07-28-2021
|
#8
|
|
فِي غُرْبَتِي...أَنْتِ وَطَن
(1)
غَرِيْبٌ أَنَا
وَ أَنْتِ لِجَّةُ الغُرْبَةِ
أُحِبُّ وَطَنِي
لَكِنَّكِ أَنْتِ هِوِيَتِي
لَوْ جَاءَنِي بِدُوْنَكِ وَطَنِي
فَوَاللهِ لَمَا اكْتَمَلَتْ فَرْحَتِي
وَ لَو فَتَحْتُ الهِنْدَ وَ السِنْدَ
تَظَلِّيْنَ أَنْتِ غَايَةُ غَزْوَتِي
وَ لَو خَرَّتْ لِيَ العُرُوْشُ
فَسَأَظَلُّ لِعَرْشِكِ أَرْفَعُ هَامَتِي
خَلَقَكِ اللهُ مِنْ طِيْنَةٍ
وَ مِنْ بَقَايَاهَا شَكَّلَ خِلْقَتِي
فَإنْ ضَحِكْتِ
صَارَتْ لِزَاماً عَلَيَّ ضِحْكَتِي
وَ إنْ حَزَنْتِ
فَحْزْنُ الثَكَالَى بَعْضُ مَصِيْبَتِي
وَ إنْ بَكَيْتِ
فَلِجَّةُ البَحْرِ بَعْضُ دَمْعَتِي
يَا تَوْأَمَ الرُّوْحِ
أَخَافُ عَلَيْكِ مِنْ حَسْرَتِي
فَجِنْحُ فَرَاشَةٍ غَضٌّ
لا يَقْوَى عَلَى خُشُونَةِ لُعْبَتِي
تَظُنِّيْنَ المَسَافَاتِ تُبَاعِدُ بَيْنَنَا
بَلْ أَنْتِ أَقْرَبُ إلَيَ مِنْ شَهْقَتِي
وَ يَظَلُّ الوَصْلُ فَارِسَ حُلْمِنَا
رُغْمَ صَبَابَاتٍ وَ شِدَّةِ لَوْعَةِ
آلَيْتُ أَلاَّ أَبُوْحَ بِإسْمِكِ
خَوْفاً عَلَى النَاسِ مِنَ الفِتْنَةِ
(2)
عَبَثاً أُخْفِي التَوَتُّر
كُلَّمَا شَهَقَ بِعِطْرِكِ عَنْبَر
فَيَفِيْضُ الدَمْعُ وَجْداً
وَ مِنْ أَعْمَاقِهِ القَلْبُ يَجْأَر
عَبَثاً أُخْفِي إضْطِرَابِي
إذَا عَنْ إسْمِكِ حَدَّثَ مَصْدَر
فَأَرَى كُلَّ الإنَاثِ
حُسْنُكِ فِيْهُنَّ أَثَّر
فَلَبَسَ الكَوْنُ رَبِيْعاً
وَ أَمْطَرَ الغَيْمُ سُكَّر
وَ مَا ذَنْبُ الجَمِيْلاتِ
إذَا رَبُّكِ سَوَّاكِ مَنْظَر ؟!!
(3)
فِي غُرْبَتِي
أَنْتِ وَطَن
وَ شَهْقَةُ حُبٍّ
كَلَّلَهَا الشَجَن
وَ عَلَى البُعْدِ
بِكِ القَلْبُ افْتَتَن
وَ صَارَ لِحَبْلِ المُنَاجَاةِ
دُسْتُوْرٌ وَ سُنَن
فَإنْ قُلْتِ آهاً
عَمَّتِ القَلْبَ شَتَّى المِحَن
وَ إنْ لاحَ مِنْكِ رِضَا
هَلَّلَ القَلْبُ وَ ارْتَهَن
حِيَال مُحَمَّد الأَسَدِي
|
|
كُلُّ مَا أكْتُبُهُ هُوَ مِنْ نَزْفِ قَلَمِي الخَاص
|