الإسرائيليين والفلسطينيين باتوا في خضم جولة عنف

الإسرائيليين والفلسطينيين باتوا في خضم جولة عنف

يجمع سياسيون ومراقبون أمنيون على أن الإسرائيليين والفلسطينيين باتوا في خضم جولة عنف مماثلة لجولات سابقة شهدها الطرفان في السنوات الماضية، الأمر الذي يحتم على الحكومة الإسرائيلية اتخاذ خطوات سريعة لمنع التدهور، لاسيما أن ذلك قد يهدد بقائها في ظل تهديدات بعض النواب العرب بالانسحاب من الائتلاف، في حال استمر التدهور على حاله في الحرم القدسي.
ويجري رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، تقييما دائما للوضع لتحديد كيفية التعامل مع التطورات. وفي اجتماع عقده مع كبار المسؤولين في الدوائر الأمنية مطلع الأسبوع الجاري تم طرح خلاصة الصورة الاستخباراتية والنشاطات العملياتية الجارية في الأماكن المختلفة.
ويدرك بينيت أنه من أجل الحد من التصعيد، يتوجب تفادي المس بحياة المواطنين العادية قدر المستطاع، الأمر الذي أكده، خلال الجلسة، وشدد على ضرورة الاستمرار في بذل قصارى الجهود في سبيل إتاحة إمكانية الاحتفال بالأعياد والمناسبات الدينية في القدس لأبناء كافة الديانات. من ناحية ثانية، أوعز رئيس الحكومة الإسرائيلية بالاستمرار في التعامل بصرامة مع من وصفهم بمثيري الشغب، الذين يخلّون بالنظام العام ويسعون للمس بمجرى العيد.
مساع الحكومة لخفض التوتر

وقال، خلال الجلسة، إن "هدفنا الرئيسي توفير الأمان لمواطني إسرائيل في كل أنحاء البلاد. حيث لا يزال المستوى السياسي يتيح حرية التصرف الكاملة لأجهزة الأمن لكي تقوم بكل إجراء من شأنه توفير الأمان لمواطني إسرائيل. ونعمل على تهدئة الأوضاع من ناحية، ومن ناحية أخرى نتصرف بشكل حازم ضد العناصر العنيفة. إن أجهزة الأمن جاهزة للتعامل مع أي سيناريو كان".
وفيما يعد مؤشرا للسياسة الدقيقة التي تنتهجها الحكومة، أصدر وزير الدفاع، بني غانتس، تعليمات للجيش الإسرائيلي بعدم تمديد الإغلاق المفروض على الضفة الغربية الذي فُرض خلال نهاية الاسبوع المنصرم في فترة عيد الفصح اليهودي. وذلك في ختام جلسة تقييم أمني بمشاركة غانتس ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي. وقال غانتس إن "إسرائيل ستواصل عملها ضد الإرهاب بشكل دقيق ولكبح كل من يريد الإخلال بالنظام العام".
وسعى غانتس إلى التركيز على الاعتقالات بالاستناد إلى المعلومات الاستخباراتية، في أماكن محددة في داخل الضفة. ويرى وزير الدفاع الإسرائيلي أنه لا يوجد سبب لتغيير سياسة بلاده بسبب موجة الهجمات التي يقوم بها أفراد، مضيفا أنه يجب مواصلة السياسة الاقتصادية والاستعدادات لزيادة عدد تصاريح العمل للفلسطينيين داخل إسرائيل.
وتعتبر الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية أن أحد أسباب التصعيد هو الجهات المحرضة التي تعمد إلى ترويج الأخبار الكاذبة ومقاطع الفيديو المحررة انتقائيا، والتي تظهر تعامل عنيف مع المصلين المسلمين وذلك بهدف تأجيج الأوضاع والمس بمجرى شهر رمضان المبارك.
تسلسل الأحداث

وبدأت جولة العنف الحالية بعد شن 3 مواطنين من عرب إسرائيل، ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، هجمات على مدنيين عزل في مناطق مختلفة في البلاد، مما أدى الى مقتل ستة أشخاص وإصابة العشرات. هجمات كانت دوافعها إرهابية داعشية، لكنها امتدت إلى داخل الضفة الغربية، حيث انطلق منها مهاجمان إلى مدينتي بني براك وتل أبيب وقتل في الهجومين ثمانية مدنيين.
ويرجح المحلل الشرق أوسطي، إيلي نيسان، في حديث مع "الحرة"، أن ما وصفه بموجة الإرهاب الحالية لم تنته بعد، وقد تتفاقم، مشيرا إلى ضرورة الاستعداد للتصدي لما تسميه الدوائر الأمنية في إسرائيل بـ"هجمات التقليد"، أي اقتداء شبان بمنفذي الهجمات والعمل على تقليدها.
وكان الدكتور مايكل ميلشتاين، من جامعة تل أبيب، نشر هذا الشهر دراسة شاملة عن الجيل الفلسطيني الشاب في الضفة الغربية بعنوان "ليس هنا، وليس هناك".
ويشير الباحث الإسرائيلي الى عدة أسباب لاندلاع موجة العنف الحالية، أولها تحريض حركة حماس على وسائل التواصل الاجتماعي مما يزيد من تأثير "التقليد"، ولا سيما دعوات القيادي في حركة حماس، صالح عاروري، إلى تكثيف "المقاومة" لإسرائيل في الضفة الغربية.
كما خلص ميلشتاين إلى أن ما يميز المهاجمين الفلسطينيين انتمائهم إلى ما وصفه بـ"الجيل الضائع". حيث إنهم رغم ارتفاع معدل التعليم، لا يرون إمكانية أن يكونوا قادرين على تأمين عمل مهني وسبل عيش معقولة.
كما أن عداءهم لحكم السلطة الفلسطينية شديد، ومن الصعب للغاية كبح جماحهم عندما تبدأ موجة جديدة من العنف. ويضيف ميلشتاين أن الهجمات توضح أن هناك سقف زجاجي لجهود "السلام الاقتصادي" للحكومات الإسرائيلية الأخيرة التي تفضل تقديم التسهيلات الاقتصادية على تجديد العملية السياسية.
ووفقا لميلشتاين، فإنه في حين أن التسهيلات الاقتصادية قد تكون كافية لكبح انتفاضة شعبية كبرى، بيد أنها لا تمنع أفرادا ضاقت بهم السبل من شن هجمات.
كما أن أعضاء اليمين المتطرف في إسرائيل يساهمون أيضا في تفاقم الأجواء المتوترة. ففي الأسابيع الأربعة الماضية، وقع حوالي 60 حادث رشق بالحجارة وإلحاق أضرار بممتلكات فلسطينية في جميع أنحاء الضفة الغربية. اعتداءات تتكرر من قبل المستوطنين والتي تزداد عندما يشن فلسطينيون هجمات ضد إسرائيليين، حيث صدرت الأسبوع الماضي تحذيرات من نية مستوطنين شن هجمات انتقامية بسبب تدنيس ضريح النبي يوسف في نابلس.
كما أن للأجهزة الأمنية الإسرائيلية دورا في رفع التوتر، ففي الوقت الذي يمارس الجيش وجهاز الأمن العام نشاطات أمنية خاصة في شمال الضفة الغربية، فإن هذا يدفع إلى احتكاك وتصعيد داخل الأراضي الفلسطينية، ولاسيما في فترة الأعياد لدى اليهود والمسلمين، التي يفرض فيها الجيش والأمن إجراءات احترازية.
وكان الجيش الإسرائيلي عزز قواته بعدد من الكتائب في الضفة الغربية وعلى الحدود مع قطاع غزة لمراقبة محاولات التسلل عبر الثغرات الكثيرة في الجدار الفاصل بالضفة الغربية، وكذلك في محاولة لاستعادة الإحساس المهتز بالأمن بين المدنيين، ولكن نشاطات الجنود في القرى ومخيمات اللاجئين، تساهم في الاحتكاك وتؤدي إلى سقوط ضحايا فلسطينيين، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى تكثيف مشاعر الانتقام وإطالة أمد موجة العنف.
وما يثير حفيظة الفلسطينيين، على وجه الخصوص، هي الاستفزازات التي يقوم بها مستوطنون ومتطرفون يهود في الحرم القدسي. وكانت قوات الأمن الإسرائيلية اعتقلت 4 يهود متطرفين، الأسبوع الماضي، حسبما كشف الناطق بلسان الشرطة، الميجر وسيم بدر، في حديث مع "الحرة"، وذلك خلال محاولتهم أداء طقوس دينية في الحرم وتقديم القرابين في عيد الفصح.
وكانت دعوات مماثلة نشرها متطرفون يهود، لكن كبار المسؤولين، وفي مقدمتهم رئيس الدولة، يتسحاك هرتسوغ، والشرطة ووزراء، أكدوا أن إسرائيل لن تسمح قطعا بذلك، ولن تقبل بتغيير الوضع القائم في الحرم.
لكن هذه التأكيدات لم تكن كافية لممثلي الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، الذين دعوا للتحضير عما وصفوه بالدفاع عن المسجد الأقصى. وفيما يتعلق باعتداءات أفراد من الشرطة على المصلين في داخل الحرم، اعتبر الناطق بلسان الشرطة أن بعض هذه الصور تمت منتجتها، كما أوضح أن الشرطة لا تتنصل من مسؤوليتها وتتخذ إجراءات عقابية ضد أفرادها الذين يخالفون الأوامر. وعود لم نستطع التأكد من صحتها.
اهتزاز الائتلاف الحكومي الهش واحتمالات انهياره واردة

من الناحية السياسية، تواجه الحكومة الإسرائيلية تحديًا أكثر مما كانت عليه خلال الأشهر الـ9 الماضية حين تم تشكيلها، حيث أنها فقدت أغلبيتها في الكنيست بعد انسحاب رئيسة الائتلاف النائبة عيديت سيلمان، ومن ناحية ثانية يتعرض الائتلاف لكيل من الانتقادات من قبل حزب الليكود بزعامة رئيس المعارضة بنيامين نتانياهو والمستوطنين الذين يطالبون بتعزيز الاستيطان والتعامل بصرامة أكثر مع الفلسطينيين.
واعتبر المحلل إيلي نيسان أن هذه الحكومة لن يكون باستطاعتها فرض إجراءات أمنية مشددة من أجل التعامل مع الاعتداءات الفلسطينية، وذلك بسبب شراكة القائمة العربية الموحد برئاسة منصور عباس في الائتلاف الذي يهدد بالانسحاب.
وكان أعضاء مجلس شورى الحركة الإسلامية صادقوا في ختام اجتماع على القرار تجميد العضوية في الائتلاف الحكومي. وسيكون القرار ساري المفعول لغاية انتهاء العطلة الحالية للكنيست - ما يعني ألا تكون له انعكاسات سياسية بسبب عدم انعقاده.
وقال رئيس القائمة العربية الموحدة، منصور عباس، إن قرار تجميد العضوية في الائتلاف الحكومي والكنيست قد يتحول إلى انسحاب كامل في حال استمرت الحكومة في سياساتها في الأقصى. وهدد عدد من نواب "الموحدة" بأخذ هذا القرار على محمل الجد واعتبار أنفسهم في حل من الانضباط الكتلوي حتى بعد العطلة البرلمانية.
كما يرى نيسان أن ثمة قلق لدى الحكومة من أن الأزمة مع الموحدة قد تؤدي إلى انسحاب عضو كنيست آخر من الكتلة اليمينية في الائتلاف، كما فعلت النائبة عيديت سيلمان من كتلة يمينا.
ردود فعل دولية

واستدعت الخارجية الأردنية القائم بأعمال السفير الإسرائيلي في عمان إلى جلسة استماع من أجل التعبير عن احتجاجها على استمرار السماح بزيارات جماعات المستوطنين وقوات الشرطة للمسجد الأقصى.
وأكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن حماية المسجد الأقصى أولوية أردنية، مشيرا إلى أن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، يكرس إمكانيات المملكة من أجل الحفاظ عليه.
وكانت السفارة الأميركية في القدس حذرت كافة الأطراف من مغبة استمرار أعمال العنف، وكتبت في تغريدة لها "نحن نراقب عن كثب الأحداث في القدس خلال فترة الأعياد المقدسة لليهود والمسلمين والمسيحيين. نحث الجميع على الامتناع عن الأعمال التي تزيد من تصعيد التوترات. نشجع جميع الأطراف على العمل سوياً لضمان الهدوء والاستمتاع الهادئ بجميع الأعياد الدينية".

الموضوع الأصلي: الإسرائيليين والفلسطينيين باتوا في خضم جولة عنف || الكاتب: الوافي || المصدر: مملكة السلطانة شهرزاد

http://shrzad.com

كلمات البحث

خواطر ، اشعار ، ادب ، تصميمات ، مقالات

المصدر: منتديات شهرزاد الادبية - من قسم: الأخبار العالميه والمحليه

---

hgYsvhzdgddk ,hgtgs'dkddk fhj,h td oql [,gm ukt

المصدر : || منتديات شهرزاد الادبية إسم الموضوع : || الإسرائيليين والفلسطينيين باتوا في خضم جولة عنف  القسم : || الأخبار العالميه والمحليه كاتب الموضوع : || الوافي

إنَتَقاء ثَري بالَذائَقة
جَمِيلْ ممَزوُج بتَسنيِم اَلوَردْ
سَلِمتْ الأيَادي ودَام عطَائَكـ