بعد أيام قلائل سنعيش في رحاب أيام فضيلة
أيام النصف الثاني من هذا الشهر الفضيل
الذي تتضاعف فيه حسنات الإنسان
إذ يتقرب عباد الله إلى خالقهم بحسن الصيام
وفضل القيام متضرعين إليه بأن يغفر ذنوبهم
ويقبل توبتهم ويثبتهم على الدين الحنيف ..
فبالأمس القريب استقبلنا شهر رمضان المبارك بالبهجة والسرور
ذهب ما ذهب نسأل الله أن يقبل التوبة ويعفو عن السيئات لمن تاب وأناب..
إذ جعل سبحانه وتعالى في العشر الأواخر من رمضان
فرصة لمن أحسن في أوله أن يزداد ، ولمن أساء أن يستدرك ما فات
و يغتنم هذه الأيام المباركة في الطاعات ..
ايام فضيلة جعل الله عز وجل فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر
إكراما منه للصائمين حتى تكثر حسناتهم وينالوا الجزاء الأكبر
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها :
"من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"..
وإذ جعل الله ايام رمضان للصيام والقيام و كبح جماح النفس
بمنعها عن الطعام والشراب والابتعاد عن الشهوات
فإنه سبحانه وتعالى جعل بعد ذلك للصائم فرحة عند فطره
في دلالة واضحة على مشروعية الفرح في نهاية الشهر الفضيل
وقد عظم الله عز وجل شأن عيد الفطر وجعله عيدا
يعقب أفضل الشهور وأعظمها على الإطلاق
فعيد الفطر بما سبقه من طاعات ومجاهدات
أساسها ومبعثها فريضة الصيام
هو للمؤمن هدية الشهر الفضيل ووسام من الخالق عز وجل
على صدر عبده المطيع هدية منه ومنحه تعبيرا عن حبه له ورضاه عنه
بعد أن قام وصلى ، وذكر ، وقرأ ، وجاهد، وكف النفس عن الملذات..
لأن يوم عيد الفطر ليس كسائر الأيام ينبغي للمؤمن أن يظهر فيه الفرح
فالعيد في الإسلام مظهر من مظاهر الفرح ، فرصة عظيمة
لصفاء النفوس وتجديد الحياة وهو لا يعني أبدا الانفلات من التكاليف
والتحلل من الأخلاق والآداب فلابد فيه من الانضباط بالضوابط الشرعية والآداب المرعية..
فالحمد لله على أن وفقنا لبلوغ شهر رمضان
ونسأله سبحانه وتعالى أن يعيننا على إحياء
باقي لياليه بأفضل صورة وأن يجعلنا وإياكم
من الفائزين المقبولين في نهايته..
النصف الثاني من شهر رمضان المبارك
