صدى الحرمان
12-10-2019, 10:58 AM
مدينة حيفا ..
الشامخة
إهداء مني ..
انا ..
قد تتساءلين من اكون
ومن أين أعرفك !
لا تقلقي ولا تجزعي ..
فانا أعرفك ..
وأعشقك بروحي ..
كيف لمدينة أن تحمل الحياة في غيومها
كيف لمدينة أن ترتاح بقوة وأمل
على أعتاب جرف مظلم ..
كيف لمدينة أن تٌنسي البحر نسيمه
كيف لها أن تأخذ منه كبريائه
كيف لها أن تحتضن الوجود بكل عزة
رغم جروحها ..رغم ماضيها .. رغم روحها
رغم إبائها .. تقف بعنهجية أمام الظلام
كغانية بارعة الحسن .. كنسمة في وجه النار
كقطرة مطر عاشقة ... تتراقص بإنسياب
رغما عن الضوء .. من أجل إغاظة القمر
كدمعة صمود ... فوق كتب الحياة وحروبها
كرصاصة .. تمر بصمت بين اللحظات
تحطم الهواء الساكن بصمتها .. بحرقتها
وبوحدتها الطاغية ..
كيف للسكون البعيد أن يحمل كل هذا الصخب
كيف لا ترتاح الأرواح وقد زارها الليل
كيف لا يرتاح التاريخ وقد أٌغمضت العيون
أسئلة ليس لي سؤالها ... ولا التفكير فيها
فرغم الجمال الذي يسود الروح
ورغم الغلاف الذي يغطي القلوب
إلا أن الجروح لا يمكن لها السكون
ولا ترتاح براحة العيون كما تظن البشر
بل تتذكر ظلامها ووحدتها
تتذكر للأسف .. خيانة البحر
خيانة الحدود .. وخيانة الدنيا
والأعظم ...خيانة الأخوة الأشقاء
هي هموم ذاكرة تضطجع مع الليل
تراقب الأفراد .. تناجيهم ..
تربطهم بـأنفاس من كانوا قبلا
ملوكا لتلك الأضواء .. لصخب الصمت
يعود الماضي والحاضر والمستقبل
تباعا .. وبألم .. ملثمين بسواد الدموع
دموع الأرض .. والتاريخ .. والأمهات .. والأطفال
والأرواح الغائرة الغابرة الطاهرة ..
فقط من اجل يحرسوا حزنها
ويحفظوا ذكريات بسمات وأحلام .. ولحظات
هي روح حيفا .. هي روح الروح
روح حبيبتي
هو صليل السيوف .. هو بكاء الدماء
هو ثقل التاريخ .. هي سيل حبر الحياة
هي لحظات .. لم تبق كلحظات
وبقيت إلى الآن .. كهمسات
تعشقها .. عندما تقف على الشاطئ
عندما تجاور بحرها .. تخبرك الأرض
الأشجار .. الرمال .. الصخور .. الأمواج
عن الماضي .. عن الصخب .. عن التاريخ
كيف كان دأب الفانين .. الجري وراء القدسية
كيف سقطت الأرواح .. من اجل أن تعانق ترابها
كيف مرت كل الأديان .. والبشر .. والألوان
كيف دنستها .. وشرفتها .. وأحرقتها
كيف كانت كمدينة .. أعظم من الذكريات
هو أمل الوجوه .. هي أنانية عاشقين
هي أرواح عشقت البحر .. وجنونه
فبحرها ليس مرا كباقي المالحين ..
وليس قاسيا كما تنطق الحروف ..
هو بحر يحمل كل المراكب .. كل القلوب
من فرط حنانه .. حمل حتى الغاصبين إلى الباب
ودعهم عند رمال الذكريات .. قبلهم حبا
وترك الأرواح في عهدة السيوف الصدئة
وترك الأطفال عرضة لتلك القلوب القذرة
وترك الشاطئ وحيدا .. وبقي بأمواجه بعيدا
ساكنا ..رابضا .. باكيا .. بعد أن راعه منظر البشر
التي استأمنها على صغاره .. ببراءته وبساطته
بشر وجب قطع بائها .. وترك الكلمة مجروحة تنزف
فتلك حقيقة وجهها .. لعنة مرت وبقيت .. وستنتهي
بإذن ربي العليم القدير .. العزيز المنتقم
هي أصالة كتبت على جدرانها
هي حكايات الحكاواتي ..
أين تعرفنا حكايات أبطالنا
وأصالة تاريخنا .. وشهامة فرساننا
أين إلتقينا في مجلسنا ذاك .. سيرة حبيبنا
وحبيب العالمين – عليه الصلاة والسلام –
أين إلتقينا عمر وأبي بكر وعنترة وجميل وكل الماضين
أين زرع فينا أجدادنا .. حب التراب .. والنسيم
أين حملونا الامانة .. أين قلدونا فرساننا لتلك الديار
أين تعلمنا أن الدموع التي كنا نراها في الصغر
ليس دموع فرح .. ولا بكاءا كما يسمى ..وراء البحر
بل هي روحنا تخرج منا ألما .. غيضا ..أسا
على تلك الديار .. وتلك اللحظات .. وذاك الأمان
بل هي أرواح الماضين .. تتلبسنا .. وتأسى لحالنا
علها تذكرنا .. علها تستنهظنا .. علنا تعيدنا
لنعيدها .. ونستعيدها .. ونريحها .. من ضياعها
علنا .. نستطيع بعد كل هذا الزمان
أن نرسم على وجوهنا .. رسمة .. أقرب للبسمة
ونقول بكل فخر وعزة .. أنها أرضنا
وأنها تملكنا .. وما نحن إلا حراسها
وأحبابها ..
******************
وفي النهاية ..أيها المارون
تذكروها ...
تذكروا حيفا .. الفلسطينية ..
حبيبتي أنا .. وكل من يعشقها
صدى
الشامخة
إهداء مني ..
انا ..
قد تتساءلين من اكون
ومن أين أعرفك !
لا تقلقي ولا تجزعي ..
فانا أعرفك ..
وأعشقك بروحي ..
كيف لمدينة أن تحمل الحياة في غيومها
كيف لمدينة أن ترتاح بقوة وأمل
على أعتاب جرف مظلم ..
كيف لمدينة أن تٌنسي البحر نسيمه
كيف لها أن تأخذ منه كبريائه
كيف لها أن تحتضن الوجود بكل عزة
رغم جروحها ..رغم ماضيها .. رغم روحها
رغم إبائها .. تقف بعنهجية أمام الظلام
كغانية بارعة الحسن .. كنسمة في وجه النار
كقطرة مطر عاشقة ... تتراقص بإنسياب
رغما عن الضوء .. من أجل إغاظة القمر
كدمعة صمود ... فوق كتب الحياة وحروبها
كرصاصة .. تمر بصمت بين اللحظات
تحطم الهواء الساكن بصمتها .. بحرقتها
وبوحدتها الطاغية ..
كيف للسكون البعيد أن يحمل كل هذا الصخب
كيف لا ترتاح الأرواح وقد زارها الليل
كيف لا يرتاح التاريخ وقد أٌغمضت العيون
أسئلة ليس لي سؤالها ... ولا التفكير فيها
فرغم الجمال الذي يسود الروح
ورغم الغلاف الذي يغطي القلوب
إلا أن الجروح لا يمكن لها السكون
ولا ترتاح براحة العيون كما تظن البشر
بل تتذكر ظلامها ووحدتها
تتذكر للأسف .. خيانة البحر
خيانة الحدود .. وخيانة الدنيا
والأعظم ...خيانة الأخوة الأشقاء
هي هموم ذاكرة تضطجع مع الليل
تراقب الأفراد .. تناجيهم ..
تربطهم بـأنفاس من كانوا قبلا
ملوكا لتلك الأضواء .. لصخب الصمت
يعود الماضي والحاضر والمستقبل
تباعا .. وبألم .. ملثمين بسواد الدموع
دموع الأرض .. والتاريخ .. والأمهات .. والأطفال
والأرواح الغائرة الغابرة الطاهرة ..
فقط من اجل يحرسوا حزنها
ويحفظوا ذكريات بسمات وأحلام .. ولحظات
هي روح حيفا .. هي روح الروح
روح حبيبتي
هو صليل السيوف .. هو بكاء الدماء
هو ثقل التاريخ .. هي سيل حبر الحياة
هي لحظات .. لم تبق كلحظات
وبقيت إلى الآن .. كهمسات
تعشقها .. عندما تقف على الشاطئ
عندما تجاور بحرها .. تخبرك الأرض
الأشجار .. الرمال .. الصخور .. الأمواج
عن الماضي .. عن الصخب .. عن التاريخ
كيف كان دأب الفانين .. الجري وراء القدسية
كيف سقطت الأرواح .. من اجل أن تعانق ترابها
كيف مرت كل الأديان .. والبشر .. والألوان
كيف دنستها .. وشرفتها .. وأحرقتها
كيف كانت كمدينة .. أعظم من الذكريات
هو أمل الوجوه .. هي أنانية عاشقين
هي أرواح عشقت البحر .. وجنونه
فبحرها ليس مرا كباقي المالحين ..
وليس قاسيا كما تنطق الحروف ..
هو بحر يحمل كل المراكب .. كل القلوب
من فرط حنانه .. حمل حتى الغاصبين إلى الباب
ودعهم عند رمال الذكريات .. قبلهم حبا
وترك الأرواح في عهدة السيوف الصدئة
وترك الأطفال عرضة لتلك القلوب القذرة
وترك الشاطئ وحيدا .. وبقي بأمواجه بعيدا
ساكنا ..رابضا .. باكيا .. بعد أن راعه منظر البشر
التي استأمنها على صغاره .. ببراءته وبساطته
بشر وجب قطع بائها .. وترك الكلمة مجروحة تنزف
فتلك حقيقة وجهها .. لعنة مرت وبقيت .. وستنتهي
بإذن ربي العليم القدير .. العزيز المنتقم
هي أصالة كتبت على جدرانها
هي حكايات الحكاواتي ..
أين تعرفنا حكايات أبطالنا
وأصالة تاريخنا .. وشهامة فرساننا
أين إلتقينا في مجلسنا ذاك .. سيرة حبيبنا
وحبيب العالمين – عليه الصلاة والسلام –
أين إلتقينا عمر وأبي بكر وعنترة وجميل وكل الماضين
أين زرع فينا أجدادنا .. حب التراب .. والنسيم
أين حملونا الامانة .. أين قلدونا فرساننا لتلك الديار
أين تعلمنا أن الدموع التي كنا نراها في الصغر
ليس دموع فرح .. ولا بكاءا كما يسمى ..وراء البحر
بل هي روحنا تخرج منا ألما .. غيضا ..أسا
على تلك الديار .. وتلك اللحظات .. وذاك الأمان
بل هي أرواح الماضين .. تتلبسنا .. وتأسى لحالنا
علها تذكرنا .. علها تستنهظنا .. علنا تعيدنا
لنعيدها .. ونستعيدها .. ونريحها .. من ضياعها
علنا .. نستطيع بعد كل هذا الزمان
أن نرسم على وجوهنا .. رسمة .. أقرب للبسمة
ونقول بكل فخر وعزة .. أنها أرضنا
وأنها تملكنا .. وما نحن إلا حراسها
وأحبابها ..
******************
وفي النهاية ..أيها المارون
تذكروها ...
تذكروا حيفا .. الفلسطينية ..
حبيبتي أنا .. وكل من يعشقها
صدى