنني لك عاشقُ
وما كنت أدري قبل حبك ما الهوى = ولكن قضاء الله في الخلق سابق
يروى لنا التاريخُ والأدب أشهرَ حُبٍ فيْ أيامِ الدّولِ إبان الحربِ والسلمْ، لا نجدْ فيْ بحوثِ العربيةِ أوفىَ وأجملَ منْ وَفاءَ ميمونةَ الأمويةِ بعزة نفسِها والمهلبْ الأزدي، لكن وربما تعجزَ أيامِ عَصْرَ هلاميْ كهذا أنْ ترويْ لنا أقلامه عشاقاً كإياهم بغيرِ ثلبٍ أو مَصلحةِ، وبعيدا عن حالة التعميم نجد فيْ هذا الزمنِ نقصٌ في الوجد والمَودة وألوانِا منَ المَحبةَ وأفعال الأحِبة وأصنافِا وأشكالِا من الغرامِ . ( لا ادريْ لماذا نشعرُ دوماَ فيْ محُبتنا أننا نعيش فيْ زَمنِ كُلِّ المُنتهياتِ وأننا نعجلُ في المحُبة ونخلقِ لهُا النهاياتِ ) واللهُ أعلمُ بمنْ خلق

الملكة شهر زاد
10-12-2018, 07:24 AM
شكراً لك من أعماق القلب على عطائك الدّائم، كلمات الثّناء لا توفيك حقك، شكراً بلا حدود
لا عدمنا تواجدك الراقي
تحيتي والياسمين

العبوق
10-12-2018, 08:51 AM
بارك الله بكم مشاركة طيب

وتواجد ملفت

اثير حلم
10-12-2018, 03:46 PM
يطَوِّفُ بنا الشَّوْقِ متمتما..
تَغْرِيدَةً تَشْنَفُ الأسماع .وتمتع المقل...
وتَطْرَبُ الْوِجْدَانُ يُجَوِّلُ فِي رِيَاض خَمِيلَةٍ
تَشْبَعُ رَغْبَةٌ اللحظات وتثملها ،
بتَرَاتِيل عذبة شَذِيَّةٍ وشهية .
نسماتٌها رقيقةٌ ،
هَيْهَاتَ أَنْ تُفَارِقَ فُؤَاد مُتَشَوِّق ،
لريقِ خَمَائلَ الجمال.
شكرا لمجيئكم

الامير.
10-17-2018, 09:49 PM
ابداع رسمته هنا وتألق توهج بعذب الكلام

أسرتـــنا بـعزفك الـساحر

ولحنك المثير الذي تنساب منه الروعة والإبهار

مقطوعة متوهجة أبدعت في نسجها

اتمنى لك مزيداً من الإبداع والتألق

لك خالص تقديري واحترامي .

العبوق
10-18-2018, 06:34 AM
ابداع رسمته هنا وتألق توهج بعذب الكلام

أسرتـــنا بـعزفك الـساحر

شيراز
10-19-2018, 09:09 PM
روعاتك كلماتك
ناعمة ورقيقة
وجميلة
وتحمل الالف
معنى
ومعنى
صغيرة لكنها
كبيرة المقصد
والمعاني
يسعدك ربي
ويبارك بعمرك

بنت اليمن
12-23-2018, 04:44 PM
لكلماتك سحرها الجذاب
ونور إطلالتك يشع لينير كل أحرف الأبجدية
وتتسابق للمسة منك ليعلو شموخها

وتتقزم أمامها أحرفنا
ولا نملك سوئ الصمت والإنبهار بجمالها
وقلوب أسرتها أحرف نابعة من نبع صادق صافي
وقلب يعطي بدون كلل أو ملل
دام الإبداع والتألق