![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
||||||||||
|
|||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
||||
|
|||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() كعادتي كل عام، وطأت قدماي بغداد في الخامس من آذار، لأقف مجددًا أمام جرح بغداد النازف، شارع المتنبي، القلب النابض لروح العراق الأدبية، شارع المعرفة والكتب، شارع الشعر والمقاومة. لكن هذا العام، كان الألم مضاعفًا، والحزن أعمق من أن تحتويه لغة، فقد غاب عن هذا المشهد الحاج محمد الخشالي، الأب الذي فقد خمسة من فلذات كبده في التفجير الإرهابي، لكنه ظل، رغم المأساة، صوتًا للصفح وصورةً للصبر. لن يستقبلني هذا العام بابتسامته الدافئة، لن يفتح ذراعيه بحضن أبوي يختصر حنان الدنيا بأكملها. هذا العام، بكت بغداد من جديد، وعاد العراق إلى حداده الأبدي. كل من عشق بغداد، كل من عشق الجمال الذي تنبض به هذه المدينة، وقف حزينًا، مذهولًا، مطأطئ الرأس أمام هذا الفقد العظيم، هو رحل .. لكنه لم يرحل .. حملته الأقدار بعيدًا، لكنها حملته إلى حيث أراد أن يكون، إلى أبنائه الذين اختطفهم التفجير الغادر في 2007، التفجير الذي زلزل قلب شارع المتنبي، وأطفأ نور مكتباته، واغتال أحلام كتبه ورواده. جسّد فيلم “نغفر لكننا لا ننسى” هذه المأساة الوطنية، وحوّل فاجعة الخشالي إلى رمز للوحدة العراقية، فالعراقيون يجتمعون في النكبات الكبرى كما لم يجتمعوا في غيرها. لم يكن في ذلك اليوم دم بغداد وحده الذي نزف، بل كانت روح الفكر والحرية هي التي أصابتها شظايا الغدر. في ذلك اليوم، خسر العراق باعة الكتب، والمثقفين، والعابرين الحالمين، كلهم كانوا ضحايا الظلام… ضحايا الجهل والحقد. لكن المأساة لم تُنسَ، ولم يُسمح لها بأن تُنسى كان هناك من ناضل ليبقيها حيةً في الذاكرة، كان هناك من رفض أن يُطمس الحبر بوهج الدم. كان هناك الشاعر الأمريكي بو بوسليل، الذي أطلق معركة أدبية ضد النسيان، داعيًا الكتّاب والفنانين والمثقفين حول العالم للانضمام إلى مبادرته “شارع المتنبي يبدأ من هنا”، وقوفًا إلى جانب العراق وثقافته ورموزه الحيّة. وفي قلب هذا المشهد كان الحاج محمد الخشالي، رجلًا صار أيقونة للصبر والتسامح، ومشعلًا للأمل رغم كل العتمة.. رجل غفر لقاتل أبنائه… ليعلّمنا دروس الحياة، هذا هو الحاج محمد الخشالي ، قصته لم تكن مجرد قصة الم، بل سفرا في الصفح … في هزيمة الحقد نفسه ، فهو من قال في الفيلم جملته المزلزلة : “”والله لو جيء بقاتل أبنائي الخمسة، ووعد بأنه لن يكرر فعلته، ولن يقتل بريئًا آخر في العراق… سأعفو عنه”. لم يتحول وجعه إلى انتقام، بل أصبح درسًا في الشفاء، شهادةً لقوة الرحمة. حكايته ليست مجرد ذكرى، بل مدرسة نتعلم منها كيف نواجه الجراح التي لا تندمل، وكيف نجد الأمل في أحلك لحظات الخراب. في يوم الخامس من اذار من كل عام ،و في مقهى الشابندر، نظمت حفل الاستذكار. لكني خذلت الحاج محمد، فلم أتعلم منه كيف يقاوم الحزن بالصمت. لم أتمكن من لجم وجعي، لم أستطع أن أخفي دموعي التي فضحتني أمام أحفاده وأبنائه والحاضرين. نحن نؤمن أن من نحبهم، من نضعهم في أعمق زوايا أرواحنا، هم أزليون، نتصور أنهم باقون إلى الأبد، لا نتخيل أبدًا أننا قد نعود إلى أماكنهم ولا نجدهم هناك. لكن الموت هو الاختبار الأعظم لصبرنا، وإيماننا. “إنا لله وإنا إليه راجعون” هناك، في لقاء الأرواح الخالد، سيكون لمن رحلوا فرح اللقاء، سلامٌ ورحمةٌ لمن غابوا، ولعنةٌ أبديةٌ لمن خطف الأرواح البريئة تحت عباءة الفكر المظلم، والتطرف، والمصالح السياسية الدنيئة. الموت يسرق الأجساد… لكنه لا يسرق العدالة، حيث الشهداء يصعدون إلى مجد الجنة، أما قاتلوهم فلا مصير لهم سوى العار لتكن حكاية الحاج محمد الخشالي درسًا لنا جميعًا في الصبر والكفاح، والقوة التي تكمن في التسامح. فمن يملك القدرة على الانتقام، ثم يختار العفو، فإنه يحطم جلاده ويكسر سلاحه. التسامح ليس ضعفًا، بل أعظم انتصار على الطغيان، ولنتذكر دائما من ان العدالة سماوية .. ولن يفلت الأشرار من حسابها ..
[vhp gh jksn
المصدر : || منتديات شهرزاد الادبية
إسم الموضوع : || جراح لا تنسى
القسم : || سوق عكاظ الادبي
كاتب الموضوع : || عصي الدمع
|
![]() |
#2 | |||||||||||||
رئيس اقسام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() راقت لي كلماتك من أول عنقودلآخره دمت في حمى الرحمن تقبل وافرأحتراماتي |
|||||||||||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر |
يتصفح الموضوع حالياً : 3 (1 عضو و 2 ضيف) | |
|
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
جراح مصري يهدي البشرية صمامات طبيعية للقلب تدوم مدى الحياة | الوافي | اخبار علميه | 1 | 01-15-2025 04:49 PM |
أبطال أوروبا.. بايرن يعمق جراح سان جرمان ويعود بفوز ثمين من باريس | الوافي | شهرزاد الرياضي | 3 | 02-16-2023 11:54 PM |
هل تنسى كثيرا؟ هذه الطريقة تساعدك على تحسين الذاكرة | الوافي | الصحه والطب البديل | 3 | 06-19-2021 03:41 PM |
لا تنسى نصيبك من الدنيا... | ابراهيم دياب | الثقافه العامه | 7 | 07-29-2020 06:29 AM |
معلومات عن جراد البحر | ابراهيم دياب | عالم الحيوانات والنباتات والبحار | 2 | 06-25-2020 03:03 PM |
![]() |