اثير حلم
11-24-2019, 05:50 PM
https://6.top4top.net/p_1423m1kjs1.jpg
سرادق الزمن
24 / 11 / 2019
بقلم : عبدالله البنين
عندما كان يكتب جدي،
وينصحني في الحياة،
أراه واسمعه كثيرا،
يحفر في جمجمة الماضي.
ويتغنى به كثيراً ..
ويمقت المستقبل الغائب ..
ظناً منه بقيام القيامةَ غدا ..
فأراه دوما على حذر ..
استشعار للقيم النبيلة،
كان يرى الماضي جميلاً جداً،
حتى ولو لم يكن كذلك ..
على الأقل فالماضي،
يذكرهُ بأيام الشباب ..
كنتُ أسأله عن تقنياتِ الماضي ورفاهيته،
كنت مغتراً بزمن التحضر والعولمة،
لا أرى في ماضي جدي سوى
قليل من عدم وسراج المازوت،
بعد ساعة الغسق،
وجِلسة تحت ضوء القمر ..
لم يكن جدي شاعراً، ولا روائياً،
كي يتغنى ب المساءَ ..
والقمر أو أنجم السماء ،
بل كان احتيالاً على الوقتِ،
توفيراً لماء المازوت ..
حتى يأتي وقت صلاة العشاء ..
فيصلي، ويلتحف بطانيته العتيقة
وينام بعد الصلاة ..
لم أر في وقت النهار، أكثرَ،
من فأساً يحمله على عاتقه،
وهو يرعى ويتبع سبع شياه ..
ولم أر أكثر من صرة خبز جاف،
كان يحملها على كتفه تارة،
إذا خرج من الدار ..
وإذا عاد علقها على مرزحٍ
يحمل بُطُنْ سقف بيتنا الصغير ..
ولم أر أكثر من حصوات صغار،
بحجم حبات السبح،
يلتقطها من الأرض،
فيخط خطوطا في الأرض،
ويلعب لعبة بسيطة جداً ،
تصير على مخيلة الحظ والتسلية ..
كان يحدثني :
وأنا ابن سبع سنين
عن فلسطين،
وجرح فلسطين ،
كنت احسبها فتاةً قُتلتْ،
ورميت من فوق الجبل ..
كان جدي يمقت المستقبل
وينظر إليه بازدراء وخجل ..
وحينما تعلمت خبط الفلسفة،
، لم يختلف رأيي :
عن رأي جدي كثيراً،
فليس كل الماضي سيء
ولا المستقبل جميل ..
القدر، يتولى زمام الأمور ..
الأمل يدفعنا دوما نحو الأمام،
من اجل استشراف ما فات،
في شيء جديد ..
الحاضر مهد طريق المعضلات،
بكفاءة عالية ..
زمزم الواقع يداه، بالعضل،
لكل القيم السامية ..
ليس من الحكمة، رفع لافتات التشائم،
لكنها أُركزت عنوة
في سماواتِ أمل واهن،
من يلتفت يمنة ويسرة،
يراها تمتطي صهوة قطار،
قطعت أمامه جسد الطرقات ..
تنبت نبتة الأمل، ضعيفة، بكسل
تشرب ماءً آسناً ..
تبحث عن أكسير الحياة ..
لتعلو على لافتاتِ التعضل ..
كثيرا ما كنت أخشى :
كتابات ونبوءات جدي القديمة،
لم يمت جدي
سرادق الزمن
24 / 11 / 2019
بقلم : عبدالله البنين
عندما كان يكتب جدي،
وينصحني في الحياة،
أراه واسمعه كثيرا،
يحفر في جمجمة الماضي.
ويتغنى به كثيراً ..
ويمقت المستقبل الغائب ..
ظناً منه بقيام القيامةَ غدا ..
فأراه دوما على حذر ..
استشعار للقيم النبيلة،
كان يرى الماضي جميلاً جداً،
حتى ولو لم يكن كذلك ..
على الأقل فالماضي،
يذكرهُ بأيام الشباب ..
كنتُ أسأله عن تقنياتِ الماضي ورفاهيته،
كنت مغتراً بزمن التحضر والعولمة،
لا أرى في ماضي جدي سوى
قليل من عدم وسراج المازوت،
بعد ساعة الغسق،
وجِلسة تحت ضوء القمر ..
لم يكن جدي شاعراً، ولا روائياً،
كي يتغنى ب المساءَ ..
والقمر أو أنجم السماء ،
بل كان احتيالاً على الوقتِ،
توفيراً لماء المازوت ..
حتى يأتي وقت صلاة العشاء ..
فيصلي، ويلتحف بطانيته العتيقة
وينام بعد الصلاة ..
لم أر في وقت النهار، أكثرَ،
من فأساً يحمله على عاتقه،
وهو يرعى ويتبع سبع شياه ..
ولم أر أكثر من صرة خبز جاف،
كان يحملها على كتفه تارة،
إذا خرج من الدار ..
وإذا عاد علقها على مرزحٍ
يحمل بُطُنْ سقف بيتنا الصغير ..
ولم أر أكثر من حصوات صغار،
بحجم حبات السبح،
يلتقطها من الأرض،
فيخط خطوطا في الأرض،
ويلعب لعبة بسيطة جداً ،
تصير على مخيلة الحظ والتسلية ..
كان يحدثني :
وأنا ابن سبع سنين
عن فلسطين،
وجرح فلسطين ،
كنت احسبها فتاةً قُتلتْ،
ورميت من فوق الجبل ..
كان جدي يمقت المستقبل
وينظر إليه بازدراء وخجل ..
وحينما تعلمت خبط الفلسفة،
، لم يختلف رأيي :
عن رأي جدي كثيراً،
فليس كل الماضي سيء
ولا المستقبل جميل ..
القدر، يتولى زمام الأمور ..
الأمل يدفعنا دوما نحو الأمام،
من اجل استشراف ما فات،
في شيء جديد ..
الحاضر مهد طريق المعضلات،
بكفاءة عالية ..
زمزم الواقع يداه، بالعضل،
لكل القيم السامية ..
ليس من الحكمة، رفع لافتات التشائم،
لكنها أُركزت عنوة
في سماواتِ أمل واهن،
من يلتفت يمنة ويسرة،
يراها تمتطي صهوة قطار،
قطعت أمامه جسد الطرقات ..
تنبت نبتة الأمل، ضعيفة، بكسل
تشرب ماءً آسناً ..
تبحث عن أكسير الحياة ..
لتعلو على لافتاتِ التعضل ..
كثيرا ما كنت أخشى :
كتابات ونبوءات جدي القديمة،
لم يمت جدي