صباح الخير شهرزاد

صبااااح الخير شهرزاد..

من حفيف الأقلام الهاربة
وما بين الأوراق الشهرزادية
أبحث عن حلم ضاع مني.. أبحث
عن طيف عاشق
أسدل ستائر الهمس وارتحل.. أبحث
عن ذراع احتوت شوقي ذات ثمالة
وخدشت سنابل الحنين بالروح

أيها الراحلون، مهلا...
كيف تركتم الطرقات تعج بالصدى
والأمكنة تلوك الفراغ بأنياب الوحدة؟
كيف صار الليل متحفا للعابرين
وتحولت الأحلام إلى نوافذ موصدة
يخذلها النور عند أول شهقة للفجر؟

أكفي ترتجف فوق المكاتيب القديمة
وصوتكم لا يزال متحجرا في حنجرة الوقت
كل شيء هنا يرفض المضي
إلا الأيام، تجرني بلا رحمة
إلى مزيد من الغياب..
إلى مزيد من انتظار لا ينتهي

لقد أصابتني رياح الصمت بمقتل
فتشردت الحروف
وتناثرت القصائد مثل أوراق الخريف
تنشر وجعها على بتلات الورد
وتهمس: متى يعود الذين رحلوا
دون أن يأخذوا قلوبنا معهم؟

صباح الخير شهرزاد
صباحك أنشودة ياسمين
تغنيها الغيوم وتوشوشها النسمات
فيه تغرد روحي كالطفل
إن نادته عينك بنظرات
أنا هنا يا قمري الساكن في الأحداق
يا دفء شتائي ويا أمان الملمات
أعشقك...
بل أكثر، حد التماهي، حد الإنصهار في تفاصيلك
حد أني كلما شربت قهوتي
تساءلت:
أأنا أحتسيك أم أذوب في طيفك المتمايل في حواف الفنجان؟

همساتك تعبرني كريح حنون
فتثير داخلي زوبعة اشتياق
أكاد أرتل "الله أكبر" حين تبتسمين
فحبك صلاتي ومحرابي... وعيد العمر

فابقي في أوردتي، لا تفارقيها
ولتكتب قصتنا في سفر العاشقين
بلون أسمر... دافئ... حنون... كما أنت.
صبااااح الخير شهرزاد