الصلاة خير عظيم، وهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) العنكبوت/45
وأعظم وسيلة للإقلاع عن الذنب هي استحضار عظمة الله تعالى، والحياء والخوف منه، والصلاة تحقق ذلك، فإن الإنسان إذا توضأ ووقف بين يدي ربه وقال: الله أكبر، علم أن الله تعالى أكبر من كل شيء، فهانت عليه الدنيا وشهواتها وملذاتها، فإذا سجد ودعا ربه وسأله أن يعصمه من فتنة الشهوة، وأن يطهر قلبه، فلعله أن يستجاب له، فإذا فرغ من صلاته استحى من ربه أن يقوم إلى الذنب.
ولهذا لا نرى مانعا من اتباع هذه الطريقة، فأسُّ العلاج هو التذكر عند الغفلة، والتفكر قبل الوقوع في المعصية.
قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) الأعراف/201
فهذا حال أهل الإيمان. إذا هَمَّ الواحد منهم بمعصية تذكر عظمة الله وعقابه وثوابه، فأمسك.
قال ابن كثير رحمه الله: " يخبر تعالى عن المتقين من عباده الذين أطاعوه فيما أمر، وتركوا ما عنه زجر، أنهم (إذا مسهم) أي: أصابهم "طيف" وقرأ آخرون: "طائف"، وقد جاء فيه حديث، وهما قراءتان مشهورتان، فقيل: بمعنى واحد. وقيل: بينهما فرق، ومنهم من فسر ذلك بالغضب، ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه، ومنهم من فسره بالهم بالذنب، ومنهم من فسره بإصابة الذنب