1ـ جارٌ له ثلاثة حقوق، وهو الجار المسلم القريب ذو الرحم، له حق الجوار، وحق الإسلام، وحق القرابة.
2ـ جارٌ له حقان، وهو الجار المسلم، له حق الجوار، وحق الإسلام.
3ـ جارٌ له حق واحد، وهو الجار الكافر، له حق الجوار فقط.
ولذا يجب أن يكون الجار مصدرَ أمن واستقرار نفسي لك ولأسرتك، فإنك تريد بحق ألا تشعر بالقلق على أولادك وأهلك ومالك في حلك وترحالك.
فكن ذلك الجار الذي يبدأ بالتحية والترحيب والبشاشة والابتسامة، وكن ذلك الجار تفزعُ لفزع جارك، وتحزن لحزنه، وتفرح لفرحه، وإذا استعانك أعنته، وإذا افتقر عدت إليه بما يكيفه حاجته، وإذا أصابه خير هنأته، وإذا أصابته مصيبة واسيته وعزيته، تعفو عن زلاته، وتستر عوراتِه، وتغض بصرك عن محامه، ولا تسمع فيه كلامًا، بل تكون مدافعًا عنه في غيبته، وحارسًا تكون على منزله في سفره وكأنه بيتك وحلالك، ولا تستطيل عليه بالبنيان لتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تكون لك وليمةُ طعام إلا دعوته أو أعطيته منها؛ تقديرًا لحقه، وإبهاجًا لقلبه، تلبي دعوته، وتهديه ما تيسر لك، وتقبل هديته مهما قلَّت، وتتناصح وتتواصى معه في تعلم العلم، وعمل المعروف، بالحق والصبر، وبالحكمة والموعظة الحسنة، بل حتى إذا وافته المنية تبعت جنازتًه ودعوتَ له بالرحمة والمغفرة، ووصلتَ ذريته بالرحمة والإحسان.
وأصدق الحقوق أن تحب لجار ما تحبه لنفسك، وقد أكد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره أو قال لأخيه ما يحب لنفسه» رواه مسلم.
أيها الأحبة: لنحرص على حقوق جيراننا، فهي ليست شاقة ولا مكلفة، ولنمسح صفحات التقصير.
ويكفي الجار تكريمًا وصيةُ جبريلَ عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم ، ووصيةُ النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، قال عليه الصلاة والسلام: (مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ) رواه البخاري.
ولقد خص النبي صلى الله عليه وسلم النساء بالوصية بالجارة فقال عليه الصلاة والسلام: ((يا نساء المسلمات لا تَحْقِرن جارةٌ لجارتها ولو فرسن شاة)) متفق عَلَيْهِ.