هجمات داعش في العراق وسوريا.. خطر التنظيم يتصاعد

هجمات داعش في العراق وسوريا.. خطر التنظيم يتصاعد

يستعر القتال منذ أيام في مدينة الحسكة السورية، بعد أن حاول مقاتلون من داعش إطلاق سراح عدد من أنصار التنظيم المعتقلين في سجن تديره قوات سوريا الديمقراطية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "84 من داعش قتلوا و45 من الأسايش (قوات الأمن الكردية) وحراس السجن وقوات مكافحة الإرهاب وقسد (قوات سوريا الديموقراطية) وسبعة مدنيين".

ويؤكد المرصد السوري أن "العدد أكبر من ذلك ولا يعلم العدد الحقيقي للقتلى حتى اللحظة، نظرا لوجود العشرات لا يعرف مصيرهم من الأطراف جميعها بالإضافة لوجود عدد كبير من الجرحى بعضهم في حالات خطرة".

وتراجعت حدة المعارك مساء الأحد، إلا أن مخاوف سادت حول مصير مئات الأطفال الموجودين في السجن حيث لا يزال مقاتلون يقاومون قوات سوريا الديموقراطية.

وجاء في بيان لقوات سوريا الديموقراطية الأحد، "قواتنا سيطرت بشكل كامل على الوضع الاستثنائي الذي كان داعش يحاول الاستفادة منه للفرار، ليس بإمكان مرتزقة داعش المتبقين في أسوار السجن الفرار الآن".وبحسب المرصد "تمكنت القوات المشاركة في العمليات من السيطرة على محيط السجن بشكل شبه كامل باستثناء جيوب لا يزال يتواجد فيها عناصر التنظيم، بالإضافة لقسم كبير من السجن باستثناء المهاجع التي لا يزال السجناء يحكمون السيطرة عليها".

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية أن "العائق الكبير" أمام تقدمها "هو استخدام الإرهابيين للأطفال مما يعرف بـ(أشبال الخلافة) المرتبطين بداعش والبالغ عددهم 700 قاصر، كدروع بشرية".

وحملت القوات "إرهابيي داعش مسؤولية إلحاق أي ضرر بهؤلاء الأطفال داخل السجن".
هجوم "وقح"

وأثار الهجوم اهتمام المحللين الأمنيين في جميع أنحاء العالم تقريبا، حيث وصفته صحيفة "وال ستريت جورنال بأنه "واحد من أكثر عمليات (داعش) تعقيدا في سوريا والعراق في السنوات الثلاث الماضية".

ويشير تقرير الصحيفة إلى أن الهجوم هو "محاولة لرفع معنويات أتباع (داعش) من خلال العودة إلى أحد تكتيكاته الأصلية: إطلاق سراح الأعضاء المحتجزين في السجن".وكان داعش سيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا في عام 2014، حيث يرى خبراء عراقيون في شؤون الشؤون الأمنية والتنظيمات الإرهابية أن ما يقوم به عناصر داعش أكبر من مجرد محاولة لرفع معنويات التنظيم المنهزم.

ويقول الخبير الأمني، أحمد الربيعي، إن "التطابق مقلق" في التكتيكات، مقارنة بالعمليات التي شنها التنظيم قبل احتلال الموصل، "وأيضا مقارنة بالأوضاع السياسية الداخلية والأوضاع الإقليمية".

ويشير خبراء عراقيون إلى الهجمات المنسقة التي كان التنظيم يقوم بشنها باستمرار مع الترويج لها إعلاميا، كما أن داعش هاجم سجونا في العراق وسوريا قبل سيطرته على مساحات واسعة من البلدين.

وهاجم داعش سجن أبو غريب وسجن التاجي، غربي وشمالي العاصمة بغداد، في 22 يوليو 2013، قبل عام تقريبا من اجتياحه لمدينة الموصل وعدد من المناطق غربي وشمالي البلاد.

وفي هجومه المنسق، قتل نحو 20 حارسا أمنيا عراقيا، لكن التقديرات تحدثت عن فرار 500 – 750 سجين من قيادات التنظيم الذين انضموا فيما بعد إلى عملياته الانتحارية والعسكرية.

ويقول الربيعي، وهو ضابط سابق في الجيش العراقي، إن "التكتيكات المتشابهة تعني عادة نوايا متشابهة"، مضيفا لموقع "الحرة" أنه "لا يعتقد أن داعش يضحي بنحو 100 من مقاتليه في هجوم على سجن سوري لمجرد "رفع المعنويات".وسبق الهجوم على الحسكة هجوم على مقر للجيش العراقي في منطقة "العظيم" بمحافظة ديالى، وقتل جميع الجنود في المقر.

ويعتقد الربيعي أن "داعش يحضر لشيء، قد يكون كبيرا، وقد يحدث في المستقبل القريب".
نشاط إعلامي

وتنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة تويتر، فيديوهات نشرتها حسابات مؤيدة لداعش، يظهر أحدها نحو 50-60 مقاتلا مموهي الوجوه، وهم يتعهدون بالقتال "حتى الموت".

ولا يحتوي الفيديو إشارة إلى المكان الذي صور فيه، أو التاريخ، كما أنه لا يتحدث عن محاولة اقتحام السجن، لكن يجري تداوله على نطاق واسع على أنه تحضيرات لعملية اقتحام سجن غويران.

وتتناقل حسابات أخرى فيديوهات وصور مماثلة، تحمل شعارات داعش، بل إن بعضها كتب صراحة إن الحساب ينتمي إلى "الجيش الإليكتروني" للتنظيم.

ويقول الصحفي العراقي، سامان داود، إن "النشاط الإعلامي لداعش" يتزايد في هذه الفترة .

ويضيف داود إن التزايد يأتي في مرحلة من "التجاهل" لأنشطة التنظيم الإعلامية سواء من قبل الحكومات الغربية أو إدارات مواقع التواصل الاجتماعي.

ويحذر داود، في حديث لموقع "الحرة" من استمرار تواجد إعلاميي التنظيم على منصات التواصل الاجتماعي التي يستطيعون من خلالها الوصول إلى جمهور غير محدود.

ويقول داود إنه "وجد زيادة كبيرة في عدد الحسابات المرتبطة بالتنظيم على موقع تويتر، وأيضا زيادة الأسلوب الجديد بمهاجمة المنشورات التي تتحدث عن ضحايا داعش وخاصة تلك التي ينشرها أقاربهم".

ويؤكد داود أن "زيادة النشاط الإعلامي واضح جدا، وكذلك الإهمال الحكومي والدولي لهذه الزيادة".
قسد تتصدى وتنفي الشائعات

وتقول قوات سوريا الديمقراطية إنها "قتلت 112 من مقاتلي الدولة الإسلامية ومثيري الشغب في السجون منذ بدء الهجوم، ونشرت مقاطع فيديو قالت إنها أظهرت جثث مسلحين يحملون السلاح ملقاة في الشوارع".

ونفت القوات الكردية ما أشاعه داعش من أنه "أطلق سراح 800 سجين في الهجوم على السجن" الذي يحتوي على الآلاف من مقاتلي التنظيم".

ونقلت وال ستريت عن المتحدث باسم المجلس العسكري للسريان، إحدى الفصائل التي تشكل قوات سوريا الديمقراطية إنه "من المستحيل على 800 شخص مغادرة المنطقة عندما نكون تحت طوق أمني".

وانضم عدد من المدنيين لجهود حماية المنطقة التي تحتوي على سجن غويران، فيما شهدت المنطقة أيضا نزوحا بسبب عمليات القتال من شارع إلى شارع بين مقاتلي داعش وقوات قسد."مقارنة غير دقيقة"

ويقول المحلل الأمني العراقي، منتظر العسكري، إن "المقارنة بين ما حدث في 2014 وما يحدث الآن غير دقيقة".

ويضيف العسكري أن "العراق امتلك خبرات أمنية هائلة، كما تجاوز الحاجز النفسي بعد انتصارات قواته على التنظيم"، مضيفا لموقع "الحرة" أن "داعش روع المدن العراقية بتفجيرات شبه يومية، تلت مرحلة سنوات من الحرب الطائفية، وكان سقوط المدن تتويجا لجهود طويلة قام بها التنظيم".

ويؤكد العسكري "الموقف مختلف جدا"، والعراق يمتلك "قوات أمنية أكبر وأفضل تدريبا وأكثر تنوعا"، كما أن "داعش مكروه جدا بشكل أكبر بكثير من سكان المناطق التي كان يحتلها".
خطر داعش في العراق

وتعقد زيادة التوترات السياسية في العراق الجهود الأمنية لمواجهة تزايد خطر تنظيم داعش، حيث تختلف عدة أطراف عراقية على توزيع المناصب "السيادية" الثلاث، وهي رئاسة البرلمان والجمهورية والحكومة، بعد انتخابات شهدتها البلاد في أكتوبر الماضي.وتتعامل السلطات الأمنية العراقية والأميركية، مع التنظيم على أنه "مهزوم عسكريا"، لكنه "لا يزال يتمتع بالقدرة على شن هجمات".

وقال اللواء جون برينان، قائد قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب قوله إن "في حين لا يزال داعش مهزوما عسكريا، إلا أنه لا يزال يشكل تهديدا وجوديا للمنطقة".

ويضيف برينان "نظرا لقدرات التنظيم التي تناقصت بشدة، يعتمد بقاء داعش في المستقبل على قدرته على إعادة ملء صفوفه من خلال محاولات سيئة التخطيط مثل هجوم الحسكة".

وتقول وزارة الخارجية الأميركية إن "مهاجمة مركز الاحتجاز كانت أولوية بالنسبة لتنظيم الدولة الإسلامية لأكثر من عام".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية برايس، السبت، "إنه يؤكد أيضا الحاجة الملحة للبلدان التي يقبع مواطنوها في هذا المركز، لإعادة مواطنيها وإعادة تأهيلهم أو محاكمتهم، حسب الاقتضاء".

وأكد التحالف الدولي، الأحد، أن محاولة عصابات داعش الإرهابية تهريب عناصرها من سجن غويران في سوريا جعلته "أضعف في نهاية المطاف".

وقال اللواء برينان، "في هذه المحاولة اليائسة لإظهار الأهمية، لقد أصدر داعش حكماً بالإعدام على العديد من أفراده من الإرهابيين نتيجة لهذا الهجوم".

وأكد التحالف أنه "واثق من تقييمه من أن محاولة داعش الأخيرة للهروب، لن تشكل تهديدا كبيرا للعراق أو المنطقة".

وأضاف "بناء على دعوة جمهورية العراق، سنواصل تقديم المشورة والمساعدة والتمكين لقواتنا الشريكة لضمان عدم قدرة داعش على العودة داخل العراق أو سوريا".

الموضوع الأصلي: هجمات داعش في العراق وسوريا.. خطر التنظيم يتصاعد || الكاتب: الوافي || المصدر: مملكة السلطانة شهرزاد

http://shrzad.com

كلمات البحث

خواطر ، اشعار ، ادب ، تصميمات ، مقالات

المصدر: منتديات شهرزاد الادبية - من قسم: الأخبار العالميه والمحليه

---

i[lhj ]hua td hguvhr ,s,vdh>> o'v hgjk/dl djwhu]

المصدر : || منتديات شهرزاد الادبية إسم الموضوع : || هجمات داعش في العراق وسوريا.. خطر التنظيم يتصاعد  القسم : || الأخبار العالميه والمحليه كاتب الموضوع : || الوافي

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

يسلمو على النقل المميز