11-17-2018
|
|
|
دعوة للتسامح
دعوة للتسامح
وأنا اتصفح بعض المقالات مررت بتفسير هذه
الآية الكريمة التي تحمل التوجيه العظيم:
( وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى
وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا
أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
هل تعلمون سبب نزول هذه الآية ..؟!
نزلت في سيدنا "أبو بكر" الصديق رضي الله عنه وابن
خالته "مسطح بن أثاثه" ..
فقد كان "مسطح" من فقراء المهاجرين، وكان سيدنا
"أبو بكر" رضي الله عنه ينفق عليه لقرابته وحاجته ..
فلما وقع حديث الإفك في اتهام أم المؤمنين عائشة
رضي الله عنها في عرضها، كان "مسطح" من أولئك
الذين وقع منهم ذلك الجرم وتكلموا في تلك
الإشاعة المفتراة على ابنته "عائشة" ..
فحلف سيدنا "أبو بكر":
والله لا أنفق على "مسطح" شيئاً أبدا، ولا أنفعه بنفع أبدا
بعد الذي قال لـ "عائشة" ما قال وأدخل عليها ما أدخل ..
فأنـزل الله في ذلك:
( وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى
وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا
أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
وتفسير الآية: لا يحلف من كان ذا فضل من مال وسعة
منكم ألا يُعْطُوا ذَوي قَرابتهم، فيصلوا به أرحامهم، وليعفوا
عما كان منهم من جُرم, وليتركوا عقوبتهم على ذلك
بحرمانهم ما كانوا يؤتونهم من قبل، ولكن ليعودوا لهم
إلى مثل الذي كانوا لهم عليه من الإفضال عليهم,
ألا تحبون أن يستر الله عليكم ذنوبكم
بإفضالكم عليهم ..
فقال سيدنا "أبو بكر" بعد نزول هذه الآية:
والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجَّع إلى " مسطح" نفقته
التي كان ينفق عليه، وقال: والله لا أنـزعها منه أبدا ..
انظروا وتأملوا عظم شأن هذه الحادثة المفتراة التي نالت
عرض أعف نساء العالم أم المؤمنين عائشة زوجة رسول الله
صلى الله عليه وسلم, ومع ذلك أنزل الله التوجيه لأبي بكر
أن يعفو ويصفح عن مرتكب ذلك الذنب العظيم،
ويعود للنفقة عليه ..
فما مقامنا أمام مقام سيدنا أبو بكر !
وما مرتبة مصائبنا أمام تلك المصيبة !
وهل تعرضنا لظلم أكبر من ذلك الظلم !
هل أُسيء لنا بأعظم من تلك الإساءة !
ومع ذلك جاء التوجيه الإلهي بالصفح والعفو ..
أن جزاء العفو والتسامح جزاء عظيم ..
( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )
( وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )
( وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )
( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ )
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
( ألا أدلُّكُم علَى خيرِ أخلاقِ أَهلِ الدُّنيا والآخرَةِ ؟:
أن تصِلَ مَن قطعَك ، وتُعطِيَ من حرمَكَ ،
وتعفوَ عمَّن ظلمَكَ )
وقال صلى الله عليه وسلم:
( وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلا عزًا ،
وما تواضعَ أحدٌ للهِ إلا رفعه اللهُ )
أحبائي الكرام ..
نحن بشر خطاؤون ..
فلننسى الأذى ونبدأ حياة جديدة ..
حياة مليئة بالعفو والتسامح والغفران ..
لنبدأ حياة خالية من الأذى والحقد ..
لنترفع عن الصغائر ونسمو بأنفسنا إلى
مرتبة الأخلاق الرفيعة ..
لننسى ما يؤلمنا ويعكر صفو حياتنا ..
لنطو الصفحات السوداء المليئة بالكراهية وتأثير الشيطان
ولنفتح صفحة جديدة مليئة بالحب والمودة وهدي الرحمن ..
( هذه دعوة طيبة للتسامح والعفو )
"فلا تخرج من هنا إلا وقد سامحت كل
من ظلمك وأساء إليك"
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
