صباحي وقهوتي وقلمي

أنا وأنت والصباح وفنجان قهوة
أربع حكايات تنساب في سكونٍ ناعم
وجهك مرآة لروحي، والقهوة مرآة لقلبي
رائحة البنّ تتعانق مع عبير وجودك
فتغدو الدنيا أكثر دفئًا، أكثر صدقًا

نجلس بصمتٍ لا يحتاج للكلمات
فالعين تقول ما لا يجرؤ اللسان عليه
ونقطة السكر في فنجاني
هي ابتسامتك الخجولة..
حين تلتقي نظراتنا

أنا وأنت..
وكأن الكون أوقف دورته ليحفظ هذه اللحظة
لحظة تُكتب بالهدوء
وتُقرأ بالشوق
فهل هناك أجمل من صباح يبدأ بك؟

صباحي وقهوتي وقلمي...
ثلاثتهم يجلسون معي على طاولة البوح
القهوة تداعب نبضي برائحتها
والقلم يراقص أفكاري على ورق لا يشيخ
أما صباحي... فهو حنين ناعم
يتسلل من بين شقوق الضوء
يهمس لي: "اكتب ما يسكنك، لا ما يقال"

أحتسي دفء القهوة كأنني أرتشف بعضي
وأترك للقلم حرية الجنون في حضرة سكون الصباح
فما أجمل أن تكتب حين يكون الصمت حليفك
والشمس شاهدة على نبضك...

أنا وصباحي وفنجان قهوتي…

لحظة هادئة تجمعني بنفسي
حيث لا ضجيج إلا نبض قلبي
ولا رفقة بقيت
سوى بخار يتصاعد من فنجان صغير
يحمل في نكهته قصص الأمس
وأحلام اليوم.

أنا والصباح…
نرسم على طاولة الوقت بداية دافئة
تتسلل فيها أشعة الشمس بهدوء
كأنها تربت على كتفي وتهمس لي:
ابدأ يومك بابتسامة.. فالحياة لا تنتظر

وفنجاني
ذلك الصديق الصامت
يشبهني حين أمتلئ بالكلام ولا أقول
حين أشتاق ولا أبوح
وحين أحب الصمت لأن فيه راحتي

أنا وصباحي وفنجان قهوتي..
حكاية قصيرة
لكني أعيشها بكل شعور.