02-20-2021
|
#5
|
|
قالَتْ جدَّتي
تُحدُّثني عن وطني:
عندما خرجْنا من حيفا بعد أن أحاط بنا جحيمُ الموت
كانَ البحرُ منفذَنا الوحيد
لم تشأ (أم عاهد) أنْ تتركَ إبنَها ولكنها - في حمأَة القصف وحُمَّى الركض في الطرقات-
حملَتْ وسادَته فارغةً منهُ وراحتْ تجري حتى حملتْها السفينةُ
مع مئاتِ الباكينَ الراكضينَ الراحلينَ قسراً
حينَ اكتشفتْ الوسادةَ بين يديها
ضحكتْ ثم بكَتْ ثم زغردَتْ
ثم بكتْ ثم رقصَتْ
ثم بكَتْ
حتى احتضنَها المنفَى وضاعَتْ في شَتاتِهِ
ما زالتْ (أم عاهد) تبحَثُ عن إبنِها
وما زلتُ أنا أبحثُ عنها
وعن وسادتها
وما زلنا كلُّنا
هي وأنتم وأنا
نبحثُ عن عَبقِ حيفا!!
وأعودُ
فقد آلمَني الحدث
واعتصرتْ قلبي
حكايةُ المأساة هذه
لكنَّ الحلم بالعودة باقٍ
وسينتصرُ الشعب الفلسطيني المكافح
وسيثمرُ صبرُ الزيتون
بنصرٍ عظيمٍ
نكحِّلُ به العيون!!
لكِ وِدِّي و وَردي
|
|
كُلُّ مَا أكْتُبُهُ هُوَ مِنْ نَزْفِ قَلَمِي الخَاص
|