منذ 2 أسابيع
|
|
لغتي العربية هل تتطور
لغتي العربية هل تتطور
اللغة كأي كائن مادى أو معنوي ملموس أو محسوس ..
هي بالدرجة الأولى وسيلة للتواصل والتفاهم والتعاون بين الأفراد والجماعات
والتطور في الأشياء نظرية ثابتة على الكائنات كلها فمن النمو إلى الارتقاء أو التدهور
والتأخرأو الانتهاء والفناء..
ومن البدهي أن اللغة ديناميكية متحركة وليست جامدة ولا ساكنة
؛وإنما كباقي الكائنات تتغير وتتطور باستمرار وإن كان لا يحس بذلك كثير من الناس
لأن التغير الذي يصيبها يأتي على مهل وبالتدريج ،
ويبدأ التطور عادة بالابتداع الفردي ،
وبعد أن ينجح الابتكار ويشيع تلتقطه الجماعة اللغوية المعينة، وتنكب على استعماله
وبمرور الزمن يصبح هذا التغيرالجديد جزءً لا يتجزأ من اللغة ،
وصورة أساسية منها للتواصل بالكلام أو الكتابة ويجب أن نعلم أن الابتكار دائما عمل فردي في بدايته ،
ثم يصبح بعد فترة عملا جماعيا ، وهذا شأن كل تطور ؛ أن يمر في مرحلتين
:* المرحلة الأولى فردية من ابتكار الفرد ،
وليس معنى هذا أن يقوم بها الفرد الواحد مع نفسه ف
ربما يشترك في ذلك عدة أشخاص ولكن دون اتفاق سابق
وإنما بمحض الصدفة التي يلاحظها الباديء بالفكرة الابتكارية
أو من اشترك معه
والمرحلة الثانية مرحلة جماعية :
وهي التي يمثلها الاستقرار والقبول للفكرة والتعامل معها
ويظهر التطور اللغوي في كل قطاعات اللغة وعلومها بلا استثناء ،
ولكنه قد يكون أسرع وأظهر في بعض القطاعات
منه في البعض الآخر من اللغة فهناك تطور في الأصوات ،
وفي الصرف اللغوي والنحو ومعاني الألفاظ بمستوييها الأصلي والدلالي المبتكر الجديد وليست العربية بدعا وحدها في هذا الشأن
فهي كغيرها من اللغات قد خضعت لمظاهر التطور على مر الأيام والأزمان
سواء اعترف الناس بذلك أم لم يعترفوا وإن
نظرة فاحصة في تاريخ اللغة العربية ليكشف لنا عن حقائق مذهلة في هذا المضمار ؛
أي مضمار التطور اللغوي على كل المستويات ونكاد نعتقد
أن هذا هذا التطور أصاب اللغة منذ القديم حتى قبل عصر التدوين
، وإن لم يعترف به قدماء اللغة العربية بل إنهم أنكروا على اللغة أن تتطور ،
وذلك واضح تمام الوضوح في هذا الصنيع المشهور الذي صنعوه
؛ألا وهو وقف الاستشهاد بالكلام العربي منذ منتصف القرن الثاني الهجري ،
فقد لاحظوا آنذاك أن اللغة قد أصابها شيء من التغيير
بسبب انتشار العربية في ركب الفتح الإسلامي إلى البلاد الواسعة التي دخلها الإسلام في القتح العربي الإسلامي ،
غير أنهم نظروا إلى هذا التغير نظرة ليست بالعلمية فاعتبروه صورة
من الأخطاء اللغوية ونسوا أو تناسوا أن هذا ما هو إلا تطور طبيعي للغة
وكونهم يقبلون هذا التطور أو لا يقبلونه
فتلك مسألة كان من الواجب عليهم ألا تؤثر في عملهم بالنسبة لتدوين اللغة المتطورة الجديدة
إذ كان الواجب عليهم أن يسجلوا هذه التطورات والتغيرات
ثم لهم بعد هذا أن يحكموا بخطئها أو أن يوصوا الناس بعدم تعلمها ،
أما أن يتركوا التطور بدون دراسة وبدون تسجيل فهذا خطأ كبير من دارسي اللغة العربية القدامى
لأن ذلك قد حرمنا نحن المحدثين من التعرف على ما أصاب لغتنا العربية
في عهودها المختلفة من تغير وتطور
وللبحث بقية قريبا إن شاء الله
|