كيف لا تكره ذنوبا كانت سبب سقوطك في عين الله
وكراهية الناس لك،وحاجبة التوفيق عنك، ومانعة الإحسان إليك،
وفاتحة الأحزان عليك؟ومن كره شيئًا هرب منه.
1. حرمان العلم والرزق:
جلس الشافعي إلى الإمام مالك يوما، فأُعجب به مالك وقال له:
إن الله قد قذف في قلبك نورًا فلا تطفئه بظلمة المعصية.
لكن الشافعي خالف وصية مالك يومًا، فنظر إلى كعب امرأة
في طريق
ذهابه إلى شيخه وكيع بن الجراح فنسى وتعثر حفظه
(كان الشافعي يحفظ طبعًا، بل كان يضع يده على الصفحة المقابلة حتى لا يختلط حفظه)،
فأكد وكيع نصيحة مالك بترك الذنوب دواء ناجعًا للحفظ.
شكوتُ إلى وكيعٍ سوءَ حفظي *** فأرشدني إلى ترك
المعاصي
وأخبرني بأن العلمَ نورٌ *** ونورُ الله لا يُهدى لعاصي
وهذا المعنى هو الذي أبكى أبو الدرداء
لما فتح المسلمون قبرص قيل له:
ما يبكيك في يومٍ أعز الله فيه الإسلام وأذل الشرك وأهله؟!
فقال: ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا تركوا أمره،
بينما هم أمة قاهرة قادرة إذا تركوا أمر الله عز وجل
إذا كنت في نعمةٍ فارعها *** فإن الذنوبَ تُزيل النِعم
وحُطها بطاعة رب العباد *** فرب العباد شديد النقم
عجيبة:
وقد تسأل وتقول:
كيف أصبح اليوم أهل الفسق والعصيان في المعالي،
وكثير من أهل الحق والتمسك بالإسلام
يعانون الفقر والضعف والذل؟!
ويرد عليك رسول الله ï·؛ فيقول:
"إذا رأيت الله يعطى العبد من الدنيا على معاصيه
ما يحب فإنما هو استدراج،
ثم تلا:
{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ
حَتَّى? إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ}
[الأنعام:44]،
والحديث في ص ج ص رقم ( 561)).
أخي الغافل..
إذا رأيت الله يوالي عليك نعمه وأنت تعصيه فاحذره،
وإذا رزقك بمال أو عيال أو صحة أو جمال
ثم رددت عليه النعمة بالمعصية فاحذره؛
بل خاف على نفسك من زوال نعمته
وفجاءة نقمته وعظيم سخطه وتحول عافيته
أتريدني أن أثبت لك هذه السنة الربانية من كتاب الله عز وجل؟!
اسمع إلى قول الله عز وجل يصف الكافرين
(وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَظ°نِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ
وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ وَزُخْرُفًا غڑ وَإِنْ كُلُّ ذَظ°لِكَ لَمَّا مَتَاعُ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا غڑ وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ)
[الزخرف:33- 35]
?2. القلب المستوحش:
فإن الذنوب تورث القلب وحشة وحزنًا يلقيان ظلالهما على القلب
فور اقتراف الذنب ومقارفة الخطيئة، ونحن نتحدث هناك عن من عمر
بالإيمان قلبه، فمثل هذا لا تتم له لذة المعصية أبدًا
ولا يكتمل بها فرحة، بل لا يباشرها إلا والحزن يخالط قلبه،
ولكن سكر الشهوة يحجبه عن الشعور به،
فمن خلال قلبه من هذا الحزن فليتهم إيمانه،
وليبك على موت قلبه...
إنا لله وإنا إليه راجعون
خراب الديار:
قال مالك بن دينار:
"إن القلب إذا لم يكن فيه حزن خرب، كما أن البيت إذا لم يسكن خرب".
ليس الحزن ضمانًا لعدم خراب القلب، بل سبب من أسباب دخول الجنة
عند الحسن البصري، الذي قال:
"إن المؤمن ليذنب الذنب فما يزال به كئيبًا حتى يدخل الجنة".
يا أخي
يا مدعي الحزن بالقول، وأفعالك تكذب لسانك،
لو كان في قلبك حزن، لبدا أثره على جسدك،
لظهر بكاء من خشية الله، لظهر إتباعًا للسيئات بالحسنات،
لظهر دفنًا للنفس في أحضان الصالحين،
لظهر هجرانًا لأهل المعاصي،
لظهر توبة صادقة وعبرة نادمة وعزمًا حديداً.
3. وحشة مع الصالحين:
قال أبو الدرداء:
ليحذر أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر،
ثم قال:
أتدرون مم هذا؟
قال: إن العبد ليخلو بمعاصي الله،
فيلقي الله ببغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر.
إذا وجدت من إخوانك جفاء فذلك ذنب أحدثته، فتب إلى الله عز وجل،
وإذا وجدت منهم زيادة محبة فذلك لطاعة أحدثتها فاشكر الله عز وجل.
وليس فقط الجفاء بل الاستهانة والاستخفاف
من كل من دب فوق الأرض
صغيرًا كان أم كبيرًا، حقيرًا كان أم جليلًا،
الف شكر لكِم على الموضوع الراقى
سلمت يداكم على طرحكم الاكثر من رائع
و الله يعطيكم الف عافيه...
وفي انتظاااارجديدكم دائما
.*. دمتِم بسعاده لاتغادر روحكم.*.