اثير حلم
10-21-2019, 09:19 PM
نسخة معدلة
أثير حلم
22 / 10 / 2019
فكرة توحيد المواقف، فكرة ليست جديدة في المجتمعات، تنطلق فكرة توحيد المواقف منذ وهلتها الأولى في المجتمعات الراقية والمتقدمة، من مبدأ الحاجة لتحقق أهدافا. فتصل في نهايتها الى مخرجات جديدة متطورة مكيفة لحياة وحاجات المجتمع بصفة عامة، وفق دراسات ومراجعات دقيقة. أما في المجتمعات المتأخرة والمتخلفة فبزوال الحاجة، شيئا فشيئا، تتأرجح بنية توحيد المواقف بين مبدأ النشأة والتراجع. فتهتز بنية فكرة توحيد المواقف بعد فترة من نشوئها الى تناقض فتصاب بالوهن، وبسبب ذلك يحدث الخلل التام. وهذا ما يحدث بالضبط دون نقصان في حلقات واجتماعات مجالس كبار الدول المتخلفة. لربما فكرة بناء توحيد المواقف في الدول المتخلفة، تبدو فكرة حسنة ومشجعة في البداية، لكنها رغم ذلك لا تتعدى فقط كونها مجاراة ومحاكاة وتأثرا بغيرهم من المجتمعات الراقية، وتبقى فكرة محدودة على مستوى المجموعة البسيطة لا ترقى الى مستوى الدول، كونها دون ذلك بكثير. وهي في الحقيقة تبدو فكرة متأخرة ومبهمة، وغير واضحة وعلاوة على ذلك أنها بدون تخطيط منظم أو دراسة مسبقة وعميقة في قرارات قادة مجلس كبار دول المجتمعات المتخلفة. استطيع القول، بأن فكرة بناء توحيد المواقف في المجتمعات المتخلفة ضبابية المعالم وعشوائية ومحدودة جدا منذ نشأتها الأولى وستبقى كذلك الى أبعد مدى ممكن أو محتمل، لعمر كانتونات مجالس واجتماعات قادة المجتمعات المتخلفة. هذا واضح تماما، والذي يظهر ذلك الوضوح، هو انكشاف سوء عورة تناقض المواقف المترددة. رغم الاستحياء والاستياء الظاهر الذي يشوب سمات الوجوه. وهذا كناية عن التعالي والمياط والخوف وعدم الجرأة في إظهار الإخفاق والاعتراف بالفشل. مقارنة بما يحدث في مجتمعات الدول المتقدمة المتحضرة التي تسعى دوما في تحقيق أعلى مستوى من الانجاز والتقدم والرقي والنضج والتنمية الاجتماعية الجيدة في حياة المجتمع. لذلك أظهرت حالة تناقض المواقف في المجتمعات المتخلفة فشل فكرة توحيد المواقف والمبادي والقيم، من خلال مساوئ تظهر على سطح الخلافات في مجالس واجتماعات قادة الكبار، وهي : الانقسام وعم وضوح الرؤية، وانتفاء الحاجة، والأنانية، والتشرذم وعدم الإخلاص وغياب الشفافية. بالإضافة الى هشاشة وغياب وضعف قاعدة وتركيبة الإمكانات الأساسية والمقدرة والتخطيط السليم والتنظيم الجيد لفكرة بناء توحيد المواقف والمبادئ والقيم. وتظل تلك المساوئ عائمة على السطح بشكل دائم، دون انكفاء أو انطفاء. وفي نهاية المطاف يحصل الفشل الذريع الذي لا يحسب له حساب، ويكون ركنا أساسي من مخرجات فكرة بناء توحيد المواقف الى تناقض المواقف في المجتمعات المتخلفة أو الدول النامية.
نستطيع القول أن فكرة بناء توحيد المواقف في دول المجتمعات المتخلفة والعكس. تكون مبنية أصلا على خداع ووهن. فتثمر أفكارا عديدة و جديدة من تناقض المواقف وعدم الوئام زيادة الى انحلال وانحدار في مستوى المبادئ والقيم مقارنة بمجتمعات الدول المتقدمة المتحضرة. وبناءً عليه، أضحى من المعلوم أن للتناقض عاملين ذاتيين ومؤثرين ، احدهما بيولوجي، و الأخر دينامي، فيكمل كلٌ منهما الآخر في حالة الفشل، وهي حالة خاصة لمجموعة الدول النامية أو الجماعات المتخلفة، لذلك لا نستغرب أبداً إذا ظل التناقض والتخلف سمة مجموعة تلك الدول وظهرت من ورائها جماعات أكثر منها تشدداً وتطرفاً و تخلفاً، فتعيث فساداً، وبالرغم من تأثير عاملي التخلف البيولوجي والدينامي وعلاوة يوجد تناقض وتخلف حتى في حالتي الاتفاق والاختلاف، بمعنى أنها سمه دائمة وعلامة وبصمة مؤثرة، لا تمحي أو تنتهي رغم محاولة التعلم والذي هو عبارة عن محاكاة لدول الغرب المتقدم. بصراحة ستظل الحالة العربية حالة مرضية مستعصية، ليس فيها شفاء، ولا يوجد لها حل. بالذات في البلاد المكتفية ماديا. إن حالة تناقض المواقف في مجموعة الدول النامية حالة لا تدعو للاستغراب لمن يعرف طريقة التفكير الضحل، وعدم الثقة والاطمئنان والإيمان بالذات والقيم، وغياب الثوابت القيمية والوطنية التي يمكن الاعتماد عليها، فهي بالمحصلة تستمد رأيها وإرادتها من عامل خارجي وموجه أساسي لإرادتها، وهو عامل ساقط مستبد لا يمكن الوثوق به، فما يزيدها إلا وهنا وضعفاً وتراجعا، وهو الموجه الغربي الذي لا يخلص بالرأي أو المشورة والعمل، ولا يبالي بتطور أو تقدم مجموعة الدول النامية، ناهيك على انه يعمل و يعمد بشكل مستمر على تأخير وتأجيل وتعطيل طور التقدم والتنمية والرقي في الدول النامية ، فمؤشرات ورغبات من ينظر إليه الى انه الأب الروحي الحقيقية تتجه دوما نحو ملء خزينة إمكاناته وطاقاته من خيرات و ثروات كتل ومجموعات دول لا تحافظ ولا تحسن التصرف فيما تمتلك. وهي غافلة عما يحصل وما يحدث وما يعمل ضدها ولها في الخفاء، وما من شك أن خيرات وثروات الدول الضعيفة لا تبقى فيها، لينتفع بها أبنائها، بل تذهب هدية وطواعية فتصب في خزائن الأب الروحي المستبد، لتكون مكسبا عظيما لبلاده، فينفقها في حاجات وتنمية مجتمعه، وما زاد منها، فيتم تسخيره وتوظيفه في إمكانات أخرى مادية ومعنوية لتقضي على ما تبقى من أمل لمجتمعات وشعوب ضعيفة، لا تملك الشجاعة وقوة الإرادة ولا تُجمع على رأي لتوحيد مواقفها ضد من يحاول ويسعى جاهدا لأن يقضي على حلم ومستقبل وأماني أبنائها.
أثير حلم
22 / 10 / 2019
فكرة توحيد المواقف، فكرة ليست جديدة في المجتمعات، تنطلق فكرة توحيد المواقف منذ وهلتها الأولى في المجتمعات الراقية والمتقدمة، من مبدأ الحاجة لتحقق أهدافا. فتصل في نهايتها الى مخرجات جديدة متطورة مكيفة لحياة وحاجات المجتمع بصفة عامة، وفق دراسات ومراجعات دقيقة. أما في المجتمعات المتأخرة والمتخلفة فبزوال الحاجة، شيئا فشيئا، تتأرجح بنية توحيد المواقف بين مبدأ النشأة والتراجع. فتهتز بنية فكرة توحيد المواقف بعد فترة من نشوئها الى تناقض فتصاب بالوهن، وبسبب ذلك يحدث الخلل التام. وهذا ما يحدث بالضبط دون نقصان في حلقات واجتماعات مجالس كبار الدول المتخلفة. لربما فكرة بناء توحيد المواقف في الدول المتخلفة، تبدو فكرة حسنة ومشجعة في البداية، لكنها رغم ذلك لا تتعدى فقط كونها مجاراة ومحاكاة وتأثرا بغيرهم من المجتمعات الراقية، وتبقى فكرة محدودة على مستوى المجموعة البسيطة لا ترقى الى مستوى الدول، كونها دون ذلك بكثير. وهي في الحقيقة تبدو فكرة متأخرة ومبهمة، وغير واضحة وعلاوة على ذلك أنها بدون تخطيط منظم أو دراسة مسبقة وعميقة في قرارات قادة مجلس كبار دول المجتمعات المتخلفة. استطيع القول، بأن فكرة بناء توحيد المواقف في المجتمعات المتخلفة ضبابية المعالم وعشوائية ومحدودة جدا منذ نشأتها الأولى وستبقى كذلك الى أبعد مدى ممكن أو محتمل، لعمر كانتونات مجالس واجتماعات قادة المجتمعات المتخلفة. هذا واضح تماما، والذي يظهر ذلك الوضوح، هو انكشاف سوء عورة تناقض المواقف المترددة. رغم الاستحياء والاستياء الظاهر الذي يشوب سمات الوجوه. وهذا كناية عن التعالي والمياط والخوف وعدم الجرأة في إظهار الإخفاق والاعتراف بالفشل. مقارنة بما يحدث في مجتمعات الدول المتقدمة المتحضرة التي تسعى دوما في تحقيق أعلى مستوى من الانجاز والتقدم والرقي والنضج والتنمية الاجتماعية الجيدة في حياة المجتمع. لذلك أظهرت حالة تناقض المواقف في المجتمعات المتخلفة فشل فكرة توحيد المواقف والمبادي والقيم، من خلال مساوئ تظهر على سطح الخلافات في مجالس واجتماعات قادة الكبار، وهي : الانقسام وعم وضوح الرؤية، وانتفاء الحاجة، والأنانية، والتشرذم وعدم الإخلاص وغياب الشفافية. بالإضافة الى هشاشة وغياب وضعف قاعدة وتركيبة الإمكانات الأساسية والمقدرة والتخطيط السليم والتنظيم الجيد لفكرة بناء توحيد المواقف والمبادئ والقيم. وتظل تلك المساوئ عائمة على السطح بشكل دائم، دون انكفاء أو انطفاء. وفي نهاية المطاف يحصل الفشل الذريع الذي لا يحسب له حساب، ويكون ركنا أساسي من مخرجات فكرة بناء توحيد المواقف الى تناقض المواقف في المجتمعات المتخلفة أو الدول النامية.
نستطيع القول أن فكرة بناء توحيد المواقف في دول المجتمعات المتخلفة والعكس. تكون مبنية أصلا على خداع ووهن. فتثمر أفكارا عديدة و جديدة من تناقض المواقف وعدم الوئام زيادة الى انحلال وانحدار في مستوى المبادئ والقيم مقارنة بمجتمعات الدول المتقدمة المتحضرة. وبناءً عليه، أضحى من المعلوم أن للتناقض عاملين ذاتيين ومؤثرين ، احدهما بيولوجي، و الأخر دينامي، فيكمل كلٌ منهما الآخر في حالة الفشل، وهي حالة خاصة لمجموعة الدول النامية أو الجماعات المتخلفة، لذلك لا نستغرب أبداً إذا ظل التناقض والتخلف سمة مجموعة تلك الدول وظهرت من ورائها جماعات أكثر منها تشدداً وتطرفاً و تخلفاً، فتعيث فساداً، وبالرغم من تأثير عاملي التخلف البيولوجي والدينامي وعلاوة يوجد تناقض وتخلف حتى في حالتي الاتفاق والاختلاف، بمعنى أنها سمه دائمة وعلامة وبصمة مؤثرة، لا تمحي أو تنتهي رغم محاولة التعلم والذي هو عبارة عن محاكاة لدول الغرب المتقدم. بصراحة ستظل الحالة العربية حالة مرضية مستعصية، ليس فيها شفاء، ولا يوجد لها حل. بالذات في البلاد المكتفية ماديا. إن حالة تناقض المواقف في مجموعة الدول النامية حالة لا تدعو للاستغراب لمن يعرف طريقة التفكير الضحل، وعدم الثقة والاطمئنان والإيمان بالذات والقيم، وغياب الثوابت القيمية والوطنية التي يمكن الاعتماد عليها، فهي بالمحصلة تستمد رأيها وإرادتها من عامل خارجي وموجه أساسي لإرادتها، وهو عامل ساقط مستبد لا يمكن الوثوق به، فما يزيدها إلا وهنا وضعفاً وتراجعا، وهو الموجه الغربي الذي لا يخلص بالرأي أو المشورة والعمل، ولا يبالي بتطور أو تقدم مجموعة الدول النامية، ناهيك على انه يعمل و يعمد بشكل مستمر على تأخير وتأجيل وتعطيل طور التقدم والتنمية والرقي في الدول النامية ، فمؤشرات ورغبات من ينظر إليه الى انه الأب الروحي الحقيقية تتجه دوما نحو ملء خزينة إمكاناته وطاقاته من خيرات و ثروات كتل ومجموعات دول لا تحافظ ولا تحسن التصرف فيما تمتلك. وهي غافلة عما يحصل وما يحدث وما يعمل ضدها ولها في الخفاء، وما من شك أن خيرات وثروات الدول الضعيفة لا تبقى فيها، لينتفع بها أبنائها، بل تذهب هدية وطواعية فتصب في خزائن الأب الروحي المستبد، لتكون مكسبا عظيما لبلاده، فينفقها في حاجات وتنمية مجتمعه، وما زاد منها، فيتم تسخيره وتوظيفه في إمكانات أخرى مادية ومعنوية لتقضي على ما تبقى من أمل لمجتمعات وشعوب ضعيفة، لا تملك الشجاعة وقوة الإرادة ولا تُجمع على رأي لتوحيد مواقفها ضد من يحاول ويسعى جاهدا لأن يقضي على حلم ومستقبل وأماني أبنائها.