هل هربَ الكرى من جفنَيْك يومًا، وبحثتَ عنه مليًّا فلم تَجِدْه؛ لأنَّه كان متخفِّيًا في دياجير العَتمة؟! هل مرَّ عليك وقتٌ ولَم تشعر فيه بليلٍ ولا بنهار؟ وإذا حصل معك ذلك، فهل تذكَّرتَ قوله تعالى في سورة الإسراء: ﴿ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ﴾ [الإسراء: 12]. هل تقفُ معي لِتَنظرَ إلى السِّباق الَّذي لا يَنْتهي إلى يوم القيامة: ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 40]. • كم من أمرٍ شغَلني، وكم مِن مصيبةٍ أهَمَّتْني، وكم من خَطْبٍ أرَّقَني، وكم من همٍّ أقضَّ مضجعي، وكم جفا النومُ جفوني، وكم من كربٍ أقلقني! فأتاني فرَجُ الله من حيثُ لَم أحتسب، وجعل الله بعد عُسر يسرًا، وجال في خاطري قول الشَّاعر:
ضَاقَتْ فَلَمَّا اسْتَحْكَمَتْ حَلَقَاتُهَا