١٣ - الاستثناء المنقطع يُمتَحن بأن يحسُن معه «إن» فإن حسُنت كان منقطعًا، وإن لم تحسُن كان استثناءً متصلًا صحيحًا. كقول القائل: سار قوم إلا زيدًا. ولا يصح دخول «إن» هاهنا؛ لأنه استثناء صحيح.
٢٠ - {ثم رددناه أسفل سافلين} قال ابن عباس: يرد إلى أرذل العمر، كَبِرَ حتى ذهب عقله، وهم نفرٌ ردوا إلى أرذل العمر على عهد رسول الله ﷺ، فسئل رسول الله ﷺ حين سفهت عقولهم، فأنزل الله عذرهم أن لهم أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم.
٢١ - قال عكرمة: كان يقال: من قرأ القرآن لم يُرَد إلى أرذل العمر، ثم قرأ: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} قال: لا يكون حتى لا يعلم من بعد علم شيئًا.
٢٢ - {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون} قال ابن عباس: «أيما رجل كان يعمل عملًا صالحًا وهو قوي شاب، فعجز عنه، جرى له أجر ذلك العمل حتى يموت»
٢٤ - قال مجاهد: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي، ففعل ذلك ألف شهر، فأنزل الله هذه الآية: {ليلة القدر خير من ألف شهر} قيام تلك الليلة خير من عمل ذلك الرجل.
٢٦ - قال عمرو بن دينار: سألتُ محمد بن كعب القرظي، عن هذه الآية: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} قال: «من يعمل مثقال ذرة من خير من كافر، ير ثوابها في نفسه وأهله وماله، حتى يخرج من الدنيا وليس له خير؛ ومن يعمل مثقال ذرة من شر من مؤمن، ير عقوبتها في نفسه وأهله وماله، حتى يخرج وليس له شر»
٢٧ - {حتى زرتم المقابر * كلا سوف تعلمون} في هذا دليل على صحة القول بعذاب القبر؛ لأن الله تعالى ذكره، أخبر عن هؤلاء القوم الذين ألهاهم التكاثر، أنهم سيعلمون ما يلقون إذا هم زاروا القبور وعيدًا منه لهم وتهددا.
٢٩ - قال أبو هريرة: بينما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما جالسان، إذ جاء النبي ﷺ، فقال: «ما أجلسكما هاهنا؟» قالا: الجوع، قال: «والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره»
٣٠ - {ويل لكل همزة لمزة} قال أبو الجوزاء: قلتُ لابن عباس: من هؤلاء هم الذين بدأهم الله بالويل؟ قال: «هم المشَّاءون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون أكبر العيب».