عرض مشاركة واحدة
قديم 01-27-2021   #106


البرنس مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 463
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 العمر : 58
 أخر زيارة : 10-19-2021 (06:53 PM)
 المشاركات : 30,563 [ + ]
 التقييم :  30315
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

افتراضي













تابع – سورة الحشر

محور مواضيع السورة

كانت أموال بني النضير فيئا خالصا لله وللرسول؛ لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا جمال. فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المهاجرين خاصة دون الأنصار عدا رجلين من الأنصار فقيرين هما سهل بن حنيف، وأبو دجانة سماك بن خرشة. وذلك أن المهاجرين لم يكن لهم مال بعد الذي تركوه في مكة وتجردوا منه كله لعقيدتهم. وكان الأنصار قد أنزلوهم دورهم وشاركوهم مالهم في أريحية عالية، وأخوة صادقة، وإيثار عجيب. فلما واتت هذه الفرصة سارع رسول الله صلى الله عليه وسلم لإقامة الأوضاع الطبيعية في المجتمع الإسلامي، كي يكون للفقراء مال خاص، وكي لا يكون المال متداولا في الأغنياء وحدهم. ولم يعط من الأنصار إلا الفقيرين اللذين يستحقان لفقرهما..
وتكلم في أموال بني النضير بعض من تكلم- والراجح أنهم من المنافقين- فقال تعالى: {وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير}..
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار: «إن شئتم قسمتم للمهاجرين من أموالكم ودياركم وشاركتموهم في هذه الغنيمة. وإن شئتم كانت لكم دياركم وأموالكم، ولم يقسم لكم شيء من الغنيمة» فقالت الأنصار: بل نقسم من أموالنا وديارنا ونؤثرهم بالغنيمة ولا نشاركهم فيها.
وفي هذا نزل قوله تعالى: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}.
فهذا هو الحادث الذي نزلت فيه هذه السورة، وتعلقت به نصوصها، بما في ذلك خاتمة السورة التي يتوجه فيها الخطاب للذين آمنوا ممن شهدوا هذا الحادث وممن يعرفونه بعد ذلك. على طريقة القرآن في تربية النفوس بالأحداث وبالتعقيب عليها، وربطها بالحقائق الكلية الكبيرة.. ثم الإيقاع الأخير في السورة بذكر صفات الله الذي يدعو الذين آمنوا ويخاطبهم بهذا القرآن. وهي صفات ذات فاعلية وأثر في هذا الكون؛ وعلى أساس تصور حقيقتها يقوم الإيمان الواعي المدرك البصير.
وتبدأ السورة وتختتم بتسبيح الله الذي له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم. فيتناسق البدء والختام مع موضوع السورة، ومع دعوة المؤمنين للتقوى والخشوع والتفكر في تدبير الله الحكيم.

قال الصابوني

* ابتدأت السورة الكريمة بتنزيه الله وتمجيده، فالكون كله بما فيه من إنسان، وحيوان، ونبات، وجماد، شاهد بوحدانية الله، وقدرته وجلاله، ناطق بعظمته وسلطانه {سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم} الآيات.
* ثم ذكرت السورة بعض آثار قدرته، ومظاهر عزته، بإجلاء اليهود من ديارهم وأوطانهم، مع ما كانوا فيه من الحصون والقلاع، وقد كانوا يعتقدون أنهم في عزة ومنعة، لا يستطيع أحد عليهم، فجاءهم بأس الله وعذابه من حيث لم يكن في حسابهم {هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر...} الآيات.
* ثم تناولت السورة موضوع الفيء والغنيمة، فبينت شروطه وأحكامه، ووضحت الحكمة من تخصيص الفيء بالفقراء، لئلا يستأثر به الأغنياء، وليكون هناك بعض التعادل بين طبقات المجتمع، بما فيه خير الفريقين، وبما يحقق المصلحة العامة {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين} الآيات.
* وتناولت السورة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثناء العاطر، فنوهت بفضائل المهاجرين، ومآثر الأنصار، فالمهاجرون هجروا الديار والأوطان حبا في الله، والأنصار نصروا دين الله، وآثروا إخوانهم- المهاجرين- بالأموال والديار على أنفسهم، مع فقرهم وحاجتهم {للفقراء الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا} الآيات.
* وفي مقابلة ذكر المهاجرين والأنصار، ذكرت السورة المنافقين الأشرار، الذين تحالفوا مع اليهود ضد الإسلام، وضربت لهم أسوأ الأمثال، فمثلتهم بالشيطان الذي يغري الإنسان بالكفر والضلال، ثم يتخلى عنه ويخذله، وهكذا كان شأن المنافقين مع إخوانهم اليهود {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم} الآيات.
* ووعظت السورة المؤمنين بتذكر ذلك اليوم الرهيب، الذي لا ينفع فيه حسب ولا نسب، ولا يفيد فيه جاه ولا مال، وبينت الفارق الهائل بين أهل الجنة وأهل النار، ومصير السعداء ومصير الأشقياء في دار العدل والجزاء {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد} الآيات.
* وختمت السورة بذكر أسماء الله الحسنى وصفاته العليا وبتنزيهه عن صفات النقص {هو الله الذي لا إله إلا هو} الآيات إلى نهاية السورة الكريمة، وهكذا يتناسق البدء مع الختام، في أبدع تناسق ووئام!

( يتبع – سورة الممتحنة )




















 
 توقيع : البرنس مديح ال قطب

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس