والطاعة فى رمضان وفى غير رمضان فلا تكن أيها المسلم موسمى العبادة بل إن العاقل هو الذى يزيد من الطاعة لله وفعل الخيرات فى غير رمضان، حيث إن ثواب الطاعة فى رمضان أكثر فبناء على ذلك يحرص المسلم على الإكثار منها فى غير رمضان ليضاهى ويساوى به ما كان يقوم به فى رمضان. وما كنت تقوم به فى هذا الشهر الكريم فحافظ عليه فى غيره من صيام وصلاة وصدقة فقد قال العلماء: أربع من زاد الآخرة والآخرة خير وأبقي وهى: الصوم صحة النفس والصدقة ستر وحجاب ما بينه وبين النار، والصلاة تقرب العبد إلى ربه، والدموع والندم على الذنب تمحو الخطيئة فشهر رمضان أكسبك تعود الطاعة وفعل الخيرات واجتناب المنهيات فاغتنم هذه الفرصة، وحاول قدر طاقتك ووسعك الاستمرار على ذلك؛ لأن اليوم تقدر وغدًا لا تدرى واليوم معك وغدًا لا تدرى وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقـــــول: «اغتنم خمسًا قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه ابن أبى شيبة فى مصنفه وأبو نعيم فى الحلية وغيرهما، فينبغى للإنسان المسلم أن يعرف أن حياته لها نهاية فيغتنم كل ساعة تأتى عليه، ويقول: لا أدرى كيف يكون حالى فى ساعة أخري ويتفكر فى ندامة الموتى وأنهم يتمنون الحياة مرة أخرى ولو مقدار ركعتين أو مقدار قول: لا إله إلا الله فاجتهد فى عبادة الله قبل أن يأتيك وقت الندامة والحسرة ولتعلم أخى السائل أن صيام شهر رمضان يجب أن يحفزنا على الاستمرار والاستزادة من الطاعة وفعل الخيرات بعد رمضان، فقد قيل: أربع من كن فيه فلم يزدد بهن خيرًا فذاك الذى لم يتقبـــل اللـــــه منه عمله ذلــــــك:
أولها: من غزا ثم رجع فلم يزدد خيرًا فذاك علامة أنه لم يتقبل الله منه.
ثانيها: من صام شهر رمضان فلم يزدد بصيامه خيرًا، فذاك علامة أنه لم يتقبل الله منه.
ثالثها: من حج فرضًا فلم يزدد خيرًا فذاك علامة أنه لم يتقبل الله منـــه.
رابعها: من مرض فعوفى فلم يزدد خيرًا فذاك علامة أنه لم تكفرعنه ذنوبه. لكم خالص تحياتى وتقديرى