09-08-2020
|
#2
|
|
Abstract Context
سياقُ المجرد
جزيرةَ المُهلِ 1
عبدالله البنين
لمْ تلفظ السَماءُ المقدسةِ تلك الغيمة الطاهرةِ، ولم تُخلقْ عبثاً، بل كانتِ هديةِ السّماء الى الأرضِ ..
التقفتها كفوفَ الطبيعةً، ووضعتها فيْ مَهدِ أرضِ فاتنةٍ، كمفاتنِ أرضُ الكِنانةِ
والدُرة الثمينةً ، سَجى الجمالُ تَواضعاُ لجَمالها العَظيم وسجدْ، وأسندَ ناصِيتهُ النورانيةِ فيْ رحابِ صَدرِها الحَنونَ،
لمْ تكنْ مُجردْ إنسانٍ، في سِياقِ الكَمَالِ يضعها الجَمالُ فيْ صَفِ قداسةِ الملائكةِ بمفاهيمٍ مُستقلةٍ.
من العظمةِ كانتْ بمثابةِ هبةَ السّماءَ المقدسةِ للأرضِ. فكانتِ مَلأك بُنيةِ الحَريةِ، لأمٍ خُلقتْ مِنْ نورٍ الفضيلةِ.
كانتِ الغَيمةِ النديةِ الطاهرةِ هَديةِ السًماءُ المقدسةِ، تمشي فيْ فضاءاتِ أرضِ الله ،
تطلبُ منْ فضلِ الرّبَ المجيدُ رزقاً، لها ولأمها، وتسجدُ في مِحرابِ الطّبيعةِ شكراُ للرب .
خرج إليها غولٌ منْ جزيرةِ المٌهل Tar Islandمن مسير سبعَة أشهر، في صورةِ إنسانٌ، وهو مُجردٌ من الإنسانية كُلها ،
فسطى عليها في جنةِ الطّبيعةِ عند نهرَ النيلَ العظيم ، سولتْ لهُ نفسُ أبيهِ منْ قبلِ إثماُ ليعيثَ بطهرها فسادْ،
فخُيل إليها أنهُ إنسان سَوي، مستقيم، كلما نظرتِ الى عَينِ خَاتمها الأزرقِ،
رأت ضِياءً ينشقُ منهُ وينبثق، وتحلمُ بآمارةٍ سلطنةِ جزيرة المُهلِ Tar Island المُخيفة، لم يكنْ خَاتمها الأزرق
سوى لعنةَ سِحرٌ غامضٌ، من غولٍ جزيرة المُهل فيعُد غيمةِ السّماءَ المقدسة بويلٍ،ويختطف منها جمالها وسعادتها.
فإذ ما طل القَطرً والنَدىَ على الأرض، ارتوته الطبيعةُ، وحُرمهُ الغولِ الأخرقِ والحَجرَ،
سياق المجرد : هو ليسَ إنساناً كفؤاً، أو نداً لامرأة عَظيمة خُلقتْ مِنْ قَلبِ النّور. كَانتْ تمشي علىَ الأرضِ هي وأمها، تسترزقٌ من فضل الله وتحيى بذكره. وما هو إلا غُولا- قد أتٍى منْ جًزيرة المُهل- ورجساً، باركه إبليس وأعانهُ على فسقِ وفجور. ولم ينعم الغولٌ، بقداسةِ ابنةِ النور
نطق المجرد : لا يمضي النور باستقامةٍ في طريق العتمة.
|
|
.
|