07-28-2021
|
#9
|
|
هَلْ للحَرائِرِ بَعْدَ بغدادَ مِن شَرَفٍ؟!
هَلْ للحَرَائِر بَعْدَ بَغْدَادَ مِنْ شَرَفِ
وَداعاً زَمانَ العِزِّ وَ التَـــرَفِ
ضِعْنَا وَ ضَاعَ الحَقُّ فِـي دَنَـسٍ
وَ غَايَةُ الجُبْنِ أَنْ تَحْيَا بِلا هَـدَفِ
كُلُّ الرُعاَعِ الْتَفُّوا حَوْلَ مَخْدَعِهَا
وَ انتَهَكُوا الطُهْرَ لِغـَايَةِ الصَلَفِ
شُذَّاذُ آفَاقٍ سَاقَهُم طَمَـــعٌ
فَكَانُوا إئْتِلافَ شَرٍّ غَيْرَ مُؤْتلِـِفِ
وَ أُخْوَةُ الدَّمِ صَكُّوا عَنْهَا مَسْمَعَهُم
وَ تَجَاهَلُوا الرَحِمَ وَ إسْوَةَ السَلَفِ
مَتَى يَفُوْرُ الدَّمُ فِي أَوْدَاجِكُــم
وَ تَحْمِلُوا السَيْفَ يَا أَتْعَسَ الخَلَفِ
هَانَتْ عَلَيْكُم أَدْمُعٌ طَهُــرَتْ
وَ رَضِيْتُم حَيَاةَ الذُّلِّ وَ التَلَــفِ
أَلَمْ تَكُنْ بَغْدَادُ تَاجَ رُؤُوْسِـكُم
وَ هَاهِيَ اليوْمَ أَسْيرَةُ الهَمِّ وَ القَرَفِ
بِئْسَ حَيَاةُ العَارِ تَفْخَرُوْنَ بِهَـا
فَخْرَ الدَوَابِ بِجَنيِّ المَـاءِ وَ العَلَفِ
صَدِئَتْ سُيُوْفُ أُمَّةٍ وَهَنَـتْ
تَشْكُو الجَفَافَ وَ شِدَّةَ العَجَــفِ(1 )
كَانَ العِرَاقُ (هَاشِمَ)(2 ) العَـرَبِ
رُغْمَ البَلاءِ وَ سَوْرَةِ الضَفَـــفِ(3)
يَا عِزَّةَ الإسْلامِ هَانَتْ حَرَائِرُنَا
وَ دَنَّسَ الأَرْحَامَ مَاءُ ذِي قَلَـــفِ(4)
وَ صَارَ ثَوْبُ العِرْضِ دَنِــساً
ذَاكَ نَسِيْجُ العِزِّ وَ الصَــــدَفِ(5 )
أَلَمٌ وَ خِزيٌّ كَلَّلَ النُجُـــبَا
لِمَوْقِفِ أَعْرَابٍ أَدْنَى مِنَ الجِيَــفِ
هِيَ النَذَالَةُ دَاءٌ لا دَوَاءَ لــَهُ
تَعْلُو النُفُوْسَ ضَرْباً مِنَ الدَّنَـفِ(6)
فَتَحُوا الحُدُوْدَ لِلغُــزَاةِ عِنْوَةً
ثَأْراً لِدَمِ (كُلَيْبٍ) حَاقِــدَ الهَدَفِ
وَ جَنَّةُ اللهِ رَهْنٌ لِخِسَتِهِـــم
حَرْقُ الكُنُوْزِ وَ اسْتِبَاحَةُ عَالِيَ السَعَفِ
وَ صَارَ العِرَاقِيُّ حَقْلَ تَنَـــدُّرٍ
لِكُلِّ صُعْلُوْكٍ وَاضِحٍ أَو خَفِـــي
أَبْنَاءُ صُهْيُوْنَ أَشْفُوا غِلَّ ضَائِقَةٍ
للإنْتِقَامِ لِسَبْيِّ غَابِرِ السَلَــــفِ(7)
مَنْ يَدَّعِي اليَوْمَ أَنَّهُ عَــرَبِي؟
صَارَ التَنَكُّرُ فَخْــراً فَوَاأَسَفِــي!
حِيَال مُحَمَّد الأَسَدِي
(1)العَجَف:الهُزال.
(2)هاشم بن عبد مناف الذي هَشَمَ الثريد لجياع مكة.
(3)الضَفَف:كثرة العيال.
(4)ذي قَلَف:غير مختون.
(5)الصَدَف:غشاء الدُّرة.
(6)الدَّنَف:المرض المزمن.
(7)سبي غابر السلف:السبي البابلي لليهود ، الغِلُّ:الحقد.
.
.
.
|
|
كُلُّ مَا أكْتُبُهُ هُوَ مِنْ نَزْفِ قَلَمِي الخَاص
|