بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
بسم الله الرحمن الرحيم هناك حقيقتان في هذه التسمية هما:
أيها الأخوة الكرام، مع درس جديد من دروس خطاب الله عزّ وجل للمؤمنين لقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا، الله سبحانه وتعالى خاطب المؤمنين بمئات الآيات وفي هذه الآية:
النقطة الدقيقة أنك حينما تأكل لماذا أمرت أن تسمي الله عز وجل تقول بسم الله الرحمن الرحيم ؟ هناك حقيقتان في هذه التسمية.
1ـ أن تعزى النعمة إلى الله تعالى:
الحقيقة الأولى أن هذه النعمة التي أنعم الله بها عليك هي فضل من الله بسم الله، الذي يتوهم أنه سعى وكدّ وتعب وكسب المال وأنفق هذا المال في شراء هذه الحاجات متوهماً أنه دفع ثمنها نقول له بملء فمنا: أنت خاطئ، إنك لن تدفع ثمن هذا الذي أكلت لكنك دفعت ثمن خدمته، لذلك بسم الله هذه نعمة من نعم الله هذا المعنى الأول.
أنت حينما تسمي يجب أن تذكر أن هذه نعمة الله أكرمك الله بها، وأن الذي دفعته ثمناً ليس في الحقيقة ثمناً لها بل هو ثمن خدمتها.
2 ـ أن نتعامل مع النعمة وفق منهج الله:
المعنى الثاني الله عز وجل له منهج كيف ينبغي أن تأكل ؟ أن تأكل دون أن تسرف، أن تأكل باعتدال، أن تأكل طعاماً طيباً يعني حلالاً، البسملة تعني شيئين، تعني أن تعزى النعمة إلى الله أولاً وأن تتعامل معها وفق منهج الله ثانياً.
هذا معنى التسمية أن تعزى النعمة إلى الله أولاً كي تحبه، ذكرهم بآلائي، ونعمائي، وبلائي، وأن تتعامل مع هذه النعمة وفق منهج الله:
قف عند بائع العصير كم نوع يوجد ؟ أنا لا أبالغ الأنواع تزيد عن المئة، حرم الله عليك واحد إلى مئة، كم نوع من الطعام حلال أن نأكله ؟ حرم عليك الخنزير، فنسبة المحرمات إلى المحللات لا تساوي واحد بالمئة، لذلك يا أيها الذين آمنوا، يا من آمنتم بي، يا من آمنتم بعظمتي، يا من آمنتم برحمتي، يا من آمنتم بحكمتي، يا من آمنتم بقدرتي، يا من آمنتم بعدلي:
أنا أتصور أن كلمة من طيبات ما رزقناكم الطعام الطيب هو الطعام الذي اشتري بمال حلال، وسمح الله بتناوله، شرطان، هو مباح أولاً واشتريته بمال حلال ثانياً.
الأشياء المحرمة لذاتها و الأشياء المحرمة لغيرها:
لكن العلماء قالوا: هناك شيء محرم لذاته وشيء محرم لغيره، أن يأكل الإنسان لحم خنزير نقول: هذا حرام لذاته، وأن يدخل الإنسان إلى مطعم ويأكل طعاماً حلالاً دون أن يدفع الثمن هذا حرام، لا لذات الطعام بل لغير الطعام، فإذا قال الله عز وجل:
يعني كلوا طعاماً حلالاً، وكلوا طعاماً وفق منهج الله، ادفعوا ثمنه، وسموا بسم الله الرحمن الرحيم، كي تتذكروا أن هذا الطعام الذي أمامك هو من فضل الله عليك، وشيء آخر أن تتذكر منهج الله في الأكل والشرب، يا أيها الذين آمنوا يا من آمنتم بوجودي، و وحدانيتي، وكمالي، وبأسمائي الحسنى، آمنتم بعدلي وقدرتي وحكمتي، آمنتم بفضلي وكيف أنعمت عليكم:
زرت صديقاً لي في أحد الأعياد فاستقبلني والده، أراد أن يعرفني بعمره قال لي: أنا عمري ست و تسعون سنة ، وقد أجريت البارحة فحوصا كاملة، والنتائج كلها طبيعية ثم عرج على هذا فقال: والله ما أكلت حراماً في حياتي و لا أعرف الحرام، لا حرام النساء ولا حرام المال.
من حفظ النعمة في الصغر حفظه الله في الكبر:
لذلك هذا الذي سئل يا سيدي، ما هذه الصحة التي حباك الله بها ؟ قال: " يا بني حفظناها في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر، من عاش تقياً عاش قوياً ".
جزآكم الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
بآرك الله فيكم على الطَرح القيم و في ميزآن حسناتكم ,,
آسأل الله أن يَرزقـكم فسيح آلجنات !!
دمتمّ بـِ طآعَة الله..}