عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-05-2019
المدير العام
الوافي متواجد حالياً
Iraq     Male
اوسمتي
وسام عيد الحب 31000 
لوني المفضل Darkolivegreen
 رقم العضوية : 88
 تاريخ التسجيل : Dec 2018
 فترة الأقامة : 2303 يوم
 أخر زيارة : منذ 43 دقيقة (11:45 AM)
 الإقامة : بلاد سومر
 المشاركات : 7,388 [ + ]
 التقييم : 61488
 معدل التقييم : الوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]

اوسمتي

افتراضي اصدقِ اللهَ يصدقك




اصدقِ اللهَ يصدقك


بسم الله الرحمن الرحيم


إلى كل نفس ذاقَتْ معنى لذَّة القُرْب والمناجاة، ثم أتَت الرياحُ فعصفت بها، فأوقعتها في طرقات الحياة مرارًا وتكرارًا.

إلى كل نفس اشتهتْ حُبَّ الطاعة؛ ولكنها لم تعرف طريق التوبة من أين يبدأ، وإلى أين ينتهي بها الحال للوقوف على أرض صُلْبة مغتنمة من نفحات الله.

إلى كل نفس سئمت حياة الذنوب وضَنْك العيش، وأحسَّت بالتقصير في حقِّ الله؛ فبدأت نسمات التوبة تُنير عَتْمةَ قلوبها.

إن البداية صدق، والنهاية فوز؛ فإن صدقت الله في قربك منه، وبدأت طريق الله بتوبة صادقة تعزم فيها أن تكون نفسك مُجاهدةً، طائعةً لله، وتشد الرحال إلى أبواب العبادات، ولكي تسير على الخُطى، وتقتفي الأثر في طريقٍ غير موحشةٍ؛ لا بد من توبة صادقة، وستكون النهاية بمشيئة الرحمن الفوز بجنة عرضها السماوات والأرض.

الحمد لله أن لنا ربًّا يقبل توبة العبد، فمهما ابتعدنا، وأخذتنا قطارات الحياة، وانشغلنا دون عذرٍ، أو حتى بعُذْرٍ، فإننا متى طرقنا أبواب الله، فُتحت لنا جميعها، وفرح الله بعودتنا، وتوبتنا أكثر من فرحتنا نحن بالرجوع إليه.

لا بد عند فعل المعصية، والابتعاد عن طريق الله أن تسأل نفسك: أوليس الذي ابتعدتَ عنه هو ربي الذي خلقني، وأعطاني من نِعَمِه، وفضَّلني على كثيرٍ من عباده؟!

أوليس هو خالقي، الذي أعطاني نعمة البصر، والسمع، واللسان، وأعطاني وزادني، وأنار دروب الحياة من حولي؟!

أوليست جوارحي التي أعصيه، وأبتعد بها عنه، هو مَنْ أعطاني إيَّاها؟!

أوليست تلك الأنفاس ودقَّات القلب التي أملكها؛ هو مَنْ أحياني بها؟!

ومع كل تلك النِّعَم التي مهما أدَّينا من شكر وحمد لله، فإننا لن نقدر أن نصل إلى الكمال في العمل، والتقرُّب منه.

ومن نحن حتى نعصي، ونبتعد عن صاحب الفضل والعطاء؟!

ومع ذلك إن ابتعدنا، أو عصينا، كان الله أشدَّ فرحًا بتوبتنا، ورجوعنا إليه؛ قال عليه الصلاة والسلام: ((لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ رَجُلٍ فِي أَرْضٍ دَويَّةٍ مَهْلِكَةٍ، مَعَهُ رَاحِلَتُهُ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ، فَطَلَبَهَا حَتَّى أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ، ثُمَّ قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِيَ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، فَأَنَامُ حَتَّى أَمُوتَ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى سَاعِدِهِ لِيَمُوتَ، فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَاحِلَتُهُ وَعَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَاللَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ وَزَادِهِ)).

فما الذي يدفعنا عن الابتعاد عنه جلَّ جلالُه بعد ذلك؟!

هناك من يقول: إني أذنبت وفعلت من المعاصي والذنوب مالم يفعله أي إنسان؛ فهل يقبل الله عبدًا امتلأت صحيفتُه بالآثام، وكثرت خطاياه؟ هل يقبل الكريم توبتي بعد كل ما اقترفته من المعاصي؟!

إنه التوَّاب، إنه الغفور، إنه الكريم الذي ليس لعطائه حدٌّ، ولا عَدٌّ، إنه الله الذي يغفر لنا من الذنوب ما لا نعلم.

هل سمِعتَ يومًا قصة العبد الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا، ومع ذلك قَبِل اللهُ توبته، دعني أرويها كما هي في حديث الرسول صلوات ربِّي وسلامه عليه؛ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ فَقَالَ: لَا، فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ فَقَالَ: نَعَمْ، وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ؟! انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا؛ فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُد اللَّهَ مَعَهُمْ، وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ؛ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ، فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ، وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ: إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ، فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى، فَهُوَ لَهُ، فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ))، وفي رواية البخاري ((أن الله جلَّت قدرتُه أوحى إلى أرض العذاب أن تباعدي، وإلى أرض الرحمة أن تقاربي))؛ فمهما تعاظمت الذنوب في صحيفتك؛ فإن الله غافرها لك، فقط عليك أن

تصدق الله في توبتك؛ لكي يصدقك في قبولها، فليس من التأدُّب أن ترفع يدك، وتقول: يا رب، أنا تُبْتُ إليكَ، ثم ما إن تنصرف وتُنَزِل يديك ترجع إلى فعل الذنوب، فهل هذه توبة صادقة؟!


فلو تذوَّقْنا حلاوة القُرْب، ولذَّةَ المناجاة، لو تذوَّقْنا جبر الله للقلوب، لما ابتعدنا عنه ولو ثواني.

إن القلب الذي يحيا، وتُسمع دقَّاته بقوَّة، إنه قلب ينبض حبًّا بالله، فمع الله تحيا القلوب، وتزدهر النفوس.

إن الإخلاص، ونقاء القلوب؛ مثل عقد من اللؤلؤ المتكامل، يتوسَّطُه جوهرة، ليس لها مثيل، فكلما طعمتها بصدق التوبة، كان طريقك إلى الجنة مُيسَّرًا، ومهيَّأً لك.

فالزم الطاعة، وجنِّبها المعصية، وجاهد نفسك حتى تستقيم، عندها ستخلص نفسك من عذاب الله برحمته، وعفوه.


بقلم/فاطمة الأمير


الموضوع الأصلي: اصدقِ اللهَ يصدقك || الكاتب: الوافي || المصدر: مملكة السلطانة شهرزاد

كلمات البحث

خواطر ، اشعار ، ادب ، تصميمات ، مقالات





hw]rA hggiQ dw]r; hw]rA




 توقيع : الوافي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس