بعض الذين فاجأتهم النعمة نظروا إلى البشر نظرة ازدراء واحتقار،
وظنوا أنهم فوق بقية الناس اعتزازا بأموالهم أو بجنسياتهم أو قومياتهم أو إقليمياتهم..
وهؤلاء ضرب الله لهم مثلا بقارون
{كان من قوم موسى فبغى عليهم وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ
إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ . وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ
وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ . قال إنما أوتيته على علم عندي}(القصص:76، 78)
فنسب النعمة لنفسه ولم ينسبها لرب العزة سبحانه..
فكيف كانت العاقبة؟
{فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ}
ذكروا أن سائلا طرق باب رجل غني وزوجته، فأرادت الزوجة أن تعطيه شيئا
فأبى الغني وقام إلى السائل فطرده شر طردة، وتجري الأيام ومعها سنن الله،
وإذا بالغني يفتقر، ولشدة فقره يطلق زوجته، وتتزوج زوجا غيره،
ويتحول غني الأمس فقير اليوم إلى سائل يطرق على الناس بيوتهم..
طرق يوما بابا فإذا به باب زوجته القديمة وزوجها الجديد،
ويأمرها زوجها أن تعطي السائل فعادت وهي تبكي.
قال ما يبكيك؟
قالت تدري من السائل؟
إنه زوجي الأول.
قال: وتعلمين من أنا؟ أنا السائل الأول.