منذ 4 أسابيع
|
|
ما الوفد ؟وكيف يأتي الى الرحمن..!
ما الوفد ؟وكيف يأتي الى الرحمن..!
قال الله –تعالى-:﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ
وَفْدًا﴾ [مريم:85]. أي: اذكُرْ -يا محمَّدُ- يومَ القيامةِ حين نجمعُ الذين اتَّقَوا اللهَ بامتثالِ ما أمرَ، واجتنابِ ما نهى، فنقودُهم إلى الرَّحمنِ راكبينَ في رِفعةٍ وعلوٍّ، فيَقدَمونَ إلى جنَّتِه، ومحَلِّ ضِيافتِه، ودارِ كرامتِه ورِضوانِه.[تفسير السعدي]
وعُدِّيَ نَحْشُرُ بـ إِلَى الرَّحْمَنِ تَعظيمًا لهم وتَشريفًا، وذكَرَ صِفَةَ الرَّحمانيَّةِ إِلَى الرَّحْمَنِ الَّتي خصَّهم بها كرامةً؛ إذ لفْظُ ﴿الحشرِ﴾ فيه: جمْعٌ مِن أماكنَ مُتفرِّقةٍ، وأقطارٍ شاسعةٍ على سَبيلِ القهْرِ، فجاءت لفظةُ ﴿الرَّحمن﴾ مُؤذنةً بأنَّهم يُحْشرون إلى مَن يرحَمُهم.[مُنتظرينَ للكرامةِ عندَهم.[ نظم الدرر للبقاعي]
وجُمْهُورُ المُفَسِّرِينَ عَلى أنَّ مَعْنى قَوْلِهِ: ﴿وَفْدًا﴾ أيْ: رُكْبانًا، وبَعْضُ العُلَماءِ يَقُولُ: هم رُكْبانٌ عَلى نَجائِبَ مِن نُورٍ مِن مَراكِبِ الدّارِ الآخِرَةِ، وبَعْضُهم يَقُولُ: يُحْشَرُونَ رُكْبانًا عَلى صُوَرٍ مِن أعْمالِهِمُ الصّالِحَةِ في الدُّنْيا في غايَةِ الحُسْنِ وطِيبِ الرّائِحَةِ.[أضواء البيان للشنقيطي]. ويُرْوى أنَّهُ يَرْكَبُ كُلٌّ مِنهم ما أحَبَّ مِن إبِلٍ أوْ خَيْلٍ أوْ سُفُنٍ تَجِيءُ عائِمَةً بِهِمْ.[روح المعاني للألوسي]
قال ابن أبي الدنيا: حدثنا محمد بن عمر بن سليمان، حدثنا محمد بن فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد في هذه الآية ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ المُتَّقِينَ إلى الرَّحْمَنِ وفْدًا﴾*قال: "أما واللهِ لا يُحشَرُ الوَفدُ على أرجُلِهم، ولكن يأتونَ بنُوقٍ لم ترَ الخلائقُ مثلَها، وعليها رِحالُ الذَّهَبِ، وأزِمَّتُها الزُّبَرجَدُ، فيَركبونَ عليها حتَّى يَضرِبوا بابَ الجنةِ". [حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم]
اللَّهُمَّ ارزقنا الجنة، واجعلنا من الوفد المكرمين الذين يُقدِمون عليك بوجوهٍ ناضرة وقلوبٍ مطمئنة.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|