04-16-2019
|
#8
|
|
القصة التي جاءت إلينا من : " قالت لتؤكد لنا أنها عاشقة من الطراز الأول "
وُجهة نظر خَاصَةٍ محايدة لما ورد في تلكَ القصة "
أولاً : إنْ كانا مجرد عَاشقين خارجَ دائرةِ الارتباطِ ـ لمدة سَنتين ـ فهما ليسا شريكين، أصلاً ، وإنْ كانَ العشقُ أيضاً لمن دُونَ ذلكَ. وهوَ عشقٌ لم يبلغ مراده.
ثانياً : في حالاتِ الإعجابِ والحبِ والعشق، تحدثْ مغالطاتٍ غير واضحة في التسمياتِ بينَ المحبينْ لتفتحْ بابْ أوهامٍ واعتقادٍ ذاتيْ، تخلق ضبابيةٍ على المشهدْ.
ثالثاً : المغالطاتِ في التسمياتِ التيْ تذهبْ الى حدْ الاقتناع بلا مصداقيةٍ تكونْ سبباً في وجود كارثةٍ وخلاف كبير بينْ المُتفاهمينِ.
مثلاُ : اعتقادْ متفاهمينِ اثنين إنهما صديقانِ من الوهلةِ الأولى، في حينْ أنه لا يوجدْ برهان صادق يؤكد أو يوثق متانةِ هذهِ العلاقةِ، وإن اعتقدا ضمنياً بهذا. فهذهِ ليستْ صداقة أبداً، بل هو لبسٌ في الاعتقادِ. كذلكَ الشراكةِ وغيرها منْ كل الأمور التي بحاجةٍ الى دليلٍ قاطع يؤكد ويعرّف نوع العلاقةِ الناشئة وتسميتها الواضحةِ، وان كان فيما يبدو لكل الناسِ على وجهِ العمومِ في العلاقةِ أنهم أصدقاءَ، أو زملاءَ عملٍ أو دراسةِ هذا هو الواقعُ، لكنَّ الحقيقةَ غيرَ ذلكَ تماماً، فمهما كانتِ الصلةِ ونوع العلاقةِ فإنّ الحقيقةَ تميط اللثام دوما عما هو واقعٌ .
ـ هلْ العلاقةَ في وجهِ العمومِ بينَ الذكورِ والإناثِ نزوةً ! بطبيعةِ الحالِ لا. إلا تكونْ خارجْ نطاق ما هو مقبول أو معقول أصلا، وهنا قد تتجاوز حدود النزوةِ، الى أبعد من ذلك في مسار وقنوات التضحيةِ، كالتجاهلِ والتغابيْ أو التنازل عنْ أشياءَ ذاتَ قيمة مهمةٍ دون مقابلٍ. ولأن العلاقةَ بينَ الذكورِ والإناث لها حدود، حتى يثبتُ من المصلحةِ ما يوجبُ الحقوق والعدالةَ في نوعِ العلاقة القائمة.
رابعاً : لا توجدْ في الحقيقةِ، في العلاقاتِ الشخصيةِ نزوةٌ عابرةً، بلْ توجدْ نزوةٌ إما أنْ تكونَ مُكلفةٌ أو قاتلةٍ، تجري تبعتها علىَ منِ اقترفها. أمّا النزواتِ العابرةِ فلا تعد من ضمن ونسق العلاقاتِ الشخصيةِ بل في نطاق العلاقاتِ العرضيةِ العابرةِ ومن المحتمل أنْ تكونَ تكلفتها أيضاً باهظة الثمن.
خامساُ : الاثنان علىَ شاكلةٍ واحدةٍ ـ عفواً ـ وتساويا فيْ دفعِ الثمنْ، وقد شَرِبَا مِنْ ذاتِ الكأس، هي كأسٌ واحدةٌ. وتبدو في الحقيقةِ أنها لم تكنْ تحبهُ، بل كانتْ تحبُ حاجتها فيه، وهو أيضاً كذلكَ، لكنْ الشعور بالمرارةِ الأقوى في جانبٍ مغاير، أدى مَفعوله الإيثار والتضحيةِ بالجَانِبِ الأخر. وصحيحٌ أن الرجل أذا سارَ مسارِ ونهجَ الأفعالِ الممقوتةَ الوضيعةَ في عالمِ الأخلاق كالتزلفِ والتزييفِ والمراوغة والكَذب والخداعِ وغير ذلكَ، فإنّ آخرَ الخِطُطَ الممنوعةَ التي يلتجئ إليها في مساره، هو الاختباءِ أو الاختفاءَ والانزواءَ لتمييعَ وتضييع وتضليل كل أوجهِ الحقائقَ المشروعةَ التيْ ستواجهه وترفعُ في وجهِ أعماله السوداء كل البطاقاتِ الحمراء لضبطه وايقافه .
سادساُ : وسائل الانتقام غيرَ مشروعةٍ أصلاً، لأنْ الحقوق تستوفىَ بالتقاضيْ، وليسَ بالانتقامِ، ولأنّ الانتقامَ يفتحُ أبواباً أخرىَ لاستمرارِ وتوسع دائرة الخلاف ورف درجة وتيرةِ الانتقامِ. والحنانُ لا يلتقي أبداً ولا يقابله الانتقامِ، فالانتقامُ نافذتهُ الأمامية هيَ الحقدُ والإصرَار على الأخذ بالثأر وبأبهُ الواسعُ هو ذاتَ الانتقام .
ابنتي القديرةُ : عسل، القصةُ مُسليةٌ وهادفةٌ لنا، لكنها مؤلمةٌ لمنْ شهدَ المَوقف، شكراً لك ولطرحكِ الرائعَ الماتع، إنما كانَ هذا ردي وقراءَة نقديةٍ، وتقديرا لك. ولقد اختصرتُ الكثير الذي لم أقدمهُ في السيرة. خشية أن أطيل .
كلَّ ما اخشاهُ يابنتيْ، ان يقومْ أحدُ الادرايين أو المشرفينْ، باقتلاعيْ أنا وردي هذا، والقذفُ بنا منْ أحدى شرفاتِ هذا المنتدىَ الى حديقته الخلفيةَ . فلا اجد شفيعا، يسمحُ بدخولِي ثانيةً غيركِ .. فكونيْ شفيعةً ورؤفةً بدون انتقامٍ .. ههههـ
وفقك الله ومعذرة للاطالة
|
|
.
|