كم من إنسان كانت نفسه تتوق إلى نعمة يتشوَّق لها ويتلهَّف عليها فلما آتاه الله إياها زهد فيها وفرّط في شكرها، ونظرها إليها نظر المستحقّ لها ولما هو أفضل منها، وربما سخطها وقارنها بما أوتي غيره وغفل عن قوله تعالى: {فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين}
ولا يزال يدعو الله ثم يقابل نعمه بما لا يليق بها من الغفلة والجحود ورؤية النفس والتسخط ثم إذا عرضت له حاجة ودعا فيه ولم يُجب تعجّب وتسخّط وكيف يجاب لفلان وفلان وأنا أفضل منهم
وغفل عن الجواب العظيم: {أليس الله بأعلم بالشاكرين}
ومن رأى أن الناس يودعونه للحج بمفرده فسوف يموت
ومن رأى كأن الحج واجب عليه ولا يحج دل على خيانته
في أمانته وعلى أنه غير شاكر لنعم الله تعالى
ومن رأى أنه في يوم عرفة وصل رحمه
وصالح من نازعه وإن كان له غائب رجع إليه
وذكر أن من رأى أنه يصلي في الكعبة
فإنه يتمكن من بعض الأشراف والرؤساء
وينال أمناً وخيراً.